الغُلُوُّ والتَّطَرُّف.. حدود المفهوم وضوابطه ـ 3 بقلم الطيب مصطفى

الغُلُوُّ والتَّطَرُّف.. حدود المفهوم وضوابطه ـ 3 بقلم الطيب مصطفى


04-28-2017, 06:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1493400236&rn=0


Post: #1
Title: الغُلُوُّ والتَّطَرُّف.. حدود المفهوم وضوابطه ـ 3 بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 04-28-2017, 06:23 PM

06:23 PM April, 28 2017

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


ويمضي د. عصام البشير في تتبع قضايا الغلو والتطرف منحازاً إلى المدرسة الوسطية، ونورد اليوم بقية حديثه عن الغُلُوُّ والتَّطَرُّف.. حدود المفهوم وضوابطه حيث يقول في هذا المقال حول الموضوع ما يلي:
أخذ الخوارج بظاهر النصوص دون فحواها ومقاصدها من غير أن يرجعوا إلى كبار الصحابة وعلمائهم، حتى أن أحدهم وجد امرأة حاملاً فبقر بطنها واستخرج الجنين وذبح المرأة ومنهم من طُعن فأدخل السيف في بطنه استعجالاً للموت وقال: "وعجلت إليك رب لترضى" .. (سورة طه، الآية: 84) واعتبر أن فعله هذا قربة لله.. وحتى واصل بن عطاء ، زعيم مذهب الاعتزال، حين أراد أن يجتاز دورهم ما استطاع أن يخرج من ديارهم إلا بعد أن أنكر نسبته للإسلام، فقد قال: "لو قلت مسلماً سفكوا دمي" قالوا : ما شأنك؟ فرد: "مشرك مستجير"، فقالوا: "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه" (سورة التوبة، الآية: 6)، فهذا التيار تيار قديم بدأ بطابع عقائدي، ثم من بعد ذلك أصبح كياناً سياسياً وتفرّق بعد ذلك إلى مذاهب.
هل بدأ الخوارج تيارا سياسياً أم عقائدياً؟
الرؤية التي انطلقوا منها كانت عقائدية "إن الحكم إلا لله" (سورة يوسف، الآية: 40).
ــ هذا يعني أن على صعيد الأفكار صلة وثيقة جداً بين الخوارج قديماً والتيارات الحالية؟
نعم، الخوارج الجدد ، أو خوارج العصر ، لأنه نفس منطق التفكير وشدة العبادة، والحمية للجهاد في سبيل الله على حسب فهمهم، ولكنهم لم يأخذوا العلم بالطريقة الشرعية، وهنالك استخفاف بآراء الآخرين واعتبارها تساهلاً وتمييعاً للدين، وأن طريقهم هو الأقرب إلى الجنة، فهناك تشابه كثير بين الصورة قديماً والصورة حديثاً، وهذا هو التشابه الثاني.
ــ هل يمكن أن يكون سلوكاً دون عقيدة؟
أصلاً التطرف في اللغة جاء في عالم الماديات والحسيات، يقال تطرف في مشيه، وتطرف في مجلسه، وتطرف في كذا، ثم انتقل بعد ذلك (إلى المعنويات) وقالوا هذا تطرف في سلوكه، تطرف في فكره، تطرف في دينه تطرف في انتمائه، فالتطرف بدأ في عالم الحسيات ثم انتقل الى عالم المعنويات، ولذلك يمكن أن يكون هنالك تطرف سلوكي، ويمكن أن يكون هنالك تطرف عقدي، ويمكن أن يكونا معاً.
