من آفات (الواتساب)!! بقلم د. عارف الركابي

من آفات (الواتساب)!! بقلم د. عارف الركابي


07-11-2017, 02:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499781411&rn=1


Post: #1
Title: من آفات (الواتساب)!! بقلم د. عارف الركابي
Author: عارف عوض الركابي
Date: 07-11-2017, 02:56 PM
Parent: #0

01:56 PM July, 11 2017

سودانيز اون لاين
عارف عوض الركابي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



وصلت رسائل الواتساب في مجتمعنا الى أن تنشر فيها صورٌ لوثائق ثبوتية كالجوازات والبطاقات، ويقال أسفل الوثيقة هذا فلان وهذه فلانة فعل وفعل وعمل في ذلك المكان أو قام بفعل كذا ..

وتصل تلك الرسائل (مجهولة) المصدر وغير معلوم لمن وصلت إليه هل المعلومة صحيحة أم لا !! وحتى على فرض أن بعضها صحيح فهل يجوز شرعاً هذا العمل؟! كيف لشخص يخاف من الله تعالى ويشفق على نفسه من حقوق الآخرين وسؤال الله عنها ومن مغبة تفريطه فيها، أن يرسل صوراً شخصية أو صوراً لوثائق ثبوتية لأشخاص معينين يساء إلى أصحابها بها؟!
تبّاً لتقنية تستخدم في مثل هذه المخازي، وتستخدم في أذية عباد الله، ومؤلم رؤية ثورة تقليد أعمى بتبادل رسائل تضر ولا تنفع، حملات إعادة توجيه دون رعاية لأدنى حقوق الناس عموماً وحقوق المسلمين خصوصاً .. انتهاك للخصوصية ونشر صور للحوادث، وقد يترتب على ذلك من الضرر ما لا يتصوره المصور أو الناقل.
ومؤسف جداً أن يساهم كثيرٌ من الناس في نشر كل ما يصل إليهم دون أن يكون لديهم من التروي والأناة ما أوجبه ديننا في مثل هذه الأمور، ومحزن أن كثيراً من الناس لم يستقيموا لتوجيهات الخالق سبحانه في قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».. فما هو عذر من يعيد إرسال رسائل كهذه ويساعد في نشرها دون أن يتأكد من صحتها ودون أن يبذل جهداً في التبيّن والتثبّت من صدقها؟!
ولا تخفى على مسلم خطورة نشر الشائعات والأكاذيب، خاصة أننا نعيش في زمان أنعم الله تعالى علينا فيه بوسائل تقنية تساعد في سهولة التواصل وسرعة نشر المعلومات في لحظات قليلات، فهي «نعمة» استثمرها كثيرون في نشر الحق وكسب الحسنات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلات الطيبة، فهي لهؤلاء «نعمة»، وإن أناساً آخرين سخّروها في نشر الباطل وكسب السيئات والأوزار والمساعدة ــ بتساهلهم وتفريطهم ـــ في ترويج الأكاذيب والشائعات المفتريات، فكانت عليهم (نِقْمَة)
والمؤسف ــ حقّاً ــ أن يكون نشر الشائعات المكذوبات على مستوى الصحف اليومية، فتنشر الصحيفة ما يرد من معلومات مكذوبة في هاتف أحد موظفيها من الرسائل المجهولة المصدر دون أن تستوثق أو تقوم بأدنى واجبات الوظيفة الصحفية، وبدون تقيد بأبسط قواعد أخلاق المهنة. وقد كانت في ما سبق مكانة وهيبة للأخبار التي تنشر على الصحف حتى إنها لتعدُّ مصادر موثوقة، ولكن في الفترة الأخيرة وجد ضعف نال بعض الصحف في جانب مهم من رسالتها، ألا وهو نشر الأخبار الحقيقية وتمحيصها بعد التأكد منها، فما هذه المهازل؟!
إن بعض الجهات تتساهل في نشر مثل هذه الأخبار بدافع الإثارة ولكسب زيادة مشترين لترويج بضاعتها، وقد سمّيت صحيفة بعينها لها حضور في نشر الجرائم والأحداث في المجتمع، لكنها باتت لا تهتم بصدق المعلومة، حتى باتت بعض الصحف مضرب مثل في الأخبار (المضروبة)!!.
وأما أعضاء (المجموعات) في الواتساب وغيره من مواقع التواصل فإن عليهم أن يدركوا خطورة ما يتساهلون في نشره، مما يتسبّب في تبعات من السيئات والأوزار عليهم .. وما تضيع وتنسف به حسناتهم، خاصة الأخبار التي تتعلق بأشخاص معينين فإن حق المسلم عظيم والافتراء عليه شأنه خطير، وهو حق مبني على المشاحة يصعب على من ولغ أو وقع فيه السلامة من مغبته .. ولننشر التوعية في هذه القضية التي باتت مصدر زعزعة ومورداً لنشر الفتن والافتراء على خلق الله.. والموفق من وفقه الله.



alintibaha