من ينتظر رفع الحصار لتحقيق أحلامه فهو عاجز في قدراته واهم في خيالاته بقلم يوسف علي النور حسن

من ينتظر رفع الحصار لتحقيق أحلامه فهو عاجز في قدراته واهم في خيالاته بقلم يوسف علي النور حسن


06-10-2017, 08:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1497122244&rn=0


Post: #1
Title: من ينتظر رفع الحصار لتحقيق أحلامه فهو عاجز في قدراته واهم في خيالاته بقلم يوسف علي النور حسن
Author: يوسف علي النور حسن
Date: 06-10-2017, 08:17 PM

07:17 PM June, 10 2017

سودانيز اون لاين
يوسف علي النور حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


أنظار شاخصة وقلوب واجفة وأجسام ترتعد في إنتظار موعد رفع الحصار الأميركي عن السودان وكل الشواهد التي حدثت جراء مشكلة دولة قطر تقول للعقلاء الآتي:-
1. أن ما أصاب قطر من حصار ومضايقات محسوب بصورة كبيرة علي تعاونه مع السودان مما دفع المصريين لإستخدام كل أساليبهم القذرة في مضايقة قطر وتخويفها للإبتعاد عن الفريسة المصرية التي تلهث خلفها وهو السودان فلجئوا الي المخابرات الإسرائيلية والحكومة الأميركية لتأليب الخليج عليها وإضعافها لتبتعد عنه ومن الواضح أن المؤامرة قد آتت أكلها.
2. لا تحلموا برفع الحصار الكلي عن السودان ، ولربما يتم رفعه جزئياً عن أشياء لا تقدم ولا تؤخر في مصالح البلد وإعطاء شروط ووعود برفعه مستقبلاً لإرضاء السعودية من ناحية ولتلبية مطالب مصر التي تجري وراء حصار السودان وبضاعتها لذلك الإنبطاح أمام أميركا بالتجسس علي العالم العربي وإذكاء الفتن التي يصطاد فيها الأميركان مصالحهم من الناحية الأخري وبذلك يتم قتل ثلاثة طيور بحجر واحد وهو إرضاء السعودية بتلبية توسطها لدي أميركا وإرضاء مصر لتبقي جاسوساً محشوراً في خاصرة الدول العربية وإبقاء السودان تحت الحصار الفعلي وإبقائه يلهث وراء رفع هذه العقوبات
3. من الصحيح أن رفع الحصار ينهي كثيراً من حالات التضييق في المعاملات المالية والتجارية والفنية ولكننا لا ننسي أنه لا يعني أنسياب النعمة علي أبوابنا ونحن نيام ، فقد بقيت حالة الحصار هذه طيلة الفترة الماضية والحياة تستمر برغم أنها بأقل من المرجو ولكنها لم تنقطع ولو لم نكن من الذين ينتظرون السماء لتمطر الذهب لما كان هذا حالنا
4. قيمة الشعوب لا تكبر وتذدهر بالإستجداء أو الإسترضاء أو بخدمة الآخرين ولكنها تكبر بالإنتاج والتلاحم والولاء للوطن وعفة اليد والعدالة الإجتماعية وتقوية النفس مادياً وعسكرياً ودبلوماسياً ليضع له الآخرين ألف إعتبار والسودان لا تنقصه الإمكانات ولكن تنقصة الإدارة السليمة والتخطيط الصحيح والعدالة الإجتماعية فلا تنتظروا رفع الحصار الذي لن يأتي ولكن علينا ترتيب البيت والتخطيط للإستفادة من مياهنا وأرضنا بصورة جادة وإحياء أماكن الإنتاج بالمعينات الفنية سواءاً كان في الزراعة أو الحيوان أو السياحة أو غيرها من مصادر الدخل التي يذخر بها السودان وأن يعفي المنتج من جميع الأتوات الحكومية ليحقق إنطلاقة في الذيادة الإنتاجية و الجودة النوعية
5. من الضروري الصمود بقوة أمام مقاطعة البضائع المصرية والردود الحاسمة علي الهجمات الإعلامية حتي لا تكون هذه ورقة إستقواء تستخدمها مصر كلما ظهرت بادرة لمصلحة تجارية للسودان أو ظهرت مساوء في البضائع المصرية فإن من يهن يسهل الهوان عليه
