الكوليرا في زمن الإنقاذ بقلم ياسين حسن ياسين

الكوليرا في زمن الإنقاذ بقلم ياسين حسن ياسين


06-01-2017, 11:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1496311406&rn=1


Post: #1
Title: الكوليرا في زمن الإنقاذ بقلم ياسين حسن ياسين
Author: ياسين حسن ياسين
Date: 06-01-2017, 11:03 AM
Parent: #0

10:03 AM June, 01 2017

سودانيز اون لاين
ياسين حسن ياسين-Kingdom of Saudi Arabia
مكتبتى
رابط مختصر



mailto:[email protected]@consultant.com


إنها الكوليرا، وإنه زمن الإنقاذ بامتياز. فمنذ مجيئها في 1989م كان واضحاً أن الإنقاذ ما هي إلاّ بيضة فاسدة سيتكفل الزمن وحدة بكشف مدى فسادها وتأثير ذلك على حاضر السودانيين ومستقبلهم. وكان من أبرز سمات فساد البيضة إنفصال الدولة الموروثة إلى دولتين لم تفلحا إلاّ بإضافة دولة جديدة لقائمة الدول الأقل نموا.
نعم، نحن في زمن الكوليرا. زمن حُصدت فيه أرواح أهلنا الطيبين شرقا وغربا وجنوبا، مرة بالرصاص ومرة بقذائف الأنتينوف ومرات أخرى عديدة بالمرض والجوع والجهل. جرى ذلك بمبررات وبدون مبررات. والإنقاذ لا تأبه لخطل أفعالها التي أوردت البلاد موارد هلاك لا مخرج منها.
هذه المرة، جاء الدور على ولاية النيل الأبيض، ستترك الإنقاذ بصمتها هنا دون حياء. فهي لا تأبه لحقائق التاريخ، ولا لمرتكزات الجغرافيا. لا تأبه لحقيقة أن ولاية النيل الأبيض تحتضن بخت الرضا، تلك الأيقونة السامية في وجدان الشعب السوداني، والمنارة السامقة في تربية الأجيال وتعليمهم أن الأخلاق هي قوام نهضة الشعوب، وليست الممارسات اللاخلاقية من فساد ومحسوبية، سواء جاءت كمحصلة للتمكين أو خلافه من مخازي الثلاثين سنة الضائعة من عمرنا.
أما التاريخ فيحدثنا أن إنشاء بخت الرضا في 1934م كان بدافع تعزيز التوجه الريفي في نظرة الحاكم وقتها لتنمية المجتمع السوداني. وبعد هذه السنين منذ عهد الاستعمار، من حقنا أن نتساءل: هل يستطيع السودان تحقيق تنمية شاملة بدون استصحاب الريف حيث يقطن 60٪ من إجمالي سكان البلاد؟
ندرك جميعاً أن الكوليرا وباء يعزى في الغالب الأعم إلى تقصير الحكومة في البنى الأساسية لقطاع الصحة في المنطقة كما في توفير الموارد البشرية والمالية اللازمة لنجاعة التصدي للوباء. وحسب منظمة الصحة العالمية، «يعد توفير المياه ومرافق الإصحاح المأمونة أمراً حاسماً لمكافحة الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه».
ومع هذا التفشي الحالي للكوليرا، تكون الحكومة قد ضربت إنسان المنطقة في مقتل، وهو ما يعني تحطيمها لمكانة ورمزية النيل الأبيض تحطيما عبثياً يتناقض مزيدا من التناقض مع نواياها المعلنة وخططها المرسومة وشعاراتها البراقة. آية ذلك أن الإنقاذ قد تحدثت كثيراً عن النهضة الخضراء والنفرة الزراعية، وقد رفعت العديد من الشعارات الجوفاء التي لم تعد على الإنسان البسيط بطائل سوى الجوع الكافر واليأس المضني. بالطبع إنهم لا يعبأون كثيراً بعموم السودانيين من غير أعضاء حزبهم الحاكم حيث تسود بينهم عقلية التمكين البغيضة لتفرِّخ الفساد بكمياته وكيفياته غير المعهودتين أبداً في التاريخ.