نعني بالإمكان أن يكون الشخص لا إشكال عنده في أمر العقيدة، ولكن له خيارات فقهية معينة متمسك بها ويأتي إلى المسجد يحاول أن يلزم الناس بها ويرفع صوته ويشق صف المسلمين في المسجد ، لأنه يعتبر ذلك الحق المطلق، وما عداه هو الباطل المطلق، فهذا تطرف ولكنه تطرف سلوكي في جانب الفرعيات في الدين.. هنالك تطرف يكفر الآخرين وإذا كفرهم استحل دماءهم، وإذا استحل دماءهم قتلهم، وهذا ينطلق من منطلق عقدي، وقد يجمع الإنسان بين الأمرين: بأن يكون متطرفاً عقدياً ومتطرفاً سلوكياً.
ــ هل من سمات مشتركة بين هذه التيارات قديماً وحديثاً؟
نعم. وكما قلت ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صفاتهم وقال للصحابة: "تحقرون صلاتكم مع صلاتهم"، يعني فيهم وجه من التعبد شديد، وهذا الذي يلبس على الناس، فالناس إن رأت أحدهم شديد التدين يعتبرون أن هذا التدين علامة على الصحة، سواء كان هذا التدين مقترناً بعلم صحيح من عدمه.. وابن عباس حين رآهم قال: "رأيت جباهاً قرحت لطول السجود وأيدياً كثفنات الإبل" من كثرة الصلاة والعبادة.. كان فيهم شدة عبادة، واعتقاد أنهم على الحق المطلق، كما كان الخوارج يقولون، وقال لي أحدهم وهو من جماعة التكفير: كنا نقول في دعائنا: "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض"، وذلك سوء ظن بجميع المسلمين، وحسن ظن بجماعتهم.
التشابه الثالث مسألة الأخذ بالمعروف والنهي عن المنكر، يعني أخذ الحق بالقوة بصرف النظر عن اعتبار المآلات التي يؤول إليها الفعل وتترتب عليه.
التشابه الرابع أنهم لم يأخذوا العلم الشرعي عن أصوله وعن مصادره وعن رجاله، لأن القرآن يقول " وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ" (سورة النساء، الآية: 83) وأيضا: "فاسأل به خبيرا" (سورة الفرقان، الآية: 59) و" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (سورة النحل، الآية: 43)، فهم أيضاً عاطلون عن الرجوع إلى أهل العلم ويتصدون للإفتاء.. ولذلك لما واجهوا سيدنا علياً رضي الله عنه سألهم: لماذا؟ ردوا: أنت حكمت الرجال في دين الله والله تعالى يقول: "إن الحكم إلا لله" (سورة يوسف، الآية: 40)، الإمام علي قال: "كلمة حق أريد بها باطل".
المسألة الثانية؛ قالوا له: قاتلت ولم تسب النساء، قال لهم: أترضون من علي أن يسبي أم المؤمنين عائشة؟ فإن قلتم عائشة تسبى فنستحل منها كما نستحل من السبايا فقد كفرتم، وإن قلتم عائشة ليست بأمنا فقد كفرتم فإن الله يقول: "وأزواجه أمهاتهم" (سورة الأحزاب، الآية: 6). قالوا: أما هذه فقد خرجت منها.
المسألة الثالثة: محا نفسه من إمرة المؤمنين، فإن لم يكن كذلك فهو أمير الكافرين، فقال لهم: أنسيتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية محا كلمة "رسول الله"؟ أليس هو برسول الله؟. فرجع حوالي ألفين من الخوارج، وبقي من بقي على ضلالته.
كشف هذا عن مستوى حالة العلم الشرعي أو التمسك بظواهر النصوص وعدم المعرفة بفحواها ومقاصدها والرجوع إلى الراسخين من أهل العلم، وفي مثل هذا يقع الضلال، قال البخاري: "باب العلم قبل القول والعمل لقوله تعالى: " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) (سورة محمد، الآية: 19).
assayha



أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 28 ابريل 2017

اخبار و بيانات

  • حوار فكري حول جدلية الصفوة وعامة الشعب مع الرفيق / الحافظ قمبال
  • بيان صحفي بمنعها لمعرض الكتاب الإسلامي الحكومة تؤكد إخلاصها لأمريكا، وحربها على الإسلام
  • تراجي مصطفى تنتقد تأخير الحكومة والاهتمام بـأحزاب شنطة
  • منظمة العون المتوازن للتنمية تسير قافلة إلى منطقة الليرى بجنوب كردفان لإغاثة اللاجئين من جنوب السود
  • (نداء السودان) يتمسك بخارطة الطريق الأفريقية
  • منسق الأمم المتحدة المقيم بالسودان ترحب بفتح السودان لممر إنساني ثالث لتقديم الإغاثة لدولة الجنوب
  • تحرير (56) رهينة من عصابة للاتجار بالبشر بالبطانة
  • النيابة تستمع لأقوال الشهود في قضية محاولة اغتيال إشراقة سيد محمود
  • إحباط تهريب كميات من الذهب وعملات أجنبية بمطار الخرطوم
  • إدارة أمن الطيران بمطار الخرطوم تحبط محاولة تهريب عملات أجنبية
  • مباحثات سودانية أميريكية لدعم السلام
  • حظر على رؤساء الوحدات ممارسة العمل النقابي استثناء الشركات الحكومية والخاصة في قانون الخدمة المدنية
  • رجال أعمال أوروبيون وأميركيون يرغبون الاستثمار في النفط
  • وزارة المعادن السودانية : ارتفاع استثمارات المغرب في تعدين الذهب
  • السودان يسيطر على منصة تتويج الفائزين بـأوسكار السياحة
  • اتفاقية بين السودان والأمم المتحدة بمبلغ 1.4 مليار دولار
  • المؤتمر الصحفي لقناة المقرن بلندن

    اراء و مقالات

  • وداعا عمو كزن (cousin)... بقلم إبراهيم التني
  • سودانوية ساتي وزين العابدين أو الطوفان بقلم صلاح شعيب
  • الاستقواء الاستباقي بقلم د.أنور شمبال
  • الاميرة مندي بنت السلطان عجبنا البطلة النوباوية الخالدة في معزوفة السودان بقلم ايليا أرومي كوكو
  • الإنسان السوداني المهدور (2) بقلم بابكر فيصل بابكر
  • حماية الجيوش العربية من خطر الاختراق والخصصة والادلجة علي الطريقة الخمينية و الاخ بقلم محمد فضل علي
  • مؤشرات وزير المالية! بقلم د.أنور شمبال
  • بعيدا عن العنف الجسماني واللفظي بقلم نورالدين مدني
  • محدود الأثر ...! بقلم الطاهر ساتي
  • أفق الطيب صالح وذهاب السفير" أحمد يوسف التّني" للصالح العام.
  • فول وطعمية وحوار مجتمعي بقلم عبدالله علقم

    المنبر العام

  • ترامب وتصريحات غير متوقعة بخصوص السعودية
  • حكاية كاتم عبد الجبّار
  • تصفيقة إعجاب للنظام القضائي في مصر!
  • الشؤون الإسلامية الامارتية تستقبل الدفعة 2 من العلماء السودانيين
  • حكومة الانقاذ باعت فندق (( السودان )) للصنيين ! لقيت اسم الفندق بالحروف الصينية !
  • لماذا لا يقترب الحزب الشيوعي من النظام؟
  • القضاء يقرر مصير وافدة سودانية تسعى لحضانة أطفالها السعوديين
  • مبروك للشعب السوداني .. رفع العقوبات الأمريكية نهائياً في يوليو القادم
  • تمت اكبر صفقة عالمية لبيع اراضي سودانية بغرض الاستثمار السياحي
  • وضع د. مشار تحت الإقامة الجبرية لن يجلب سلاماً لجمهورية الموز "جنوبسودان"
  • ترامب: واشنطن تخسر أموالا هائلة للدفاع عن السعودية
  • 21 بوست بإسم السيدة تراجي في الصفحة الأولى... إنها تمارس في حقها كسودانية
  • ما عارف الذكرني كلام ابراهيم العبادي ده شنو الليلة ؟
  • الشخص الوطني الحق لا يضع يده في يد القتلة واللصوص.. سلمت يداك كمال عباس