الضوء المظلم؛ المصير حق يقرره الظلم والابادة مع سبق الإصرار والترصد.. بقلم إبراهيم إسماعيل إبراهيم

الضوء المظلم؛ المصير حق يقرره الظلم والابادة مع سبق الإصرار والترصد.. بقلم إبراهيم إسماعيل إبراهيم


06-25-2017, 01:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1498393590&rn=0


Post: #1
Title: الضوء المظلم؛ المصير حق يقرره الظلم والابادة مع سبق الإصرار والترصد.. بقلم إبراهيم إسماعيل إبراهيم
Author: ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
Date: 06-25-2017, 01:26 PM

12:26 PM June, 25 2017

سودانيز اون لاين
ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين-
مكتبتى
رابط مختصر





اعتاد الناس في السودان على وجود الله فقط، في غضبه عندما تحل عليهم الكوارث والأزمات بتنصيب رئيس او نظام ظالم وحاقد عليهم.

حرية العقيدة في السودان تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون وهي ضمن الجرائم الحدية التي تصل فيها العقوبة حد الإعدام. السودان بطبيعته دولة متعددة الشعوب والثقافات وإلى جانب الثقافة العربية الإسلامية هنالك مئات المعتقدات الإفريقية التي تمنع الدولة اتباعها من ممارسة طقوسهم باعتبارها ضرب من ضروب البدعة والدجل وفقا لتعاليم الشريعة الإسلامية التي يعتنقها النظام الحاكم، ولذلك في حال رفض نظام الفصل العنصري الوقوف على مسافة متساوية من كل الأديان فمن حق الشعوب الأخرى المطالبة بتقرير المصير وهو حق تكفله العهود والمواثيق الدولية وليست منة او هبة من الحركة الإسلامية.

في الدولة الإسلامية يتقمص الرئيس دور الله والرسول وهو بطبيعة الحال تجده على كل شيء قدير، وإستطاع البشير بالترهيب والترغيب، كسب تأييد غالبية أعدائه، السود المستهدفون في حملته العنصرية بالتصفية والابادة، بشراء الزمم فضلا عن إستخدام الدين لتضليلهم او ارهابهم اما فكريا ام بالقتل - واطيعوا الله والرسول واولي الأمر منكم -، وهو ما يتمظهر في عزوف الضحايا عن حماية مصالحهم والتفاعل مع قضاياهم التي تتبناها الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان التي بدورها بحاجة لدعمهم المفقود منذ قيامها قبل أكثر من 3 عقود، رغم استمرار دولة الجلابي في سياسة الإبادة والتطهير العرقي والثقافي لكل ما له صلة بالافارقة والسكان الأصليين.

التحرير والثورة لا يتوقفان على أشخاص بقدرما يرتكزان على المبادئ وضرورة التمسك بها، ولذلك يتعين على دعاة التغيير التحلي بالأخلاق، الصدق والاحترام وإلا فإن الأمر سيتحول إلى فوضى عارمة ومدمرة كما نراه اليوم؛ عشرات الحركات المسلحة وأحزاب سياسية معارضة لاتختلف عن النظام اختلافا جذريا في الفكر والنهج حيث يمتهن بعض الانتهازية الثورة التي يستغلونها مطية لتحقيق أهداف شخصية لاتمت لهموم المواطن المغلوب على أمره بصلة.

محاربة العنصرية التي تشكل أساس الأزمة السودانية، تتطلب من الدولة أن تتبنى قوانين صارمة للتعاطي مع هذه الظاهرة القميئة، كما يتعين على المجتمع أن يتحلى بشجاعة وإرادة قوية، لتجاوز هاجس العاطفة والشعارات الفارغة، إلى الممارسة والتطبيق الفعلي في نبذ التفرقة والاستعلاء العرقي والثقافي. إدانة الظاهرة من قبل المجتمع، تفعيل القانون وضرورة معاقبة الذين يمارسون العنصرية. وعي المجتمع المتحضر لا يقاس بنقده اللاذع للعنصرية كظاهرة وسلوك متخلف بل برفضه القاطع للعنصرية شريطة ان يتبلور الرفض في الممارسة اليومية كجزء من ثقافة المجتمع وهو ماينعدم في الحالة السودانية.

رسالة الحركة الترابية تهدف لقتل وتدمير الهوية الوطنية وتمكين الثقافة العربية الإسلامية بابادة الشعوب الإفريقية وتهجيرهم عن أراضيهم واستقدام مرتزقة وقبائل مايسمى عرب الشتات ولذلك جاء استهداف النظام للقبائل الإفريقية، الأكبر بروزا بتمسكها بثقافاتها وتقاليدها الموروثة في السودان ولاسيما إقليم دارفور بدرجة أكثر حدة في العنف والبطش، تدمير القرى واغتصاب النساء وقتل بلا رحمة مصحوب بحملة انتقامية تدميرية طالت المزارع ومصادر المياه وكل مايمت للافارقة بصلة.

يجب ألا يلام الجنوبيون على اختيارهم خيار الاستقلال عن السودان بقدر ما تقع مسؤولية فصل البلاد على دولة الجلابي التي تبنت سياسات اقصائية طاردة ساهمت بشكل كبير في توسيع الهوة بين الشمال والجنوب افصحت في نهاية المطاف عن تفتيت الوحدة الوطنية واذكاء الحروب والفتنة بين السودانيين أفرزت الواقع المأساوي الذي تحياه البلاد اليوم.

ولم يستفد النظام الحاقد في الخرطوم من تجربة الحرب الطويلة التي استنزفت موارد البلاد وأزهقت أرواح الملايين من السودانيين بدم بارد بل مازال يتمادى في أخطائه القاتلة بتكرار التجارب الفاشلة باصراره على الحلول الأمنية والاستئثار بالسلطة والثروة.

حق تقرير المصير يكتسب شرعيته من عنف وظلم الدولة التي تمارس القتل والابادة مع سبق الإصرار والترصد؛ تقاعس النظام الجلابي منذ ان ورث السلطة عن المستعمر في تعزيز الوحدة الوطنية عبر تبني نهج ديمقراطي يرسخ التعايش السلمي بين السودانيين في دولة مدنية موحدة لا يضفي فيها الدين او العرق او الجهة اي تمييز للمواطن.