أما الجغرافيا، فتقول إن الولاية، التي تتمدد جيولوجيا على حوض أمروابة للمياه الجوفية، وبمساحة تتجاوز الثلاثين ألف كيلومتر مربع، تضم ستة مليون ونصف مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة يستغل منها حاليا أربعة مليون فدان فحسب. وفوق ذلك فهي ولاية صناعة السكر في البلد، إذ تستضيف مصنع سكر كنانة وسكر عسلاية وسكر النيل الأبيض. وهذه المصانع الثلاثة مجتمعة تمثل ثاني أكبر مخدم للعمالة بعد الحكومة. وهي كذلك موطن لصناعة الأسمنت منخفض التكلفة نسبياً. والولاية أيضاً أكبر منتج للأجبان، بما لديها من ميزة نسبية تؤهلها لمنافسة عالمية جبارة في هذا الصدد فيما لو توفرت المعينات وصدقت النوايا وانتفى الفساد.
الآن يزيد عدد ضحايا الكوليرا في ولاية النيل الأبيض بوتيرة متصاعدة. والحكومة لا تهتم بالأمر طالما هي واثقة أن هذا الشعب قد استكان لحكمها ولن ينتفض عليه في المستقبل القريب، على أقل تقدير. ففي زمن يعكف فيه علماء الدين من سدنتها إلى إباحة العلاج بالبخرة والمحاية ولبس الحجاب، فإنهم يعلمون يقيناً أن العلاج خارج السودان قد بات الخيار الوحيد الذي يستعصم به جل المرضى بما في ذلك علماء السلطان أنفسهم. ومن سخريات الواقع أن يتحدث هؤلاء العلماء عن علاج ببخرة ومحاية في وقت يحتفي فيه المجتمع الدولي بتطورات واضحة أحرزها الطب في مجالات شتى تشمل خفض معدل وفيات أمراض القلب بنسبة 40٪ خلال ربع القرن الماضي؛ والتحول التدريجي للسرطان من مرض قاتل إلى مرض مزمن مثلما هو الحال بالنسبة لسرطان الثدي؛ والبحوث الدؤوبة في الجينات وما تنطوي عليه من أمل رحيب بالنسبة للعلاج الوقائي؛ وإطالة عمر المصابين بالإيدز حتى السبعين من العمر. وغير ذلك من تطورات طبية استندت إلى العلم والعقل وانفتاح آفاق البحث انفتاحا لا يعرف الحدود. وبفضل هذه التطورات خرج إنسان القرن الحادي والعشرين مفعما بالأمل في قدرته على الانعتاق من التخلف وسيادة ترّهات اللاعقل وسذاجة القدرة على إبطال الأسباب بالتمني. لقد انتهى ذلك التخلف في كل مكان من حولنا، أما دولة المشروع الحضاري فلا تزال تمتطي صهوة اللاعقل وتحسب أنها تحسن صنعاً. والأدهى والأمر أنها تحسب أن ما تصنعه تمليه عليها الإرادة الإلهية، وليس أمام الآخرين سوى الإذعان وإلاّ غشيهم العذاب الآجل وطالهم الإذلال العاجل.
في ظل عقلية حاكمة يستحوذ الهم الأمني عليها استحواذا كاملا، فمن الطبيعي أن يذهب القدر الأكبر من ميزانية الدولة نحو القطاعات التي من شأنها أن تطيل عمر الإنقاذ. بينما القطاعات الحيوية للمواطن، من مياه شرب نقية ولقمة عيش كريمة وعلاج أولي ناجع، فهي كلها لا تهم الإنقاذ في شيء.
يبقى أن نقول أخيراً إن الإنقاذ نجحت نجاحاً باهراً في بعثرة عواطف السودانيين تجاه بعضهم بعضاً. أقصد أن ما يحدث في أي منطقة قاصية، لا يهم أهل المناطق الأخرى طالما ظل الذي يحدث مستقراً حيث هو. أهل الخرطوم عموماً، وباستثناءات تثبت القاعدة ولا شك، لا يتعاطفون كثيراً ولا يطول زمن تعاطفهم عادةً، مع قضايا الهامش البعيد وإنسانه المقهور. وما لم نتمترس حول وجدان سوداني واحد، فسوف تضمن الإنقاذ بقاء حكمها دون تهديد من مثقفي الوسط الذين يمثلون عتلة التغيير والعنصر الحاسم فيه. فهل نطمع في تغيير على هذا الصعيد؟ ومن هو المؤهل لقيادته؟ تلك أسئلة سيفضي حسمها إلى تسارع وسهولة حسم أوضاعنا الآخذة بالانهيار شيئاً فشيئاً.


أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 31 مايو 2017

اخبار و بيانات

  • تصريح صحفي منسوب لمنسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية بالإنابة في السودان، السيد عبد ا
  • البيان المشترك بمناسبة التوقيع علي ألأتفاقيات ألثلاثية للعودة الطوعية للأجئين السودانيين من تشاد و
  • الاتحاد الاوربي يصدر بيان حول حقوق الانسان في السودان ويطالب بالأفراج الفوري عن الدكتور مضوى ابراهي
  • كاركاتير اليوم الموافق 31 ابريل 2017 للفنان عمر دفع الله
  • وصول أحدث تقنية أمريكية في مجال تنقية مياه الشرب والري إلى السودان
  • الصحة : (120) إصابة بالإسهال المائي بالخرطوم
  • بتقدمهم أبوبكر حامد و سليمان جاموس انضمام قيادات بارزة من العدل والمساواة للسلام
  • محلية بحري تمنع الأجانب من البيع المتجول
  • حذرت من انتقال الكوليرا من النيل الأبيض صحة الخرطوم تقر بانتشار الإسهالات المائية بالولاية
  • الفريق طه عثمان الحسين يلتقي نائب وزير الخارجية الروسي
  • القاهرة: قرار الخرطوم فني وليس سياسي رئيس الوزراء يعتمد قرار حظر استيراد السلع المصرية
  • الحكومة: سننزع السلاح من أيدي القبائل قريباً
  • ضبط (8) حاويات تحوي حبوباً مخدرة بميناء بورتسودان
  • وزير التعاون: (مقرنا ضيق ومؤجرين من السوق)
  • لبشير: المرابطون في دارفور حسموا فلول التمرد والمرتزقة
  • السودان وتشاد يوقِّعان اتفاقاً ثلاثياً للعودة الطوعية للاجئي البلدين
  • أعضاء بمجلس الولايات: السلاح منتشر بإيدي القبائل والمواطنين
  • دينكا نقوك: جوبا تتحرك سراً للتحايل على بروتكول أبيي
  • برلماني: عدم توفيق أوضاع مسرّحي اتفاقية الشرق يهدد السلام
  • دعم أمريكي لجهاز الأمن بالقضارف
  • اتفاقية بين السودان وتشاد لتبادل الخبرات فى مجال الموارد المائية
  • الحكومة ترحب بعودة قيادات حركة العدل
  • حزب الأمة يطالب أمبيكي بإدارة لقاء بين الحكومة والمعارضة
  • القضارف: مشروع الحل الجذري للمياه شارف على الإنتهاء
  • جهاز الأمن بالقضارف يضبط شبكات تنشط في الاتجار بالبشر
  • نيالا: تشديد الإجراءت الصحية على الوافدين الجنوبيين
  • الفريق طه التقى نائب وزير الخارجية الروسي الخرطوم تدعو موسكو لدعم مواقف السودان في المحافل الدولية
  • بيان من أمانة المكاتب الخارجية لحركة العدل و المساواة السودانية
  • بيان ادانة من رابطة ابناء الفور بالمملكة المتحدة وايرلندا حول أحداث عين سيرو

