البيت الخليجي.. ذات البين أعظم بقلم مصعب محجوب الماجدي.

البيت الخليجي.. ذات البين أعظم بقلم مصعب محجوب الماجدي.


07-06-2017, 04:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499354818&rn=0


Post: #1
Title: البيت الخليجي.. ذات البين أعظم بقلم مصعب محجوب الماجدي.
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 07-06-2017, 04:26 PM

03:26 PM July, 06 2017

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى
رابط مختصر


كان العرب، حتى في جاهليتهم، يتركون القتال في الأشهر الحُرم، تعظيماً لحُرمتها ويرعون حق الجوار وينصرون المظلوم، فما بالنا اليوم قطعنا أواصر الأُخوة والرَّحم والدم، وانتهكنا حق الجار بالقطيعة والتآمر وإثارة الفتن وإشاحة الوجوه عن الأخ والصديق.
بل وصل الأمر إلى عزل شعوب المنطقة عن بعضهم بعضا، على الرغم من الدم الذي يربط بينهم، فقد طالعنا أنّ حكومة البحرين حذرت وسائل إعلامها من نشر آراء تؤيد سياسات قطر أو تبررها، ووصل الأمر بدول المقاطعة إلى تحذير المواطنين من إبداء آرائهم وعدم التعبير عن مشاعرهم تجاه ما يحدث.
سياسة تكميم الأفواه لن تجدي شيئاً بقدر ما تزيد من هُوة التباعد بين شعوبٍ ما يجمعها أكثر مما يفرقها، فهل تستطيع الحكومات لَـيْ الأيادي أمام الفضاء المفتوح ومنصات التواصل الإجتماعي، وتعدّد منابر الرأي والرأي الآخر؟
لماذا تتسع دائرة الشقاق بين الفرقاء بهذه السرعة، وكأنّ شيئاً من العلائق بين الإخوان لم يكن؟ لماذا يبرز الإرهاب اليوم ويُلصق بدولة قطر لتكون هي ضحية الفكر المتطرف، ويُترك، في الوقت نفسه، الإجابة على سؤال مهم للغاية: من أين نبعت فكرة الإرهاب؟ وما هي المرجعية الفكرية والمنهجية والمذهبية التي يستند عليها هذا الفكر؟
إنّنا بحاجة ملحة إلى إعادة صياغة تفكيرنا تجاه ما نزعم وما نرى حتى تنجلي لنا حقيقة ما نصبو إليه. وكان الأجدر بالبيت الخليجي أن يقف صفاً واحداً على قلب رجل واحد، ليقول ما يريد، ويفعل ما في وسعه من بعث روح الإئتلاف وتقريب وجهات النظر بين أهله، يُوحدهم الجرح ويُضَمِدهم الثأر للمظلوم وإغاثة الملهوف، لا أن يُفرِحوا قلوب الأعداء بالتكالب على بعضهم بعضا وإثارة نعرات التهُم وتجريم الجار ذي القربى.
يا حُكماء الخليج، أجمعوا شملكم ووحدوا كلمتكم ومدّوا أياديكم بيضاء لا تشوبها شائبة، فهل يعجزكم هذا؟
لا يخفى على ذو بصر ثاقب أنّ الشرق الأوسط يواجه سياسة مدروسة وممنهجة لإعادة صياغته وفق ما تهوى أميركا وأصحاب المطامع ومتطفلي المصالح، فقد ظهر للقاصي والداني كيف حرّكت أميركا رياحها بما تشتهي وما لا تشتهي السفن، فسرعان ما هاجت أمواج الخليج وتلاطمت، وتعالت بالسفن الأمواج، تصادمت وتفرقت بها السبل.
لماذا تغيّر العدو الحقيقي الذي يجثم فوق صدور العرب حيناً من الدهر؟ قال العرب قديماً: "أنا وابن عمي على الغريب"، ولكنهم اليوم يقولون: "أنا والغريب على ابن عمي". لقد باتت القضية الفلسطينية مغيّبةً عن أذهاننا وعن ذاكرة الأجيال ليأتي يوم لا تعرف عنها الأجيال شيئاً، حتى يرسخ في الأذهان أنّ المقاومة إرهاب، وأنّ الخُنوع والخضوع هو السبيل للتعايش فيضيع الحق السَّليب الذي ما بقي منه إلا الأماني.
هُويتنا تُطمس أمام أعيننا، بل ونحن من نطمسها بإرادتنا وقوتنا وتُستبدل بما يهواه الغرب وِفق رؤيته وفِكرهُ، فثرواتنا ومنتوجاتنا تحت قبضته وسطوته، وسيادتنا طوع هيمنته وجبروته وصولجانه، فهل ستصدق تنبؤات مُفكريه في إرجاعنا إلى عهد الخيام والبداوة وداحس والغبراء؟ فعلينا أن نصحو من نومنا قبل أن تصدق الرؤيا فيُسفر الصبح وقد أخذنا من الأمس عِبرة ومن الأيام خِبرة.
رأينا كيف تورطت أميركا بغزو العراق وتزايدت الكُلفة فوق ما كانت تتوقع، فانتهجت نهجاً جديداً، وهو أن تُدار المعركة من قِبل أهلها وفي أرضهم ومن حُرّ مالهم وبعُدّتهم وعتادهم، طالما أنّ ذلك ممكن، فلِم تزج بجيشها في أتون حرب لا تنطفئ؟