الحرب أولها كوليرا.. بقلم عبدالباقي الظافر

الحرب أولها كوليرا.. بقلم عبدالباقي الظافر


06-22-2017, 02:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1498137676&rn=1


Post: #1
Title: الحرب أولها كوليرا.. بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 06-22-2017, 02:21 PM
Parent: #0

01:21 PM June, 22 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


في يوم ١٦ مايو أو قبل نحو شهر كان أحد مشافي نيروبي يستقبل عائلة مكونة من خمسة أفراد تعاني من حالة إسهال حاد.. بعد ذلك بوقت قصير توفي شخصان من العائلة المنكوبة..بعدها خرج نائب مدير الشؤون الصحية بمقاطعة نيروبي يتحدث لوكالة (رويتر).. إنها الكوليرا حسب المسؤول الكيني..تلك العائلة تناولت طعام العشاء في حفل زواج..بعدها تم حجز الطباخ الذي أعد وجبة العشاء طبياً لمعرفة من أين أتت تلك البكتيريا ..العام الماضي مات فقط ٢١٦ مواطناً من جراء ذات الوباء الذي أصاب نحو ثلاثة عشر آلاف مواطن ..لم تنكر كينيا وباء الكوليرا رغم أنها تعتمد على السياحة.
قبل أيام قامت السلطات بالخرطوم بإقالة دكتور حسين أبوعكر مدير الحوادث بمستشفى أم درمان بسبب وصفه للوباء السائد بأنه كوليرا..في ناحية أخرى اعترف والي النيل الأبيض عبدالحميد كاشا أن الوباء أصاب نحو أربعة آلاف مواطن في ولايته.. أرقام ولاية الخرطوم تفيد أن ألف مواطن تم تشخيص حالتهم باعتبارها إسهال مائي حاد..أذكر قبل أسابيع تمت استضافتي عبر الهاتف مع وزير الصحة بالخرطوم الدكتور مأمون حميدة في أحد البرامج بقناة الخرطوم ..الأخ الوزير كان مصراً أن الوباء مجرد إسهال مائي حاد ..كانت وجهة نظري ليس من المهم اسم المرض العلمي، لكن النتائج تقول: إنه مرض قاتل ومعدٍ وسريع الانتشار ..لكن الحكومة تتجنب استخدام الاسم الشائع لوصف هذه الإسهالات حتى لا تثير خوف الناس.
في تقديري إن إستراتيجية التهوين من مخاطر هذا الوباء ليست من المصلحة العامة.. الثابت أن الوباء ينتشر بسرعة وفي مساحات واسعة حيث وصل إلى البرقيق في أقصى الشمالية بجانب مناطق في كردفان وأخرى في الجزيرة ..ذلك بالطبع لا يستثني الخرطوم والنيل الأبيض حيث ظهرت آلاف الحالات ..الحكومة على مستوى المركز والولايات بذلت جهوداً مقدرة..حيث استجلبت وزارة الصحة الاتحادية نحو(٤٩٠) جهازاً لقياس صلاحية المياه ..كما وفرت طواقم من عربات الدفع الرباعي بجانب مروحيات ..وزارة الصحة بالخرطوم تولت حراسة مصادر المياه التي تسقي الخرطوم..كما أن هنالك اجتماعات مع منظمة الصحة الدولية واليونسيف للعمل على درء آثار الوباء القاتل والذي تصر الحكومة على إطلاق اسم الإسهال من باب (الدلع).
المطلوب حسب رأي خبير مطلع لم يمنحني الإذن لنشر اسمه التعامل مع الكارثة بقدر من المسؤولية ..علينا أن نضع في الاعتبار أن موسم الأمطار القادم يشكل بيئة حاضنة للبكتيريا والميكروب المسبب لمتلازمة الإسهالات والتي ربما يكون من بينها كوليرا حسب رأي الخبير..من الاحتياطات الواجب اتخاذها إغلاق داخليات الطلاب، وتسريح طلاب الخلاوي ..هذا الوباء يشكل الاستخدام الجماعي لمصادر المياه، وموائد الطعام، بالإضافة لدورات المياه قاعدة أساسية في انتشاره..لهذا علينا ألا نفرح من انحسار المرض..هذا الانحسار يشكل فقط هدنة ربما تنفجر مع هطول موجات من الأمطار والتي ستتحول إلى برك راكدة وحاضنة للبكتيريا ووسائل نقل المرض كافة.
بصراحة.. لا يهمنا ما هو اسم الوباء القاتل ..لكن على الحكومة أن تتعامل بمسؤولية ..من حق كل مواطن أن يدرك إن أصابه هذا المرض فأمامه ساعات فقط للنجاة..كما أن مسؤوليتنا كصحافة ألا نمارس التضليل ونقول لشعبنا كل شيء تحت السيطرة والحقيقة غير ذلك تماماً.

assayha