المغتربون : و عودة عصافير الخريف للوطن نهائيا .. ؟؟ بقلم حمد مدنى

المغتربون : و عودة عصافير الخريف للوطن نهائيا .. ؟؟ بقلم حمد مدنى


07-07-2017, 08:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499454466&rn=1


Post: #1
Title: المغتربون : و عودة عصافير الخريف للوطن نهائيا .. ؟؟ بقلم حمد مدنى
Author: حمد مدنى
Date: 07-07-2017, 08:07 PM
Parent: #0

07:07 PM July, 07 2017

سودانيز اون لاين
حمد مدنى-
مكتبتى
رابط مختصر




من خلال تجربة الاعوام التى تقترب من الثلث قرن من الزمان وصلت الامة السودانية الى قناعة تامة ان مسؤلى الانقاذ لا يقراون .. و ان قراؤا لا يفهمون .. و ان فهموا لا ياخذون العبرة مما يحدث حولهم .. فبينما اتجهت المملكة العربية السعودية الى تطبيق سياستها المعلنة نحو الاستغناء عن العمالة الوافدة بشقيها العربى و الاجنبى و العمل على احلال العمالة الوطنية السعودية يخرج علينا احد مسؤلى الانقاذ قائلا : بان من المتوقع ان تصل تحويلات العمالة السودانية من الخليج هذا العام الى 6 مليارات من العملة الامريكية الخضراء التى يعشقونها .. ؟؟ و يتناسى ذلك المسؤل الانقاذى ان العمالة السودانية فى السعودية تعيش حالة من البهدلة و حالة من القلق و الترقب بعد ان بدات السلطات السعودية فى اتخاذ سلسلة من الاجراءات بهدف تنويع مصادر الدخل كالاستغناء عن العمالة الوافدة و استبدالها بعمالة سعودية ( السعودة ) .. و ايقاف البدلات التى كان المتعاقدون يتقاضونها .. اضافة الى البدء بتطبيق ( برنامج المقابل المالى ) و ذلك باخذ رسوم مالية شهرية من المقيمين و تابعيهم بداية من شهر 7 / 2017 بشكل تدريجى و تصاعدى .. حيث ان الاقتصاد السعودى يتعرض لضغوط متصاعدة نتيجة لانخفاض اسعار النفط و وجود تضخم و عجز بالموازنة خلال السنوات الاخيرة و الذى دفعهم للبحث عن حلول جذرية للتوقف عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسى للدخل الوطنى .. ؟؟
كما هو معلوم فان العمالة السودانية فى السعودية يناهز عددها المليون ( مقيميم شرعيا و عشوائيا ) تمثل اكثر من نصف المغتربين السودانيين فى الخارج .. و معظم هذه العمالة السودانية تتميز بالتاهيل و التدريب العالى و على درجات متقدمة من الجودة و قد ساهمت بكفاءة و امانة فى سير عجلة التنمية فى المملكة .. اضافة لذلك ان للمغتربين السودانيين دورا مهما فى نهضة السودان عمرانيا و تعليميا و صحيا و كذلك تحسين نوعية الحياة لدى كثير من العائلات السودانية التى يقومون باعالتها فحوالات المغتربين السودانيين فى السعودية تشكل رقما يقارب ال 12% من اجمالى الدخل القومى السودانى تقريبا الا و انه و نتيجة للتغيرات الاقتصادية نتيجة للاوضاع السياسية فى المنطقة و انخفاض اسعار البترول عالميا فقد انخفضت قيمة التحويلات خلال الثلاث سنوات الماضية و ما زالت تنخفض و ستواصل الانخفاض بعد شروع الكثيرين فى العودة الى الوطن و مغادرة المملكة .. ؟؟
السودان يعانى من ضائقة مالية وز تدهور اقتصادى كبير و عودة العمالة السودانية من السعودية و دول الخليج باعداد كبيرة للوطن سيلقى بالتاكيد بظلاله السوداء امام الاقتصاد السودانى المترنح اصلا و الذى يرزخ تحت وطاة الدين العام الخارجى و البالغ اكثر من 50 مليار دولار و ارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين و القوى العاملة المؤهلة و لا ننسى العشوائية التى يتم بها استضافة اللاجئين من دول الجوار مثل اثيوبيا و ارتريا و سوريا و فتح الباب باسم الحريات الاربعة للمصريين .. ؟؟
