· كتبت صحيفة الراكوبة الاليكترونية: " روّعت مليشيات الدعم السريع مواطني محلية الفاو، وبثّت الرعب في نفوسهم، وذلك بعدما اصبح افرادها يتدخلون في حياة المواطنين الخاصة..".. و لم تكتف الميليشيات بذلك، بل قامت بحلق رؤوس من يصادفها من الشباب عشوائياً.. في الفاو!
· قبل يومين من ذلك، علمت من بعض معارفي أن الجنجويد يطاردون شباباً معينين في السوق الشعبي و سوق ليبيا و أم دفسو بأم درمان! يلقون القبض عليهم و يضربونهم ثم يحلقون رؤوسهم بالمقص.. كل ذلك تحت تهديد العصي و البنادق!!!
· و تنشط مباراة القط و الفأر بين الجنجويد و بين الشباب المتسَوَقين.. فإذا ظهر الجنجويد في السوق، اختفي الشباب.. و إذا اختفى الجنجويد.. ظهر الشباب.. ثم يختفون متى اشتموا رائحة الجنجويد.. و هكذا دواليك..
· أقصى متع ميليشيات الجنجويد إرهاب و تعذيب الناس عامة، و الشباب بخاصة.. و يعتقد أحد معارفي أن الجنجويد يحملون الكثير من الأحقاد على الشباب ( المرتاح) في المدن.. ربما لأن أولئك الشباب ليسوا شركاءهم في جرائمهم ضد الانسانية و الحياة الهادئة لإنسان السودان..
· أيها الشاب، إن كانت ( مظاهر) الراحة تبدو عليك، فلديك مشكلة عويصة مع الجنجويد.. و إذا كان رأس السوط لم يلحقك بعد، فإنه لا بد لاحقك عما قريب أينما كنت! خاصة إذا كنت ترتدي بنطالاً شبابياً موضة ( إسكين) أو ( داقي سيستم) و قميصاً عليه صورة ( ميسي) أو ( ليمار).. و إذا كنت تفلفل شعر رأسك أو تجعله قبة ليس تحتها فكي؟ إذا كنت كذلك، إذن أنت هدف من أهداف الجنجويد الذين يدللهم النظام باطلاق اسم ( الدعم السريع) عليهم..
· إنهم يتحركون في الأسواق الشعبية.. يتربصون بك و إذا رأوك على تلك الشاكلة، سوف يقبلون عليك.. و يوسعونك ضرباً و ركلاً تحت وابل من الشتائم التي تنضح من مفرداتهم السوقية.. و سوف يعملون المقص في شعرك حلاقة أسميها ( فوضى الجنجويد)!
· ( الله قال بي قولك)، أيها الشاب، إن قلت: ( بغم!).. و ( الله قال بي قول) كل من يحاول الحيلولة دونك و ( شلاليت) الجنجويد.. فكثيرون لقوا نصيبهم من الإهانات الجارحة في مملكة الجنجويد بالأسواق الشعبية عندما مثلوا دور الحجَّاز .. و تلك الإهانات لم يكونوا يضعونها طوال حياتهم في الحسبان.. لكنهم تلقوها و عرفوا بعدها أن السودان لم يعد هو السودان..
· الحذر! الحذر! ، أيها الشباب، إحلقوا شعر رؤوسكم قبل دخول تلك الأسواق و إلا فسوف تتكفل ميليشيات الجنجويد بحلاقتها لكم.. فظاهرة حلاقات الجنجويد ظاهرة جديدة يتحدث عنها الناس في مجالس الأحياء الشعبية بغضب..
· ربما فكر بعض الشباب الغاضب في الحصول على بندقية تضاهي بنادق الجنجويد.. و في عينيه بريق:( موت، موت.. حياة، حياة! بلا جنجويد بلا مسخرة..!)
· لن أستغرب إذا فعلها هذا البعض طالما استمرت ممارسات الجنجويد الارهابية في الأسواق الشعبية على المنوال المشاهد دون رادع..
· "حكومة مافي!"، يقول الناس..
· فقد تسلم الجنجويد مهام الجيش السوداني.. و الآن يتسلمون مهام شرطة حماية المجتمع و زادوا عليها بتحديد ثقافات اللبس.. و يتدخلون في أخص خصوصيات الناس..
· ماذا تبقى من الحريات الشخصية في المأكل و المشرب و الملبس.. بعد كل الذي يجري؟
· هل ما جرى و يجري هنا و في الفاو صدفة من الصدف و توارد خواطر؟ كلا، بالتأكيد، لا يمكن أن يكون في الأمر صدفة.. لا يمكن أن تتطابق و تتحاذى الممارسات الاستفزازية في منطقة الفاو مع الممارسات التي تحدث في السوق الشعبي و أم دفسو و سوق ليبيا حذو النعل بالنعل.. و الضرب بالعصي و الخرطوش و البوت و البرطوش.. لا بد أن يكون في الأمر تدبير لكسر شوكة الشباب..
· و ما أشبه مطاردات الجنجويد للشباب هذه الأيام بمطاردات القوات النظامية ( المتأسلمة) للشباب أيام ( الجهاد) بغرض إرسالهم إلى الجنوب للقاء الحور العين..!
· قال لي أحد التجار:- ( ما في زول بقدر علي الناس ديل!).. و هو يشير إلى أفراد من الجنجويد.. و على مسافة منا رجال شرطة يشاهدون ما يجري..
· إن ميليشيات الجنجويد لا تحسب أي حساب لأفراد القوات النظامية.. وجود تلك القوات مثل عدمه في دفاتر الجنجويد.. و لا يبالي الجنجويد بالنظاميين كما لا يبالون بالمغلوبين على أمرهم أمام الجزارات.. و لا يكترثون بالمتزاحمين في سوق السمك و الخضار.. و كل الهدف من تواجدهم في السوق هو ( اصطياد) الشباب ( المرتاح).. بينما جميع من في الأسواق الشعبية ( هوانات ساكت).. في حساب ميليشيات الجنجويد!
· و الشرطة ساكتة ساكنة فهي تعلم، عن يقين، أن ما تفعله الميليشيات في تلك الأسواق أفعال خارجة عن القانون.. لكن الشرطة تعلم أيضاً أن الجنجويد فوق القانون!