*كان يوماً على المواطنين عسيرا.. *وأعني مواطني العاصمة تحديداً...نهار الخميس الماضي.. *فنحن- كعادتنا- فوجئنا برمضان يأتينا (من غير ميعاد)...فهرولنا نجري.. *نجري في كل الاتجاهات وكأنه يوم الحشر.. *ومن حاول يجري بسيارته وجد الآلاف يجرون مثله...فصار الجري زحفاً.. *ومع سخونة الطقس- والواقع المعيشي- التهب كل شيء... *الحديد...والأسفلت...والجيوب...والعقول...ونفسيات كاتب هذه السطور.. *فقد زحف بمعية زميله أحمد قمبيري حتى بلغ السلام روتانا.. *وهناك عرفا أن الدعوة بكورنثيا-لا روتانا- فزحفا قرابة الساعة مرة أخرى.. *وبسبب هذه الدعوة ولجت برج الفاتح- وكورنثيا- لأول مرة.. *ولأول مرة وجدت إجابة لسؤال جال بذهني كثيراً...كيف تُقاس الأجهزة التي تقيس؟.. *الأجهزة الطبية...والصناعية...والتجارية...والغذائية.. *فالمعامل الصحية- مثلاً- يشتكي الناس من أنها قد تعطي قراءات مختلفة.. *وكذلك أجهزة قياس الضغط...والوزن...والمقادير.. *فمصدر الدعوة هو مركز (نانو) للقياس والمعايرة...أحد أفرع مجموعة (جياد).. *وبصراحة...حين لبيت الدعوة لم أكن أعرف مصدرها.. *فكورنثيا كانت مسرحاً لعديد الدعوات التي وصلتني...وتكاسلت عنها.. *فما أسوأ من نهار ذلكم الخميس عندي إلا تلبية دعوات (كلامية).. *الدعوات التي يُتوسل بالكلام فيها إلى انجازات لا وجود لها على أرض الواقع.. *سيما إن كان كلاماً إنشائياً...طويلاً...رتيباً...مملاً.. *ولكن ما شجعني على قبول هذه الدعوة اقترانها بزميلي الرياضي إسماعيل حسن.. *ثم اقتران هذا الاقتران بالإصرار...والإلحاح...والرجاء.. *وفضلاً عن ذلك فهو قادر على (كسر حدة الرتابة)...إن وُجدت.. *ولكنا وجدنا- لحسن حظنا - من يختصر ويبسِّط ويجذب...وهو المهندس شرف الدين.. *وبسلاسة الشرح المختزل وقفنا على حقيقة (نانو).. *ونسأل من واقع تجاوزات المعايرة في زماننا هذا: (نان) يا (نانو) أين دورك؟.. *فكل شيء قياساته تدعو إلى القلق في أيامنا هذه.. *فقد تدنت قراءات قياس الضمائر ليرتفع الشجع...والإهمال.. والا مبالاة.. *وحين كاد المصعد يرتفع...تدنت معنويات إسماعيل حسن.. *فهو مصاب برهاب المصاعد...فتراجع- خجلاً- بعد كان تماسك أمامنا.. *ومارست إلحاحاً عليه مثل إلحاحه معي لقبول الدعوة.. *وقلت له: لن تموت بسبب فوبيا المصعد...ولكن يمكن أن تموت بسبب أداء المريخ.. *فإن لم تخش على نفسك من دفاعه.. فلا تخشى عليها من المصعد.. *من أصحاب (الراءات): نمر...وضفر...وجعفر...وأمير.. *ويبدو أنه اقتنع بمنطقي...ففعل...ولم يشعر بخوف حتى بلغنا الطابق (16).. *ولكنا شعرنا بخوف من افتقار (نانو) إلى قانون يسندها.. *فهي تستند في عملها- حتى الآن- على حائط ضمائر يحتاج هو نفسه لمن يسنده.. *ويستند المواطن إلى محض الحظ حين يذهب لإجراء تحليل طبي.. *ولذلك تُرمى تحاليلنا- بالخارج- في سلة المهملات... *ويمر كل يوم علينا عسيرا !!! assayha