ان ترك شريحة واسعة من السودانيين لاعمالهم فى السعودية و عودتهم لارض الوطن يشكل اضافة و تحديا مع الوضع الاقتصادى الراهن فى السودان ان عمدت الحكومة الى استثمار المغتربين و امكانياتهم و تسهيل الاجراءات و تقديم الحوافز للاستثمار فى الولايات و نشر الوعى حول الفرص الاستثمارية المتاحة هناك .. عودتهم قد تسهم فى تحقيق نوع من الطفرة و النمو الاقتصادى المتسارع و النمو فى الناتج المحلى الاجمالى .. نعم سيكون هنالك ضغط اكبر على الخدمات و البنية التحتية و من المتوقع ارتفاع الاسعار خاصة فى قطاع العقارات فى الفترة الاولى .. ؟؟ و سوق العمل فى الوطن لن يكون قادرا على استيعاب تلك الاعداد الكبيرة من العائدين و ذلك بسبب البطالة التى يعانى منها الوطن اصلا .. هذا من جانب و من جانب اخر قد يشكل ذلك قنبلة موقوته و كارثة حقيقية اذا لم تقم الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة من قبل كل الاطراف المعنية بذلك من جهاز شئون المغتربين و الخارجية السودانية من ناحية .. و من ناحية اخرى السفارة السودانية و القنصلية بالسعودية و التى نجزم انه لا يوجد اصلا اى تواصل بينها و بين مواطنيها السودانيين سوى الجباية و بعض الاجراءات المعتادة من تجديد جوازات او تصديق اوراق .. ؟؟ و لكن اذا ما تم الاستعداد لهذه العودة و ذلك باتباع سياسة حصيفة للتعامل مع اولئك المغتربين العائدين و من الممكن ان يكون فى عودتهم نعمة ايضا على الوطن و ذلك بعودة العقول المهاجرة حيث ستزيد المعرفة الانتاجية للمجتمع السودانى كما سيعود بعض المغتربين برؤوس اموال يمكن استثمارها لرفعة و تطور الاقتصاد السودانى و بالتالى يتحول التحدى الى فرصة و ذلك ان قامت الحكومة بالاستعداد لعودتهم و وضع الخطط لذلك بتشجيع استثمار المغتربين السودانيين تشمل تسهيل الاجراءات فى المجالات الزراعية و الصناعية و التجارية لهم و معاملتهم معاملة المستثمرين الاجانب من حيث الاعفاء من الضرائب و السماح لهم بادخال سياراتهم و شاحناتهم و معداتهم الصناعية باعفاء كامل باعتبارها عودة نهائية ( و هى كذلك ) و تشجيع الاستثمار فى الاقاليم مع تقديم حوافز كبيرة و اغراءات للاستثمار فى الاقاليم من اجل العمل على تنمينها ايضا كما ذكرنا سابقا .. ؟؟ و الا ستكون تجربة العائدين من العراق و ما الم بهم الحال .. و تجربة العائدين من ليبيا و الوضع الماساوى الذى يعيشونه هم و عائلاتهم و ممتلكاتهم .. ستكون و ستتكرر الماساة و نكون امام وضع كارثى هذه المرة ان لم تحسن الحكومة التعامل .. ؟؟ او من جهة اخرى ستكون عودتهم نعمة لهم و للوطن ان احسنت الحكومة التعامل مع عودتهم بعقلية غير عقلية الجباية و البقرة الحلوبة .. و ان تعتبر هذه العودة ايذانا ببداية النهاية لما يسمى بجهاز شئون العاملين بالخارج و تحويله الى جهاز لشؤن الغير عاملين بالداخل .. و تغيير اسم جامعة المغتربين الى اسم غير هذا الاسم البفيض و الكريه الذى يبعث على الاشمئزاز ( فالغربة شئ مؤقت و اضطرارى ) .. ؟؟
بداية الاغتراب كانت بالسعودية و نهايته بدات منها .. و ستتبعها باقى دول الخليج العربى .. فقد بدات لعنة النفط على اصحابه .. ؟؟ و بلادك حلوة ارجع ليها .. دار الغربة ما بترحم .. ؟؟

حمد مدنى
[email protected]