فضيحة الجامعات السودانية ! بقلم الطيب مصطفى

فضيحة الجامعات السودانية ! بقلم الطيب مصطفى


06-11-2017, 04:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1497193808&rn=1


Post: #1
Title: فضيحة الجامعات السودانية ! بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 06-11-2017, 04:10 PM
Parent: #0

03:10 PM June, 11 2017

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


أن تخلو قائمة تصنيف الألف جامعة الأولى في العالم من أي من الجامعات السودانية بينما تدخل جامعات كينيا ويوغندا وغانا، وتدخل مصر رغم مشكلاتها السياسية والاقتصادية (المتلتلة) القائمة بخمس جامعات، بل أن تدخل جامعات بعض دول الخليج التي ما نشأت - أعني الدول وليس الجامعات - قائمة الشرف إلا خلال العقود الخمسة الأخيرة .. فإن ذلك يقتضي بل يوجب أن نلطم الخدود ونشق الجيوب وندعو إلى نواح جماعي ينتظم كل الشعب السوداني على حال جامعاتنا البائس وعلى تعليمنا الذي تردى إلى القاع ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كم أنا حزين أن تنطلق حناجرنا منذ فجر الإنقاذ متباهية (بثورة) التعليم العالي الذي تمخض أخيراً فأنجب وليداً مشوهاً تفضح حاله المزري هذه النتيجة الكارثية فعندما نشكو من تردي مستوى التعليم وعن الأمية التي قهرت السودان وفضحته بين الأمم بعد أن تجاوز عدد الأميين العشرة ملايين أمي باعتراف وزير الدولة بوزارة التربية والتعليم ، كانت قيادات البلاد تتخذ ثورة التعليم العالي ساتراً يحول بينها وبين من ينتقدونها ولكن!
لن تجد جامعة الخرطوم عذراً وتبحث عن ما يواري سوءتها ذلك أنها دخلت القائمة في العام الماضي وتفاخرت أن أداءها يتطور وقدمت مرافعة قوية ومقارنة بالسنوات السابقة وكتبنا يومها مشيدين وطالبين من - التي كانت جميلة ومستحيلة وشامة بين الجامعات الأفريقية بل والعالمية - المزيد من التقدم لاحتلال موقع أفضل في الأعوام التالية، كما طلبنا من الجامعات الأخرى ، على الأقل ، دخول قائمة الكبار ولكن!
لقد جاءت تلك المعلومة الصادمة من موقع :
QS TOP UNIVERSITIES
وكالعادة احتلت الجامعات الأمريكية المراكز الأربعة الأولى، ثم جاءت كامبريدج واوكسفورد من بريطانيا في الموقعين الخامس والسادس ومن جميع الجامعات الأفريقية دخلت قائمة الألف (18) جامعة فقط واحتلت جنوب أفريقيا لوحدها تسعة مواقع بينما احتلت مصر خمسة مواقع ودخلت المغرب بجامعة واحدة.
أعلم تأثير العقوبات الأمريكية على النتيجة كما أعلم أن ضعف موازنات التعليم العالي بل والعام أحدث تداعيات سيئة على مستوى التعليم بكل درجاته ومستوياته، ولكن كيف نخرج من هذا (المولد) الكبير الذي دخلته دول أكثر بؤساً وتخلفاً منا وكانت قديماً تشرئب بأعناقها لتنظر إلينا كما ينظر الثرى إلى الثريا؟!
أقولها بملء فيّ إن جامعاتنا الحكومية باتت تدر دخلاً كبيراً ضخم من موازناتها بعد استحداث نظام القبول الخاص كما أن بعض الجامعات يدخلها (عباقرة) لو توافر لهم المناخ الملائم لتفوقوا على مستوى العالم فمن يحرز 97 % من الدرجة النهائية لن يعجزه أن يدرس ويتفوق في جامعة هارفرد ولكن عجز القادرين على التمام كثيراً ما ينحط بمستويات جامعاتنا التي كتبت قبل أيام أنها ما عادت تؤهل خريجيها للانتظام في المهن التي يدرسونها بدليل أن خريجي الإعلام يرسبون في امتحانات القيد الصحفي وخريجي القانون يرسبون في امتحان مهنة القانون (المعادلة) وخريجي الطب يجلسون لامتحان يتعين عليهم أن يجتازوه لكي يعترف بأنهم أطباء هذا بالرغم من أنهم يحتاجون بعد ذلك لفترة امتياز طويلة وبالتالي فإن الخريج ما عاد خريجاً طالما أنه لا يحصل على الاعتراف بشهادته من أهل المهنة الصحافية أو القانونية أو
الطبية ويجدر به أن (يبل شهادته ويشرب مويتها) بدلاً من الاحتفال بها .
بح صوتنا ونحن نصرخ ونطالب إدارات الجامعات بأن تثبت أن شهاداتها جديرة بالاحترام ولا تحتاج إلى من (يصححها) مجدداً ولكن لا حياة لمن تنادي!
صحيح أن أطباءنا يملؤون دول الخليج وغيرها وكثيرون منهم خريجو جامعات ولائية جديدة ولكن هل حصل هؤلاء على الاعتراف جراء دراستهم الجامعية أم لأنهم سهروا بعد التخرج وتأهلوا بكد وتعب ودراسات وامتحانات في المجلس الطبي وغيره وعمل ميداني في المستشفيات ؟
صحيح أن التقويم الذي تعتمده تلك المراكز التقويمية يركز على البحوث التجريبية التي تكلف أموالاً طائلة ولكني لا أظن ذلك صعباً لأن الجامعات الحكومية ، بعد تطبيق نظام القبول الخاص وبعد المساهمات المادية التي تطلب من الباحثين لا تعاني من ضوائق تحول دون الاهتمام بهذا الجانب العلمي المهم من جوانب النشاط الأكاديمي كما أن بعض الجامعات تتوافر لها موازنات تؤهلها للحفاظ على اساتذتها المتميزين المؤهلين لخوض غمار البحث العلمي التجريبي المتعمق ..أقول هذا بالرغم من أن تقويم الجامعات لا يعتمد على معيار واحد إنما على معايير كثيرة لا أظن أن كل جامعاتنا خاصة ذات التجربة والخبرة تخلو منها.
سؤال أوجهه إلى وزارة التعليم العالي عن دورها في محاسبة الجامعات الحكومية ومتابعتها لتحقيق نتيجة تشرف السودان سيما وأن تقاريرها المقدمة لمجلس الوزراء وللبرلمان تخلو من ذكر مراكز الجامعات السودانية في المنافسات العالمية.
ثمة سؤال آخر .. أين الجامعات الخاصة في هذه المنافسات العالمية وأين دور وزارة التعليم العالي في متابعة أدائها الأكاديمي؟
أخيراً .. نرجو أن ترفع العقوبات الأمريكية الشهر القادم حتى تنتهي الحجج الواهية التي ترفعها بعض الجامعات (شماعة) تبرر بها فشلها في تحقيق نتيجة تشرف السودان.
assayha