لعل الدرس الأكثر أهمية هو ان المنصب لا يعطي امتيازاً أو يمنح قوة ، وانما يفرض مسؤولية... بالمقولة أعلاها نبدأ مقالنا بالقول إن المسؤولية أمانة ، ولا يحملها إلآ من يستطيع أداءها بكامل مستلزمات الأداء.. وأن يكون مؤهلا لأداء الاستحقاق القيادي، وأن يكون مستعدا لمواجهة المشاكل والأزمات، وتحدي الضغوط المختلفة.. وقادرا على التفكير والتخطيط وإدارة المواقف والأزمات.. وأن يعرف ان المسؤولية في مستواها القيادي هي قرار والقرار إرادة، فمن يضعف ويصيبه الوهن القيادي لا يستطيع أن يصنع قرارا مناسبا في الوقت المناسب. والقائد الذي يرغب في أن تكون قيادته فعالة، فعليه، أولاً، أن يكون فعالاً على المستوى الشخصي، وأن يتمتع بالقدرة على السيطرة على ذاته، ثم يسعى بعد ذلك إلى أن يكون فعالاً في طريقة قيادته. كانت القرارات المصيرية الكبرى التي أصدرها مجلس التحرير الإقليمي (جبال النوبة) وأيدها دون تحفظ مجلس التحرير الإقليمي (النيل الأزرق) ، تتطلب من الرفيق مالك عقار الرئيس المكلف للحركة الشعبية موقفا مؤيدا لها كونها جاءت لتصحيح المسار النضالي الذي يتناسب مع التضحيات الجسيمة والكبيرة المقدمة من قبل الرفاق ، لكن للأسف الشديد تحدى الرفيق مالك عقار قرارات المجلس ليُدخل الحركة الشعبية في اتون معركة الشد والجذب. تعنت الرفيق مالك عقار ورفضه لقرارات مجلس التحرير أسرع من الأحداث والتطورات الميدانية في النيل الأزرق لتصدر مجموعة من ضباط وضباط صف بالجيش الشعبي بيانا يعزلون فيه الفريق مالك عقار مسنود بالأسباب التي أدت إلى هذا القرار. وفي يوم الخميس 11/5/2017 صدر بيان آخر تحت عنوان (ﺑﻴﺎﻥ ﺗﻮﺿﻴﺤﻲ ﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻻﺯﺭﻕ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ) يقول: ((ﺗﺤﻴﺔ ﻓﺨﺮ ﻭﺇﻋﺰﺍﺯ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺗﻲ ﻇﻟﺖ ﺗﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻭﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ. ﺑﺎﻻﺷﺎﺭﺓ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺣﺮﻛﺘﻨﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺼﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺣﻔﻆ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﻮﺍﺯﻱ ﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ،ﻭﻭﻓﺎﺀ ﻻﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭﻧﺴﺎﺋﻨﺎ ﻭﺍﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻻﺯﺭﻕ ﺑﻤﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ ﺍﻥ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻘﺎﺭ ﺍﻳﺮ ﻭﻃﺎﻗﻢ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﺴﺒﺐ ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻻﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ،ﻟﻴﺲ ﻻﺳﺒﺎﺏ ﺍﺛﻨﻴﺔ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﻋﺸﺎﺋﺮﻳﺔ ﺍﻭ ﻣﻨﺎﻃﻘﻴﺔ ! ﻋﻠﻴﺔ ﻧﻮﺩ ﺍﻥ ﻧﻮﺿﺢ ﺍﻻﺗﻲ:. 1- ﻟﻢ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻱ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻻﺯﺭﻕ ﺑﺠﺮﻳﺮﺓ ﺍﺣﺪ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ. 2- ﺍﻗﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻘﺎﺭ ﻣﻦ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻻﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻻﻧﻘﺴﻨﺎ ﺍﻧﻤﺎ ﻻﺳﺒﺎﺏ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺎﻟﺔ. 3- ﻧﺆﻛﺪ ﺑﺎﻥ ﺍﻻﻧﻘﺴﻨﺎ ﻣﻜﻮﻥ ﺍﺳﺎﺳﻲ ﺑﺎﻻﻗﻠﻴﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻱ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻱ ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻻﻗﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻱ ﻓﺌﺔ ﺍﻭ ﺟهﺔ ﻣﺎ. 4- ﻧﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﺻﻼﺣﻲ ﻳﺠﻤﻊ ﻭﻻ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻻﺯﺭﻕ. 5- ﻧﺪﻋﻮ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭﺓ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺑﺎﻥ ﻻﻳﻠﺘﻔﺘﻮﺍ ﻟﻼﺷﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻲ ﺍﻟﻲ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻛﻴﺪ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻻﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭﺓ: ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﻤﺜﻞ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﻫﻠﻴﺔ ﺑﺎﻻﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﺪﻩ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻣﻮﻥ ﻣﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻻﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭﺓ ﺳﺎﺭﺓ ﻧﻘﻮﺳﻤﻲ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺓ ﺑﺎﻻﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭﺓ))... **************************** على كل حال وبغض النظر عن صحة البيانات الصادرة من النيل الأزرق أو عدمها ، فإن أي خطوة لإقالة مالك عقار من رئاسة الحركة الشعبية بمثابة منعطف بالغ الأهمية من الممکن أن تکون البداية العملية لتصحيح مسار النضال وإخراجه من بين براثن المستبدين والفاسدين وإعادته لأصحابه الحقيقيين. الذي حدث في النيل الأزرق ، يعتبر تطور سار بإتجاه مغاير ومعاکس تماما لرغبة وهوى الفريق مالك عقار اير بشکل خاص ومجلسه القيادي بشکل عام وعلى كافة الرفاق والأحرار تأييد الخطوات التصعيدية للرفاق في النيل الأزرق ضد رئيسهم.