أزمة الخليج وصفقة ترامب بقلم مصعب محجوب الماجدي (السودان)

أزمة الخليج وصفقة ترامب بقلم مصعب محجوب الماجدي (السودان)


07-09-2017, 11:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499639969&rn=0


Post: #1
Title: أزمة الخليج وصفقة ترامب بقلم مصعب محجوب الماجدي (السودان)
Author: مصعب محجوب الماجدي
Date: 07-09-2017, 11:39 PM

10:39 PM July, 10 2017

سودانيز اون لاين
مصعب محجوب الماجدي-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



شكلت جزيرة العرب مسرحا مهما للأحداث، وتشهد تحركاً متسارعاً طغى على كل الأحداث، وتواصلاً دبلوماسياً كانت وجهته صوب الغرب الذي يراقب عن كثب فوران المنطقة وتطورات الأزمة. ويظهر من خلف الكواليس الرئيس الأميركي، دونالد ترامب باسماً، وهو يرى أنّ السيناريو الذي وضعه تم أداء الأدوار فيه على أكمل وجه، وصار واقعاً معاشاً.
يختلف ترامب عن سابقيه في أنه ملياردير ورجل أعمال ناجح، ويعد من أغنياء العالم، ومؤلف تلفزيوني، وله خبرة كبيره في الحياة. كل هذا جعله مؤهلاً لنيل ثقة الأميركيين، فقد وعدهم في أثناء حملته الانتخابية بإنفاق 20 مليار دولار في العام الأول من رئاسته لمساعدة الولايات في توسيع خيارات البرامج التعليمية، فضلاً عن خفض الضرائب ورعاية الطفولة وزيادة الأجور ومحاربة داعش والإرهاب. و السؤال هو: من أين يأتي ترامب بهذه الأموال؟ الجواب في تغريداته الصريحة، والتي كان العامل المشترك فيها قوله لكل العالم: "ادفعوا".
والعرب هم أبرز المعنيين بهذا الخطاب، والآن هم يدفعون بسخاء، من أموال الشعوب التي تتطلع إلى غد أفضل، ومن أجل أن يدفعوا باستمرار لا بدّ من إيهامهم بأنّ أمنهم وحمايتهم ومصالحهم ووجودهم على وجه الأرض بيد أميركا وأخواتها. وقد كان ترامب صريحاً جداً أمام العالم أجمع، وكان شعار ترامب "أميركا أولا"، ما يعني أن التحالفات والائتلافات غير مقبولة بالنسبة له، ما لم تصب في صالح الولايات المتحدة. وصرّح عن تبنيه نهجاً أقل تدخلاً في الأزمات الخارجية، باستثناء تعهده محاربة تنظيم داعش. كما أعرب، في ختام القمة الإسلامية في الرياض، إنه "كان يوما عظيما، وبالنسبة للولايات المتحدة، كان استثمارا عظيما"، استثمارّ كانت أميركا سنتنظر كثيراً وتدفع كثيراً حتى ترى بواكير ثماره.
على الرغم من ذلك كله، يطمع زعماء عرب في كسب رضا الرئيس ترامب، فتم تأسيس المركز العالمي لمكافحة التطرّف في السعودية، وبارك افتتاحه ترامب، وجُمع له كل العالم الإسلامي، إنها "ادفعوا" يا هؤلاء، ولا يخفى على الجميع كم سيكلف تكوين "الناتو العربي" من الرجال والمال والعتاد والخبراء والقواعد العسكرية، ولن تكون أميركا جزءاً منه، لكنها ستلعب دور المشرِف والمنظم، إنها "ادفعوا" يا هؤلاء، ناهيك عن صفقات الأسلحة التي ستجني منها الولايات المتحدة مليارات الدولارات، وتوفير فرص العمل ومحاربة البطالة التي تهدّد أميركا.
لن يكون هذا إلا بإحداث الأزمات والحروب والصراعات، ونسف كلّ الكيانات الوحدوية في المنطقة العربية، وبناء تكتلات جديدة، وفق إملاءات أميركا. جدير بالذكر أنّ المنطقة العربية محور تنازع بين روسيا وأميركا حسب المصالح، وبسط النفوذ والهيمنة، فكلّ منهما يريد توسيع الرقعة التي يهيمن عليها، كما أنّ المنطقة زاخرة بالموارد من الغاز الطبيعي والنفط، وهما يمثلان أهم الموارد التي تزداد حاجة الغرب لها وتخوّفه من نفادها.
لأجل هذا كله، تنجح عقلية الرئيس الأميركي ترامب الرأسمالية بخبرته مليارديرا ورجل أعمال في جني أموال العرب، وحق له أن يقول للأميركان: جئتكم بمليارات الدولارات. إنهم يدفعون فهُم كُرماء.