*زمااان- مش خالص يعني- زاملت شخصيات فريدة.. *زاملتها بصحيفة (الرأي العام) أيام كان رئيس تحريرها الراحل عبد الله عبيد.. *ثم جاء من بعده من استحق لقب المخبر الأول عن جدارة.. *إنه أستاذي الذي أدين له بالكثير- من بعد الله-إدريس حسن (شَّمام) روائح الانقلابات.. *وبعض من هذه الشخصيات الفريدة خانتني حاستي إزاءهم.. *فقد كنت أظن أنّ لديّ حاسة سادسة (أشم) بها روائح الناس؛ لا الانقلابات.. *وأعني روائح الميول السياسية والفكرية والأيديولوجية.. *فإذا بحاستي هذه أكتشف- مؤخراً-أنها كانت مثل البوصلة الخربة حيال هؤلاء.. *وكمثال على ذلك كنت أظن زميلي البوني إسلامياً.. *فإذا به طلع بتاع إبراهيم عوض ولا علاقة له بجماعة الإنقاذ.. *وظننت كمال الصادق كذلك- برضو- وقد كان (يلبد) بقسم الأخبار.. *وما كنت أعرف أنه (راقدلو فوق رأي) إلا عندما رقد معنا في (أجراس الحرية).. *ثم من بعد ذلك رقد- بطوله- في إذاعة (راديو دبنقا).. *أما زميلنا محمد عبد القادر فقد كنت (أحسبه) معارضاً لأكتشف أنه موالٍ.. *بل ومن الذين يترنمون بمقطع (برضي ليك المولى الموالي).. *وهو الآن يقود الصحيفة التي نتحدث عنها ذاتها بحكمة واقتدار و(موالاة).. *ثم هنالك الشخصية الفريدة (الغامضة) عثمان ميرغني.. *غامضة لدرجة إنني إلى الآن لا أفهمه.. *ولا أدري حتى اللحظة : هو شايت على وين بالضبط ؟!.. *صحيح إنني شممت منه رائحة إنقاذية؛ ولكنها خليط ما بين (إن) و(قاذ).. *وتظل (إن) الشرطية ملازمة لعثمان إلى يومنا هذا.. *فهو يشترط على (إخوانه) أشياء لا تتحقق أبداً؛ فيبقى على الضفة الأخرى أبداً.. *ثم انجرف مع (تياره) الآن يلاحق هذه الأشياء؛ وتلاحقه الإنقاذ.. *ومن شخصيات ذلكم الزمان- كذلك- صحافي صغير كان يناديني بمفردة (أستاذي).. *صحافي كنت أظنه (بره) المنظومة لسوء تقدير من حاستي.. *فإذا به- وليد العوض- ما زال يناديني بكلمة أستاذي إلى اليوم؛ ولكن من (جوة).. *بل من (جوة الجوة) لهذه المنظومة الحاكمة.. *وتبقت شخصية فريدة (جداً) كنت أتحاشى مجرد الدردشة السياسية معها.. *ولم تجد نفعاً كل محاولاته للتظارف معي بعبارة (علم تقيل).. *كنت أردد في سري بتذاكٍ بليد: علم تقيل؟ بالله؟ دي علي أنا؟!.. *ودلالة البلادة- عوضاً عن الذكاء- إنه طلع يكيل للإنقاذ بـ(التقيل).. *يكيل لها من قطر التي هاجر إليها، ومن الداخل الآن.. *بل من داخل صحيفة (الإنتباهة)- في ضربة معلم منها- دوناً عن بقية الصحف.. *و يا عزيزي حسن البشاري: (بالجد علم تقيل!!!).