الضوء المظلم؛ خلافات الإسلاميين بالسودان خدعة لاختراق الثورة واجهاض مشروع التحرير بقلم إبراهيم إسما

الضوء المظلم؛ خلافات الإسلاميين بالسودان خدعة لاختراق الثورة واجهاض مشروع التحرير بقلم إبراهيم إسما


06-12-2017, 02:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1497230144&rn=0


Post: #1
Title: الضوء المظلم؛ خلافات الإسلاميين بالسودان خدعة لاختراق الثورة واجهاض مشروع التحرير بقلم إبراهيم إسما
Author: ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
Date: 06-12-2017, 02:15 AM

01:15 AM June, 12 2017

سودانيز اون لاين
ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين-
مكتبتى
رابط مختصر




على طريقة شيخهم وكبيرهم الذي علمهم السحر، حيث أمر البشير ليلة انقلابهم المشؤوم في 30جونيه 1989ف، بمقولته الشهيرة: أذهب إلى القصر رئيساً وأنا إلى السجن حبيسا، يحاول الإسلاميين مرة أخرى وكما عهدناهم عبر تاريخ السودان المعاصر إجهاض الثورة واختطاف الدولة فها هم يتوحدون بعد مسرحية المفاصلة التي انتهت بعودة قيادات الشعبي وحركة العدل والمساواة إلى حضن النظام في وقت يتعرض فيه شعوب دارفور لهجمة مسعورة من قبل مليشيات الجمجويت. في وقت المهمشين في أمس الحوجة لتوحيد الصف وتوجيه اسلحتهم صوب النظام العنصري وليس الهرولة والتقرب إليه زلفا من أجل السلطة والمال.

طبيعة الصراع في السودان يقضي بوحدة الحركات المسلحة تحت مظلة قيادة، الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان، فهي الحركة الوحيدة التي تتبنى حلول جذرية للأزمة السودانية عبر مشروع السودان الجديد، في مواجهة برنامج المؤتمر الوطني العنصري الذي يفرض الثقافة العربية الإسلامية وهي لا تختلف مع رؤية الحركات المسلحة في اقليم دارفور ولاسيما حركة العدل والمساواة.

ما الذي سيتغير في حال تمكن حركة العدل والمساواة من الاستيلاء على السلطة وتغيير النظام في السودان لاسيما وان التنظيمين ينطلقان من منصة فكرية وايدلوجية واحدة ويرفضان مبدئياً فصل الدين عن الدولة؟؟

فصل الدين عن الدولة هو المدخل لنزع فتيل الأزمة السودانية المعقدة، ولن يتوحد السودانيين في ظل تمسك الإسلاميين برؤيتهم الاقصائية وعقيدتهم التي تبث الكراهية والعنف وتزرع الفتنة بين مكونات المجتمع السوداني المتعدد ثقافيا.

مايجمع بين إسلامي الثورة والسلطة أكثر مما يفرق بينهما، نقطة الخلاف بين الفريقين لا تتمحور حول المبادئ والوحدة الوطنية بقدر ايمانهم الراسخ بعقيدة الحركة الإسلامية المتطرفة. حركة العدل والمساواة لم تعد أن تكون محض عتلة في يد الشيخ الراحل الترابي لضرب خصومه في حزب المؤتمر الوطني والانتقام منهم ولكن دون جدوى. فبعد مرور عقد ونيف على المفاصلة، آثر الإسلاميين الوحدة والتخلي عن الصراع على السلطة والثروة ولذلك عادت قيادات بارزة في المؤتمر الشعبي وحركة جبريل إبراهيم إلى حضن النظام.

وقاتلت معظم قيادات حركة العدل والمساواة ضمن صفوف المجاهدين إبان الحرب الظالمة في جنوب السودان بين الحركة الترابية التي تسعى لتأسيس دولة عربية إسلامية خالصة في السودان بعد تصفية الوجود الإفريقي من جانب والحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان، وكان أبرزهم قائد حركة العدل والمساواة، الذي كان اميرا للمجاهدين.

وسلط الكتاب الأسود الذي أسس لتمرد وقيام حركة العدل والمساواة، فقط الضوء على اختلال ميزان السلطة والثروة التي كانت ولا تزال حكرا على الشماليين ولكن جذور الأزمة السودانية نابتة من تكريس العنصرية واصرار حزب المؤتمر الوطني على فرض الثقافة العربية وتطبيق الشريعة الإسلامية وهو ما مهد لانفصال جنوب السودان واستمرار الحرب في النوبة، والنيل الازرق واقليم دارفور.

شكل السودانيين المنحدرين من إقليم دارفور نواة الحركة الإسلامية ويرجع الفضل لهم أيضاً في تمكين حزب المؤتمر الوطني الذي خدعهم بالدين في السلطة، التهميش في السودان لم يبدأ باختطاف الحركة الترابية للسلطة في 30 جونيه 1989ف ومازال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تمارس الإبادة والتطهير العرقي ضد قبائل الفور والمساليت والزغاوة ينتمي أغلبه لدارفور ومن نفس القوميات المذكورة آنفا، وتجدهم مسؤولين كبار في الحزب الحاكم واجهزته، في القضاء وجهاز الأمن والمخابرات الوطني. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟؟

وفيما يحتدم الصراع بين النظام والحركات المسلحة في اقليم دارفور منذ 2003ف، على السلطة والثروة، تسعى الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان منذ عقود، لاجتثاث المشروع الحضاري الاقصائي العنصري، وإعادة السودان إلى محيطه وهويته الإفريقية عبر الحكم الذاتي للشعوب السودانية وتمكينها من رعاية مصالحها بنفسها.

وشاركت معظم قيادات حركة العدل والمساواة الذين كانوا ضمن طاقم السلطة في حزب المؤتمر الوطني قبل المفاصلة في تصفية المعارضين والتنكيل بهم سوا كان بالصمت او المشاركة الفعلية، ولاسيما في الفترة التي تولى فيها الفريق نافع علي نافع مهام رئاسة جهاز الأمن الوطني. الجرائم الجنائية لا تسقط بالتقادم ومازال هناك ضحايا ارتكبت في حقهم جرائم يقشعر لها الأبدان هم على قيد الحياة، بينما المجرمين طلقاء يتحصنون بالسلطة والثورة. المجرمون مكانهم الطبيعي خلف القضبان، يحب ان يواجهوا العدالة مهما طال الزمن.

وتفتقر حركة العدل والمساواة للمؤسسية والشفافية وفيما تحتكر قبيلة رئيس الحركة على القرار وتسيير شؤونها، ما دفع الكثيرين إلى الإنشقاق والانضمام للنظام ومن ضمن المنشقين وزير الصحة الاتحادي في نظام المؤتمر الوطني بحر ابوقردة والجنرال دبجو والمهندس منصور أرباب يونس، ويتجلى ذلك في تولي جبريل إبراهيم رئاسة الحركة خلفا لشقيقه الذي قتل في غارة جوية عام 2011ف، فعن أي تغيير تتحدث حركة العدل والمساواة وهي تفكر بنفس عقلية النظام وتدين بدينه؟؟