ثم ماذا بعد طه؟ ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

03:52 PM June, 18 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

استخدم أمس الأول الرئيس ترامب منديل ورقي ليمسح حبات العرق قبل أن يتجاهل سؤال من صحفي حول سير التحقيقات معه..قبل ذلك كان ترامب يغرد في تويتر مخبراً أنصاره أنه تعرض لتحقيق من روستلين نائب وزير العدل عن أي دور محتمل للرئيس في إعاقة العدالة..قبلها كان ذات المسؤول يعين روبرت مولر كمحقق خاص في البحث عن خفايا الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية السابقة ومن بعد ذلك إقالة الرئيس لمدير جهاز التحقيقات الفيدرالي(FBI) .
لم يكن الرئيس ترامب أول حاكم لعموم أمريكا يواجه ذات المصير.. فقد سبقه كلنتون في فضيحة مونيكا ليونسكي ..فيما هدت (وتر قيت)عرش الرئيس نكسون وأجبرته على الاستقالة ومغادرة البيت الأبيض.
تعيش بلادنا أسبوعاً حافلاً بالأحداث يستحق أن يطلق عليه (أسبوع طه).. وربما يتمدد الأمر بسبب الغموض الحكومي ليدرج في السجلات بـ(سنة طه ودالحسين) .
لا أحد من أعضاء الجمعية العمومية للشعب السوداني يدرك الأسباب الحقيقية وراء إعفاء مدير مكاتب رئيس الجمهورية..بل أن الأقوال تضاربت حول مصيره أو مقر إقامته داخل السودان أم خارجه؟..لكن بوسع أي مواطن سوداني أن يتأكد الآن عن تفاصيل التحقيق مع الرئيس الأمريكي..بل ربما يتنبأ أي خبير أن دونالد ترامب لن يكمل عامه هذا في البيت الأبيض.
الفريق السفير الوزير المدير طه عثمان لم يكن شخصاً عادياً في دولة المليون ميل إلا ربع..كل تلك الصفات التي تسبق اسمه تمنحه وصفاً وظيفياً مختلفاً..ذلك ما علم من المهام أما ما خفي فهو أعظم..لكن السؤال الذي نتحاشى الإجابة عليه هل كان بمقدور طه أو أي شخص آخر في دولة مؤسسات أن يقوم بكل تلك الأدوار الخارقة ..الإجابة الصريحة تجعل هذا الرجل ضحية أكثر من هو جاني..سؤال آخر هل صنع طه عثمان كل تلك المعجزات بمفرده.
دعونا من الأسئلة المحرجة ..ثم ماذا بعد .. بمعني ما هي الخطوة القادمة ..من المفترض أن تميط الحكومة اللثام عن تفاصيل عن ماذا جرى..إصدار بيان من وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة لن يكون كافياً بالطبع هذا إذا تيسر..ربما يكون من الأفضل أن يخرج رئيس الوزراء للأمة السودانية في مؤتمر صحفي على الهواء ليجيب على الأسئلة الصعبة..إن ارتكب طه ما يخالف القانون فبيننا وبينه المحاكم كما فصلت في قضية محمد حاتم سليمان أو كما تنظر الآن في قضية الدكتور مضوي إبراهيم..وإن كان الأمر مجرد إخفاق سياسي فهنالك وسائل آخرى في المحاسبة الشفافة.
لا أتوقع أن يحدث ذلك..هنا من الواجب على كمال عمر المحامي أن يطرح مسألة مستعجلة في البرلمان ..بعدها يتم استجواب وزير رئاسة الجمهورية باعتباره المسؤول المباشر عن طه عثمان..إن لم تكن الإجابة شافية يتطلب الأمر لجنة تحقيق برلمانية..أبشركم لن يحدث ذلك..هنا نسأل عن دور البرلمان الذي يحوي بين جنبيه نحو (٤٩٠) عضواً..ذات الامتحان المكرر يجب أن يمضي إلى منصة النائب العام مولانا عمر أحمد محمد وكنت قد سألته في مكتبه قبل أشهر عن مثل هذا السيناريو الذي ممكن أن يحدث.
في تقديري ..أن ما حدث في قضية الفريق طه يدلل على أن "السيستم" معطوب في بلادنا..مثلاً مجلس الولايات بدلاً عن البحث عن سلطات حقيقية يركز جهده في البحث عن اسم سياحي..العقدة تكمن في أن كل الوزراء يتم تعيينهم بمراسيم جمهورية ..إن لم يخضع تعيين الوزراء وكبار المسؤولين لإجازة فردية مسبقة من إحدى غرف البرلمان ستتكرر مثل هذه الإخفاقات ..وإن لم يصبح البرلمان قادراً على نبش كل الملفات ومحاسبة الجميع ستكون حكاية طه مجرد فصل صغير في الاستبداد السياسي وغياب دولة المؤسسات.
بصراحة..علينا أن نسأل أنفسنا إن كان بإمكاننا أن نستمع لدفاع طه عثمان في هذه القضية..ربما يكون الرجل (مظلوم دفعوه الدية) على قول شاعرنا.

assayha

شكراً يا أستاذ، وكل عامٍ وأنتم بخير ..



أما عن عنوانك: ثم ماذا بعد طه ..؟


أعتقد، والله تعالى أعلم، ما بعد طه، إلّا " لـِـ تـشـــقــى " ..

وَ

خلاكَ تُعسٌ أو شِقوَة..