يوميات سارق نحاس: ذهب المضطر نحاس (1-2) بقلم عبد الله على إبراهيم

يوميات سارق نحاس: ذهب المضطر نحاس (1-2) بقلم عبد الله على إبراهيم


05-23-2017, 03:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1495550079&rn=2


Post: #1
Title: يوميات سارق نحاس: ذهب المضطر نحاس (1-2) بقلم عبد الله على إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 05-23-2017, 03:34 PM
Parent: #0

03:34 PM May, 23 2017

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر









أصابتني عدوى حمى تعدين النحاس في صبينتي في منتصف الخمسينات بحلة التمرجية بالداخلة الجديدة بمدينة عطبرة. وقد سرت هذه الحمى في جيلي نهرول من لسعها إلى الحفر التي من خلف مستشفى المدينة كلما أطل قطر نفايات ورش السكة حديد بعد ظهر كل جمعة ليرمي بأثقاله في تلك الحفر بغية ردمها. وكان تعديننا للمعدن النفيس يلوثنا ولا نعود منه إلا بحصيلة لا تثمن ولا تغني من جوع متى بعناه لتجار المعدن بالحي مثل بكري وود بدق. ثم اكتشفت ضمن عصبة من الأصدقاء أن بوسعنا الحصول على النحاس بغير عناء تعدينه من تلك الحفر العصيبة. فأخذنا نسرقه من مظانه.

كانت السكة حديد هدفاً للحرامية. واشتهرت سرقة البوهية في ورشة النقاشين. وحكى لي الأخ وراق طه عن زميل لهم نقاش من المولدين (من ذوي الأصول المصرية) قبضوا عليه يحمل في عمود فطوره بوهية بيضاء. فما كان منه إلا أن اخذ شئياً منها بأصبعه وراح يذوقها بلسانه قائلاً: "والله مِش يا شاويش. والنبي تضوقو حتى." ولا أعرف كيف جازى الشاويش هذا اللص الظريف. وأكثر السرقة كانت لأزيار القاطرات البهية الملساء بلونها البيجي الصقيل، وللفلنكة وهي قطع الخشب المستطيلة المسندة التي توضع من تحت الخط الحديدي فتحفظ قوامه. وكانت سرقة هاتين المادتين مما ابتلى الله بهما عماً لنا عٌرف في مستقبل الأيام ب "عم بحري" لأنه هو الذي جاء للدنيا بوظيفة القومسينجي للتاكسي وابتدع صيحة "بحري نفر". رحمه الله. كان ضاربها برطوش بمتع محدودة دقيقة ومكررة.

ولو لم يكن الصبا حالة تستعلي على النصح لامتنعت عن السرقة بالكلية. فما زلت اذكر يوم أخذني الوالد إلى حراسة بوليس السكة حديد بمبنى رئاسة شرطة مديرية النيل الحالية لفك العم بالضمان بعد واحدة من تعدياته على السكة حديد والقانون. وكان الوالد يحب ابن عمه ويريد له الخير. وكان يشترى له أقفاص البرتقال المصري ليبيعها ليكسب حلالاً. وما أجدى ذلك. فقد كان عمي "يموت" بمال البرتقال ويعود إلى عشقه الخطر لفلنكة السكة الحديد. وسيجد قارئ مسرحيتي " السكة الحديد قربت المسافات. . . وكثيراً" أنني استوحيت شخصية "عتيمين " من حياة هذا العم الواقعية جداً والمجازفة والماكرة بما في ذلك مشاركته في الحرب على الجبهة الحبشية في الحرب العالمية الثانية. ومن غرائب الصدف انني كنت في منتصف السبعينات متخفياً من عين الأمن الساهرة على الشيوعيين بمنزل بالديوم الشرقية. وكنت أكتب أيامها فصول مسرحية "السكة الحديد" فإذا بي أسمع صوت عم بحري بنداءاته المميزة في الشارع وقد عاج إلى خمارة الديوم وعاد منها شبعاناً جداً. ولم أدر ما أفعل. هذا صوت عمي في الشارع وهذا وحيه على الورق. رحمه الله. كان ضاربها جزمة.