6. إن هذا الوطن إما أن يكون أو لايكون فالدولة المصرية هي العدو الأول بل الأوحد الذي يري أن بقائه وعدمهم يتناسب عكسياً مع بقاء السودان أو عدمه ولهذا ستظل تكيد الدسائس والفتن حتي تعطل مسيرتنا بأقصي ما يمكنها ولهذا نحن في سباق محموم معهم بأن نبني قدراتنا الأمنية والدبلوماسية وهذا لن يكون بالإنجرار وراء الآخرين أو التوسل لبعضهم ولكن بالإعتماد علي مالدينا وبناء إقتصاد قوي ، وتقوية التحالفات مع الجيران وبالذات مع اثيوبيا لتوافق المصالح معها والتنادي بيننا لوضع اليد باليد كل في مجاله من دون أنانية أو تراخي وتوجيه إمكانات الدولة للزراعة والحيوان والتعليم والصحة والإهتمام بالغابات وإيقاف الإحتطاب الجائر وبسط الأمن والعدل في المدن والأرياف
7. إن مسئوليتنا أن نبحث عن مصالحنا من دون مجاملة ولا تهاون وقد بان جلياً أن شريعة الغاب تسود العالم اليوم ، فإن لم تأكل فأنت مأكول ولهذا يبقي التوقيع علي إتفاقية عنتبي أولوية قصوي للحصول علي مصالحنا المائية التي يكفلها االقانون الدولي وأي تأخير يعني إنتقاص من مصالح البلد من دون خوف أو محاباه لمصر فلن يأتي خير من مصر كما لم يأتي في سابق الأيام والتاريخ موجود وموثق وكله يؤكد هذا القول
8. إن التغلغل الأجنبي وبخاصة المخابرات المصرية والذين يوالونهم من كتاب و بقايا معارضة الفنادق المصرية خطر كامن لابد من حسمه بصورة سريعة وجادة حفاظاً علي أمن وسلامة البلد ولا بد من الشروع الفوري في طرد المصريين من البلد ووضع الموالين لهم في مواضعهم الصحيحة
9. علينا أن نتصارح مع زاتنا فإن مقدراتنا الإدارية أكثر من ضعيفة وقد رأينا كيف أن وزير السياحة يعترف بأنه لم يعرف إمكانات السودان من الآثار حتي زيارة الشيخة موزا مما يعني أنه كان يقبع في مكتبه ليوقع علي الرواتب وتوزيع السيارات ولم يفتح الله عليه بسبب للبحث عن ما تحت ولايته لأنه إما أنه لا يعرف المطلوب أو لا يريد أن يقوم بمهامه وفي الحالين الأمر مرفوض وهكذا حال الكثيرين من الوزراء والمدراء وللأسف لا أحد من الحكومة يتابعهم أو يحاسبهم ولهذا ليس عيباً الإستعانة بالمعرفة الأجنبية
10. إذا كانت دول الخليج تدعمنا الآن بعطية المزين للحاجة لخدماتنا فغداً سيكون الدعم أقل وتسوء حالنا الي الأدني ولكنه ما حك جلدك مثل ظفرك أعيدوا ترتيب أنفسكم واستنهضوا همم شعبكم ونظفوا أيديكم وليعين بعضنا البعض من دون إستغلال ولا تشفي فالطبيب في عيادته ليكون رحيماً عندما يطلب الأجر والقاضي في محكمته ليرعي مخافة الله في حضوره وفي حكمه والتاجر في متجره ليرضي بالربح القليل إننا بحاجة لأن نحمل بعضنا علي ظهورنا لنتخطي مصائب الدهر وكان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
11. وقولاً أخيراً هذا الترقب لرفع الحصار والمراهنة عليه لا معني له فإن رفع الحصار ليس إكتشافاً للبترول ولا للمعادن النفيثة لتباع وتصرف علي الأمة إنه لا معني له من دون الإنتاج ولا ضرورة له مع الإنتاج ولنقول لحكامنا كان الإنجليز أقل منكم عدداً وأكثر منكم كفائة ولهذا تركوا السودان مقصداً للآخرين في المال والعلم والإدارة وهم أقل حرصاً علي مصالحنا من مصالحهم فلا تناموا في كراسي الحكم وتوهموا الأمة بالحصار وفك الحصار إن من الأمانة إن لم تعرفوا أن تنتظروا في قاعات المتفرجين
وبالله التوفيق
يوسف علي النور حسن