لا تحرق بيتاً.. لمجرد شوي خنزير! بقلم محمد لطيف

لا تحرق بيتاً.. لمجرد شوي خنزير! بقلم محمد لطيف


07-05-2017, 02:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499261159&rn=0


Post: #1
Title: لا تحرق بيتاً.. لمجرد شوي خنزير! بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 07-05-2017, 02:25 PM

01:25 PM July, 05 2017

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



اختلف كثيرون مع القيادة السياسية في السودان حين اعترضت على حصار ثم قصف العراق من قبل التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية.. صحيح أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قد أخطأ يومها حين اجتاح الكويت ولكن الصحيح أيضا أن واشنطن ومن اصطفوا خلفها في ذلك العام قد أخطأوا أيضا.. فقد انطبق على المشهد المثل الإنجليزي الشهير.. لا تحرق البيت لمجرد شوي خنزير.. فقد خسر العرب العراق القوة العظمى إلى الأبد.. ثم المفارقة أن ذلك الدرس لم يتعلم منه أحد شيئا فحين أخطأ بشار الأسد.. أحرقوا سوريا.. ولبعض العرب نصيب مقدر.. في توفير الوقود.. إن لم يكن إيقاد النار.. أو صب الزيت على النار المشتعلة.. ثم مضى الغباء العربي جنوبا.. إلى تخوم الجزيرة العربية الجنوبية.. أخطأ علي عبد الله صالح فتقرر حرق اليمن.. وها هي سوريا ثم اليمن خارج معادلة القوة العربية..!
ودعونا نعود الآن إلى المشهد الراهن.. وكحال العرب دوما منذ داحس والغبراء.. بل ربما قبلهما ها هو التاريخ العربي يعيد نفسه.. فيتقرر فرض الحصار على قطر.. وربما تعد جهة ما العدة لحرقها هي الأخرى.. فنحن لا نتعلم من دروسنا.. الذين اختلفوا مع الموقف السوداني يوم اعترض على قصف العراق.. وأعترف أنني كنت منهم.. لا شك قد أدركوا بآخرةٍ.. صحة ذلك الموقف.. وخطأ تقديراتهم. والمدهش أن السودان كان له موقف مختلف أيضا.. في إطار الجامعة العربية حين بدأ الترتيب لحرق سوريا.. لتعود الوقائع مرة أخرى وتعطي درسا مجانيا للعرب.. بأنه كان من الأفضل احتواء نظام بشار وترويضه.. وقبل هذا وذاك تمكين الشعب السوري من ممارسة إرادته الحرة في حد أدنى من الاستقرار السياسي.. ولم يكن المشهد في اليمن ليختلف عن سابقاته.. القاعدة واحدة والمشاهد واحدة والنتائج واحدة.. تخطئ الأنظمة.. تعاقب الشعوب.. تضيع الدول.. ويحترق بيت فقط لشوي خنزير..!
والآن.. تنتقل المشاهد شرقا.. وترفع شعارات مكافحة الإرهاب.. وراعي الضأن في الخلاء.. يعلم أين فرخ هذا الإرهاب وعشش.. ولكن وحسما للجدل.. لنفترض أن النظام القطري يرعى الإرهاب.. ويدعم الإرهابيين.. فما جريرة المواطن القطري حتى يدفع الثمن؟.. رغم أنه وللمفارقة تفيد الأنباء بأن المواطن هناك.. زادت سعته في العيش بعد الحصار.. ولكنا نقول ذلك جريا على منطق المحاصرين الذين يطبقون الحصار على دولة قطر.. كضرب من ضروب العقوبات.. إنه ذات النهج.. ذات المفهوم.. حرق المنزل لمجرد شوي الخنزير.. إن هذا المفهوم.. يجرم الشعوب.. ثم والأسوأ من ذلك.. يلغي دورها في التغيير.. ويصادر إرادتها.. ويتجاوز قدراتها.. ويصادر حقها في أن تفعل ما تراه..!
وإن كنا قد بدأنا هذا التحليل بإعادة قصة بداية سقوط العراق إلى الأذهان.. فقد قصدنا أن ننبه إلى جهود محمومة.. تبذلها جهات عدة لجر رجل السودان.. إلى مستنقع الاصطفاف في خندق الحصار.. ويحمد للقيادة السياسية.. في السودان أنها ما تزال عند موقفها الذي أعلنته منذ الوهلة الأولى.. وهو الدفع بجهود التسوية والحل السلمي ورأب الصدع.. أي الحياد الإيجابي.. لتتجاوز المنطقة هذه الأزمة بأقل الخسائر.. وحتى لا يحترق بيت آخر لمجرد شوي خنزير.. وحتى لا تضيع دولة أخرى من بين العرب..!
alyoumaltali