ولم انتصح دون سرقة النحاس وقد رأيت حراسة البوليس عياناً بياناً. وربما قال القائل إن الصبي يظن السجن للرجال ممن هم أكبر. ولكننا كنا نعرف جيداً أن مصير المنحرفين ممن في عمرنا هو الإصلاحية. وكنا نعرف بالاسم من مر بمدرستها. صفوة القول إننا ربما كنا "نلعب" على كرت أننا أذكى من أن نقع في قبضة البوليس. ولم يكن هذا مجرد تذاك منا. فقد أعددنا سرقاتنا بذكاء ما زلت أدهش له. لم نترك فرجة للفشل أو مدخلاًً للشرطة أو باباً للإصلاحية. وقد تميزنا بالذات بحكمة في توقيت للسرقة لا يخر موية. فقد حدثتكم عن كيف اخترنا لسرقة نحاس جارنا تاجر الحلة ود الحسين وقت القيلولة بعد صفارة الساعة الثانية وغداء المدينة المتعبة. وهو وقت الموت الأصغر للمدينة.




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 23 مايو 2017

اخبار و بيانات

  • الجبهة الثورية السودانية تعلن جاهزيتها لرد اى عدوان علي دارفور او المنطقتين
  • الإمام الصادق المهدي ينعي الحبيب الانصاري حمزة عوض
  • أبوعبيدة الخليفة: الهجوم علي مناطق قواتنا في دارفور خرق لوقف العدائيات وعدم إلتزام بالعهود والمواثي
  • كاركاتير اليوم الموافق 22 مايو 2017 للفنان عمر دفع الله

    اراء و مقالات

  • مآل المقاتلين عصبية بقلم د. عارف الركابي
  • الرياض.. واشنطون بقلم إسحق فضل الله
  • الرئيس يستعين بصديق..!! بقلم عبد الباقي الظافر
  • الله يستر!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الإسلاميون ومشكلة الجنوب! بقلم الطيب مصطفى
  • تبلغ رواتب الدستوريين حوالي 67 مليار جنيه سنوياً يا منافق !! بقلم عثمان محمد حسن
  • ووظائف ووظائف ووظائف بقلم د.أنور شمبال
  • آمال وآلام جوَّية .. !! بقلم هيثم الفضل

    المنبر العام

  • في نيماية وعشيراية وعسيلاية: ردينا على رسائل الجنوب وليبيا بعشرة امثالها...؟!
  • هذا الخطاب👇كتبه جعفر بانقا معتمد شندي السابق.
  • اين انتم يااطباء السودان؟؟؟؟؟؟؟
  • و تبين انهم لم ياتو لحوار بل اتو لاجندة اخري فرانكلي وود الباوقة و المسلمي مثالا التجاهل التجاهل
  • المصرين ديل بتاعين محن !
  • البشير يوجه اتهاماً مباشراً الى مصر بدعم مسلحي دارفور
  • إنتحار الحركات المسلحة
  • أرطغرل بن سليمان شاه ...(النهوض - القيامة ) رائعة الكاتب التركي محمد بوزداغ
  • حينما طالبت بمياه شرب صحية .. اسهالات و "كوليرا" ولاية النيل الابيض ... !!
  • ثلاثي الحرب والجوع والمرض يفتك بمواطني جنوب السودان: أطباء بلاحدود تحذر من الكوليرا
  • نيالا , الدجاجة التي احتضنت بيض الأفاعي ..
  • خسائر بسيطة.... مقتل ستة مواطنين في نيالا!
  • هل هو مواطن سوداني ام مجرد (حبشي) على ارض السودان ؟
  • فلتحتل اخبار الكوليرا صدر المنبر ,,(لك الله النيل الابيض)
  • ابراهيم السنوسي يؤدي القسم مساعدا لرئيس الجمهورية
  • مبارك الفاضل يلغي عقد شراء مبنى لوزارة الاستثمار بـ10 مليون دولار
  • الرئاسة السودانية تبعد وزير (الدكتوراه المزورة) وتسمي وزيرا للعدل
  • انفجار انتحاري في حفل موسيقي في أرينا في مانشستر
  • الطابور الخامس المصرى فى السودان يعود لمزاولة نشاطه التخريبى
  • عطالة الفكر !!! وشفاتة الاحزاب !!! التقى التُعساء بخائبي الرجاء !!! لك الله يا سودان !!!
  • الشرطة السعودية تسجن سوداني قام بكسر أرجل مواطن مصري شتم وأساء السودان (صورة) ..
  • مباشر كوستى. مستشفيات ..موت.مقابـر..كوليرا (صـور مؤلمة)

  • Post: #2
    Title: Re: يوميات سارق نحاس: ذهب المضطر نحاس (1-2) بقلم
    Author: عبود جابر
    Date: 05-23-2017, 04:21 PM
    Parent: #1

    حرامي في صباك يدل على قلة التربية كما قلت ليك المرة الفاتت