لا تشرب لا تتبوَّل .. !! - بقلم هيثم الفضل

لا تشرب لا تتبوَّل .. !! - بقلم هيثم الفضل


07-08-2017, 11:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499552619&rn=1


Post: #1
Title: لا تشرب لا تتبوَّل .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-08-2017, 11:23 PM
Parent: #0

10:23 PM July, 09 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

بمناسبة إصرار وزارة التربية والتعليم على تدشين العام الدراسي الجديد ، رغم كل المعوقات والمخاطر التي تحيط بالبيئة المدرسية للمدارس الحكومية التي يؤمها الشرفاء من أهل هذه البلاد من الذين صُنِّفوا خارج دائرة الإستفادة من موارد هذه البلاد الزاخرة والوفيرة ، لأنهم فقط لا ينتمون ولا يقربون بصلة لمنظومة الحزب الحاكم في السودان ولأنهم أيضاً لا ينتمون إلى فئة المُطبلين والنفعيين ومُسترخصي المباديء والقيَّم الأخلاقية الوطنية وربما لأنهم يقفون في الحياد الذي لم يعُد مُجدياً للحصول على النجاة من نوائب الحاجة والعوز والشعور بالدونية ، و بالرغم من أني لا أدعو من خلال هذا المقال وزارة التربية أو حكومة ولاية الخرطوم إلى (إصلاح) أو (إنقاذ) حال المدارس الحكومية بعد آذان مالطة وفي ساعة الصفر الحِرجة لمعرفتي التامة بحالة العجز الإداري واللوجستي التي ضربت أطناب العملية التربوية بكافة إتجاهاتها بما في ذلك (تركيز) الوزارة جهودها على علاتها لتأسيس إمبراطورية التعليم الخاص في السودان وذلك ربما لأسباب عديدة أهمها تخفيف العبء عن كاهلها في مجال إدارة وتسيير المدارس الحكومية ، فضلاً عن زيادة مواردها (التي تزيد عاماً بعد عام بلا كابح على كاهل المواطنين) عبر الرسوم والتراخيص التي تحصِّلها من مستثمري ومضاربي السلعة التعليمية الخاصة ، غير أنني كنت أصبو إلى أضعف الإيمان في أن تُشير الوزارة وحكومة الولاية إلى إهتمامها وإعتدادها بقيمة الإنسان السوداني الذي يتمثل في مئات الآلاف من الطلاب والطالبات بشتى المراحل المدرسية ، عبر تأجيلها لبداية العام الدارسي نسبة لما تمر به البلاد من تردي لم يحدث له مثيل في مجال التصريف وتعبيد الطرق جراء فصل الخريف الذي غُلب على أمره معنا وغلب أمره المختصين ، الذين هم في الحقيقة مختصون في إدارة العملية (الإعلامية والمهرجانية) لفصل الخريف ، والتي حفظها الجمهور من كُثر تكرارها وهي دائما ما تبدأ بـ (إكتملت الإستعدادات لمجابهة فصل الخريف) و تنتهي بـ ( إنحصار أسباب الكارثة في ضعف الوعي البيئي لدى المواطن من خلال إلقائة بالنفايات والمخلفات في مصارف المياة المكشوفة مما أدى إلى إنسدادها) ، هذا بالإضافة إلى (تشكيلة مُنتقاة) من صور المسئولين الكبار مشمرين عن سراوليهم ويخوضون في الوحل بأحذيتهم الفخمة (يتفقدون) الضحايا من الغُبُش الشرفاء ، ثم لا يلبثون إلا أن يعودوا إلى مكاتبهم المكيَّفة وقصورهم الآمنة المُشيَّدة ، كيف لا يتم تأجيل العام الدراسي والكوليرا تعيس فساداً في أصقاع البلاد إلى أن وصلت تخوم العاصمة ؟ كيف لا يتم تأجيله ومعلوم لدى أولي الأمر أن معظم مباني المدارس الحكومية لن تتحمل تبعات ما يحدثه الخريف في إنشاءات لا تُصان لعشرات من السنوات ، وهل يفوت على المسئولين أن معظم مراحيض المدارس الحكومية بلدية وتعمل منذ عشرات السنين وأن تجمع المياه حولها لا يعني غير الإنهيار الحتمي ، وما زالت في الأذهان تلك المأساة التي راحت ضحيتها المعلمة الشهيدة رقية صلاح بمدرسة الحارة 13 في فبراير الماضي ، فعلاً شرُ البلية ما يضحك ، فقد أبلغتني إحدى الأمهات أنها أوصت أبناءها على عدم الشرب من مياه المدرسة خوف الكوليرا ، ثم إستدركت وبما أنهم لن يشربون الماء فهم بطبيعة الحال ليسوا في حاجة لدخول المرحاض ( الآيل للسقوط ) .