(العودة للبيت القديم)..! بقلم عبد الله الشيخ

(العودة للبيت القديم)..! بقلم عبد الله الشيخ


07-02-2017, 03:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499007354&rn=1


Post: #1
Title: (العودة للبيت القديم)..! بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 07-02-2017, 03:55 PM
Parent: #0

02:55 PM July, 02 2017

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


عنوان الزاوية، قصيدة للشاعر العظيم حميد، والمواجِع الرديفة سطّرها بابكر عوض الله، أحد أبناء عربنارتي، تلك القرية التي بنى فيها أول مسجد في أفريقيا جنوب الصحراء: (جئت للمدينه وانا احلم بجمالها وبهائها بحدائقها وحسانها بضواحيها الممتدة واطرافها بشوارعها وانوارها وانهارها لكن رفضت المدينة ان تحتويني لانني جسم غريب فلفظتني فلم اجد الملاذ الذي كنت احلم به ولم اجد تلك الصورة الزاهية التي كانت في مخيلتي فقد تبخر كل شئ فوجدت نفسي في غابة شائكة من الضوضاء وظللت اهيم واترنح في شوارعها ودروبها التي لاتصل بك إلى منتهى هل من رجعة وانا في هذا الخضم المتلاطم وكيف لي ان اجمع اطرافي المتناثرة للعودة للقرية والخروج من نفق المدينة وقد ظللت اتحسس طريق الخروج لأي درب أو من أي ثقب تعاقبت على الليالي الطوال والسنين العجاف ويلتفني الذهول والشرود وأنا ائن واحن حتى ظفرت بغايتي بعد سنين عدداً فعدت الى قريتي فكانت دهشتي كبيرة والمي اكبر حينما وجدت ان القرية هي ليست القرية التي أعرفها وتعرفني والبيت هو ليس البيت الذي طالما تمرغت في ترابه ذلك البيت الواسع رقم بساطته أوضه وتكل وتويره وبرتل حتى الناس قد تغيرت فلم اجد ست النساء وست زينب وست نور وست الدار وام النصر وام الحسن وخدم الله وساتر الله وروضة ورضينة بل وجدت نساء اخريات هن رنا ورشا وياسمين ومادولين ونمارق ومي ونهى ومها وهلم جر. انفطر قلبي ولكن تجلدت فقلت حسبك فهن فرع من تلك الأشجار الوارفة بالحنان المتدفق الذي كم كان يحتويني ويغمرني ولكن بعد حين لم أجد ثمة مقارنة فذهبت للحواشات لأشاهد الزرع والبهائم الرتع والحملان الرضع لكن لم أجد شئ لم اجد اللوبا والمريق والمتيق والجابيق لم أجد الويكة والبصل والاوريك لم أجد الصراف والمرتق لم أجد القيثاب والنوريق بحثت عن المنجل المدفون دون جدوى فأصابني التعب فقررت العودة من حيث أتيت بحثت عن حمار ابي وسرجه وعكازه فلم اجد شئ وعدت وفي النفس حسرة وفي القلب لوعة وفي العين دمعة فقد أصابني إحساس بالجوع وظللت أمني النفس بالجلوس في برش بشنتيق في ظل الضحى وأغسل يدي بابريق النحاس لاتناول فطوري بكسرة بملاح ام شعيفة ولكن يا للحسرة لم اجد شئ من هذا حتى ضل الضحى توارى وتنحى وظل العصر قصر يا لعجبي طلبت الفطور الذي كنت اظن انه جاهز على الدوكة وهم ينتظروني بفارق الصبر ولما تكرر الحاحي بالفطور جاءني صوت من الداخل رويدك اصبر تمهل لاننا ارسلنا لإحضار العيش من الفرن نفذ صبري وظللت اصرخ العيش الفرن أين الخمارة اين العجين المر أين القرقريبة أين البوسديق أين الكندي أين وأين ؟؟ سويعات ليست بالقليلة جئ بالعيش وصحن الفول فلم استطع بلعه وطلبت منهم احضار كوز ماء من الجر التحتاني او الفوقاني ايهما بارد فضحكوا على وسخروا مني وقالوا الماء في الحفاظات والثلاجات فقلت في نفسي وانا ابتلع الغُصة قبل اللقمة ليتني لم أعد لقريتي لأحتفظ بصورتها الزاهية التي كانت في وجداني قررت الرجوع الى سكة الضياع ولا أبالي فالأمر سيان هنا وهناك كله غربة وضياع فاخبرتهم أني مسافر بكرة وكررت لهم ذلك مرارا بأنني مسافر صباحاً ولم أجد من يودعني ولم أجد من يعد لي كرتونة الزوادة ولم أجد عماتي وحبوباتي واترابي ولم أجد من يقول يا(...) وليدك درب السلامه إن شاء الله فودة وعودة أشرقت الشمس حقبت شنطتي قالوا تمهل حتى تشرب شاي قلت مجاملاً لا بأس طالما أن الشاى موجود بالثلاجة ويسخن بالبوتوجاز فلم يأخذ مني زمن رشفت الشاي وحملت متاعي وأسرعت الخطى راجعا ولم أجد من يلوح لي بالوداع ويقول ماتنسى خطاب الوصول ولم أجد من يأخد حفنة من أثر دربي ولم أهتم لأنني ذاهب بلاعودة بعد ان تأكد لي بأن القرية اصبحت في دواخلنا ولافكاك ولامناص.. انتهت، لكن الهمبوتية مشت وين..؟


akhir-lahza