خارج شبكة الوجع العام .. !! بقلم هيثم الفضل

خارج شبكة الوجع العام .. !! بقلم هيثم الفضل


07-12-2017, 01:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499817805&rn=0


Post: #1
Title: خارج شبكة الوجع العام .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-12-2017, 01:03 AM

00:03 AM July, 12 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

في هذا الزمان الغريب في صفاته والمتناقض في إتجاهاته ىبين الخير والشر والصواب والخطأ ، على ما يبدو سيظل الحق كسيرا ً في أروقة ظلامية الرؤى وإنهيار الأخلاقيات ، وسيظل هذا الزمان ما لم تتغيَّر كل بنيته من القاعدة إلى رأس الهرم مثاراً للكثير من الغرائب والعجائب في عالم الحق والباطل ، مثل ما ساد من مبدأ أصبح يهدّد كل بارقة أمل تبدو في الأشياء من حولنا ، فحواه أن كل (ناجح) و(إيجابي) و(مفيد) لا بد أن تمسهُ يد العدوان الخفيه ، لتجتث جذوره وتحاربه حرب الخوف والهلع من أن تبزغ شمسه فتكشف المستور من ما تخبأ في الظلام ، تابعت على مدى الأيام السابقة تداعيات قرار وزير الإعلام الولائي بإيقاف بث برنامج بنك الثواب عبر قناة الخرطوم الفضائية التي كانت وما زالت تعاني إنفضاض الناس من حول شاشتها التي لم تستطيع المنافسة لأسباب عديدة بعضها إدارية والآخر ما بين الفني والوضع النفسي المهني الذي يعانيه العاملين فيها ، إلا أنها وبعد إنتقال هذا البرنامج الهادف والإنساني من قناة قون المتوقفة إلى الخارطة البرامجية لقناة الخرطوم ، تمتعت بنقلة كبيرة على مستوى حجم المشاهدة وإهتمام الناس بالإطلاع على نتائجه الباهرة في مجال إيجاد الحلول والمعالجات الإنسانية لكثير من المحتاجين والمرضى من فئة المتعففين من أبناء هذا الشعب من غير المنتمين إلى فئة القادرين على الحصول على منافعهم وإحتياجاتهم عبر الواسطة والنفوذ والتزلف لأولي السلطان ، وبغض النظر عن الأسباب التي إستند إليها وزير الإعلام ، موضوعيةً كانت أو غير ذلك إلا أن الإيقاف في حد ذاته يُعتبر طعنة في خاصرة العمل الإنساني والطوعي ، وهو إيقاف لفضيلةٍ حث الإسلام على دعمها وتشجيعها ، فالتعاضد والتآلف وإحساس المسلم بآلام أخيه المسلم و المساهمة في مساعدته بما إستطاع هو ركن أصيل من أركان تميُّز الشخصية المسلمة ، أما وقد علمتُ بأن البرنامج قد إنتقل الآن ليُبث عبر قناة الهلال فالواجب أن أُلفت أنظار المسئولين الجالسين على أبراجهم العاجية إلى أن مثل هكذا برامج ومشاريع من العار أن تكون مُشرَّدة بين القنوات ، وأن ما يقوم به البرنامج من أعباء وحلول لمشكلات تخص البسطاء ومحدودي الحيلة من أبناء هذا الوطن الشرفاء ، هي في حقيقة الأمر من صميم إختصاصات وإلتزامات الدولة التي كان يجب أن يلتزم بها ديوان الزكاة والجهات المختصة في وزارة الشئون الإجتماعية ، إلا أن مؤسسات العون الإنساني الرسمية في بلادنا ستظل تغط في نومها العميق ، وسيظل أيضاً وزارءنا خارج (شبكة) ما يعانيه الناس ، أرجو بعد كل هذا ألا يكون سبب إيقاف البرنامج ما ظل دوماً يُصرِّح به الأخ / عبدالله محمد الحسن مُقدِّم البرنامج عن عدم منطقية المبالغ التي يُصدّق عليها ديوان الزكاة لأولئك المحتاجين بالمقارنة مع تكاليف علاجهم الحقيقية في دولةٍ رفعت يدها كلياً عن دعم الإستشفاء والدواء ، هذا فضلاً عن كشفه المستمر للعجز المادي والمهني للمهرجان الوهمي الذي يُدعى صندوق الضمان الصحي .. سِر أخي عبدالله محمد الحسن و من معك فعين الله ترعاك .. طالما أنت في رعاية المحتاجين .