    اراء و مقالات

  • (الخم بالكوم) بقلم د. أنور شمبال
  • روحاني الرئيس الأخير للملالي! بقلم المحامي عبد المجيد محمد
  • روسيا الحديثة والتوازن الدولي بقلم سميح خلف
  • الاعتداءات اليهودية على المسجد الأقصى لتدميره وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه بقلم د. غازي حسين
  • الشيوعي السوداني يدين المذبحة الجماعية لابناء الطائفة القبطية المصرية بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • حلة الشيوعيين 1965: أقرب إليهم من حبل الوريد بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • تيتيه لسّا يتاتي !! بقلم الشفيع البدوي
  • زيارة ترامب التاريخيّة للشرق الأوسط: كثير من اللغط حول لا شيء بقلم ألون بن مئير
  • الممارسة و النظرية في سياسة رئيس الوزراء بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • إصلاح نظام الأراضي كمدخل للعدالة الاجتماعية بقلم الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب
  • الصدام الحتمي بقلم كمال الهِدي
  • عالم زين للاتصالات و أخواتها عالم شين! بقلم عثمان محمد حسن
  • بدأنا بقلم إسحق فضل الله
  • معالجات فاشلة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • كل ذلك والفتى لم يتجاوز الثالثة والأربعين! بقلم عبد الله الشيخ
  • على غندور ألا يخفي لحيته..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • طحينية !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الجنوب وخطر الكوليرا !! بقلم الطيب مصطفى
  • عاهرة في ولاية الخرطوم أين النظام العام !! بقلم: السر جميل
  • تصدير إناث الماشية.. تدمير للثروة الحيوانية.. بقلم نور الدين عثمان
  • مالك عقار اير يقف وراء الفتنة القبلية في اقليم النيل الأزرق!!.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • هوجة الطرب الرمضاني .. !! بقلم هيثم الفضل
  • سوالف العم اسعد: الفضائيات ورمضان بقلم / اسعد عبدالله عبدعلي

    المنبر العام

  • ردا على الخرطوم: القاهرة لن تكسرها مؤامرات داخلية أو خارجية
  • تصريح صحفي منسوب لمنسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان
  • زيارة وفد من الاعلاميين السودانيين المقيمين بالقاهرة لاستديوهات اذاعة وادي النيل بماسبيرو
  • هذا التقرير مدسوس ؟؟؟؟!#
  • التفاصيل الكاملة للاحتيال على مستثمر سعودي في “100” مليون يورو
  • أمير قطر يخلط الاوراق ويقلب مواجع نظام البشير
  • وزير الدفاع الإثيوبي: أي اختراق جوي للسودان هو اختراق للأمن الجوي الإثيوبي
  • حركة دبجو تتهم (الوطني) بنقض بروتكول الشراكة فى السلطة
  • أضبط .. برقية سرية : 200 قتيلا وجريحا من الجيش السوداني في اليمن
  • الحزب الشيوعي السوداني يدعو للاضراب السياسي والعصيان المدني
  • عودة جاموس وابوبكر.. الأتغيّر شنو
  • أولاد الحرام ..
  • البشير يعيِّن "هشام قاسم" أميناً لحقوق الانسان.. و"الراكوبة" تكشف الحقائق المثيرة
  • توزيع مواد غذائية للعائلات التي تسكن بالقرب من السفارة الأمريكية من قبل موظفي السفارة -صور
  • شاعر زاهد ...................... ومريم أخرى........ /* ولعينيكِ إمتلاكُ وثائقي حتما..وقلبي.*
  • The Old Man and The Sea
  • هل يوجد جيش وطني ام انهم فقط مرتزقة النظام ؟ لم اجد رد حتي الآن !!!
  • رمضانيات.فيديو رائع عن الداعية الاسلامي يوسف أستس
  • الفنان محمد السنى وزجته احلام وهبى يتعرضون لحملة سباب من مجموعة تسمى القطية فى الدوحة
  • أُعقِّمُ الذّاكِرةَ بِاسمِكِ
  • من اجمل الصور التاريخيه و لاول مره تعرض
  • عاينو الكورة جابوها بي شنو .. و انحنا لسة بنتغالط ياتو ايد ناكل بيها ...
  • بورداب جدة من العالمية الاسفيرية الي المحلية الواتسية ........
  • الـكوليــرا فــي الــخرطوم!
  • من الذي غذى اشتداد العداوة للدين؟
  • أسئلة عن مقطع فيديو الشيخ ودالمرين ، وإسقاط أو سقوط بعض الحضور(فيديو + صور)
  • السودان : قرار جديد باستمرار منع دخول السلع المصرية...؟
  • مباراة عبر الأديان ـ اللاعبون أئمة وقساوسة والحكم حبر يهودي - ياااا للروعه !!
  • "وزير الدولة بالثروة الحيوانية" اقذر واقبح وافسد وبه اقبح صفاة البشر