الصحافة بداية ولا نهاية بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري

الصحافة بداية ولا نهاية بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري


04-17-2017, 05:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1492444975&rn=0


Post: #1
Title: الصحافة بداية ولا نهاية بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري
Author: أحمد الخميسي
Date: 04-17-2017, 05:02 PM

04:02 PM April, 17 2017

سودانيز اون لاين
أحمد الخميسي-مصر
مكتبتى
رابط مختصر


يقول الشاعر العظيم رسول حمزاتوف:"من خرج يفتش عن الحقيقة حكم على نفسه أن يبقى دائما في الطريق". وأظن أن الكاتب الصحفي ينتمي لأولئك الذين يبحثون عن الحقيقة فيظلون دوما على الطريق. يبدأ الصحفي صغيرا ثم يكبر، لكن ما حدث معي كان العكس تماما فقد بدأت وأنا رئيس تحرير مرة واحدة، ولأنني أنا من منحني هذه الصفة فإنها لم تدم وقتا طويلا. كان ذلك حين خطر لي وأنا في العاشرة من عمري أن أصدر مجلة، فاشتريت كراسة صغيرة ممن كراريس المدارس وسجلت على غلافها "مجلة اليوم"، وكتبت تحت اسم المجلة بعناية بالغة "رئيس التحرير فلان الفلاني"، ثم وهو الأهم:" الثمن قرشان". في عام 1960 كان"قرشان صاغ" ثروة لأي صبي. قمت بعد ذلك بكتابة المقالات، ولم يكن المقال يزيد عن عشرة أسطر بخط متضخم، ولأنني لم أر مجلة يحررها كاتب واحد باسمه من الجلدة إلي الجلدة قررت أن أغير اسمى من مقال لآخر. فرغت من العدد الأول ووقفت عند باب شقتنا أسلم العدد لكل قريب ساقه سوء حظه إلي زيارتنا، ثم أقف أمامه حتى ينتهي من القراءة في لحظة فأطالبه بالقرشين بكل ثقة، وأيضا بالعدد لأنه ليس لدي سوى هذه النسخة! بسبب المجلة أوشك أقاربنا أن يكفوا عن زيارتنا، فتعرضت صحافتي إلي الرقابة والمصادرة حين منعتنى والدتي من إصدار عدد آخر! هكذا بدأت رحلتي مع الصحافة يسيرة بدون مشقة. فيما بعد التحقت بالعمل في مجلة الاذاعة والتلفزيون وكان مقرها يقع في شارع المبتديان في مواجهة دار الهلال، ثم انتقلت للعمل مع الكاتب الكبير يوسف السباعي في منظمة التضامن وكانت تصدر مجلة اسمها " لوتس"، وكنا ثلاثة نعمل معا: أنا والشاعر أمل دنقل، وأحمد فؤاد نجم، لكننا لم نكن نداوم على الذهاب إلي أن استدعانا السباعي ذات صباح وهدد بفصلنا إن لم ننتظم في الحضور، فقال له أحمد فؤاد نجم: " لكن إن فصلتني هذه المرة فستصبح المرة الثالثة التي تفصلني فيها يا يوسف بك"! فاستغرب السباعي قائلا:"وإيه يعني؟". فقال له نجم بما حباه الله من سرعة بديهة:" في هذه الحال سنحتاج إلي محلل لكي أعود إليك"! وانفجر السباعي ضاحكا وصرفنا نحن الثلاثة يائسا من انتظامنا. وظلت الصحافة حتى ذلك الوقت مفهوما مطاطا بالنسبة لي، إلي أن وقعت على كتاب " الصحافة حرفة ورسالة " لسلامة موسى الصادر عام 1963، فغير نظرتي إلي الصحافة وجعلني أدرك أن دور الصحفي هو بالضبط كما قال رسول حمزاتوف" البحث عن الحقيقة والبقاء دوما على ذلك الطريق". وتتعرض معظم مقالات الكتاب تتعرض لوضع الصحافة المصرية فترة الاحتلال الانجليزي، وكيف أن سلطات الاحتلال أغلقت ما بين 1920 و1930 أربع عشرة جريدة كان يصدرها عبد القادر حمزة لمعارضتها الاحتلال، ويضرب سلامة موسى مثلا بالتعطيل المتعمد للصحافة الوطنية وذلك حينما اشترى لجريدة البلاغ مكنة طباعة بسبعة آلاف جنيه فأوقف اسماعيل صدقي عملها حتى باعتها الجريدة مرغمة بأبخس ثمن. ومع أن الكتاب تأريخ للصحافة قبل ثورة يوليو، إلا أنه يحدد في خطوطه العامة دور الصحافة فهي:" عين الشعب على الحاكمين.. التي تعين الأخطاء وتفضح الخيانات وترتب المسئوليات"، ويضيف موسى: " يجب على الصحفي الشريف أن يشتبك وألا يبالي بما يؤدي إليه هذا الاشتباك إلي التورط في الحبس أو الوقوع في الاضطهاد.. إذ عليه أن يتحمل كل ذلك باعتباره جزءا من حرفته بل من شرف حرفته". ثم ينتقل مبكرا إلي الربط بين الصحافة والأدب قائلا: " إن الصحفي العظيم، كما أحب أن أكرر القول، هو الذي يرفع الصحافة إلي الأدب.. والصحافة كالشعر والأدب والفن..". وهو الرأى الذي عبر عنه الروائي العظيم جابريل ماركيز حين اعتبر أن الصحافة تقع في نطاق الأدب. ومازالت نظرة سلامة موسى صحيحة جديرة بالاحياء والتذكير خاصة ونحن على أعتاب الثالث من مايو المقبل حين يحتفل العالم كله بيوم حرية الصحافة، وبدورها، وكتابها، وأقلامها، ومفكريها، وتضحياتها، وقد قطعت طريقا طويلا نسبيا في الكتابة الصحفية ، وتعرضت – كما قلت من قبل - للمنع والرقابة حين أوقفت والدتي صدور مجلة " اليوم" حرصا على أقاربنا، وكتبت بعد ذلك على مدى ثلاثين عاما في صحف مصرية مختلفة وفي عدد من المجلات العربية، لكني مازلت إلي الآن أتهيب الكتابة في كل مرة أمسك بالقلم، وأشعر أنني أخرج وأنضم إلي الكثيرين"بحثا عن الحقيقة" وأن هذه الرحلة مسئولية ضخمة يتجدد الشعور بها مع كل كلمة وفاصلة ونقطة، خاصة حين يمتد وراء الصحفي تاريخ صحافتنا المصرية الطويل بكل ما يضوي فيه من مواقف مشرفة دفاعا عن الحرية والوطن والتطور.

***

د. أحمد الخميسي. كاتب مصري




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 17 ابريل 2017

اخبار و بيانات

  • جهاز المغتربين يوقع مذكرة تفاهم مشتركة مع حكومة الولاية الشمالية ويحتفي بشركاء نقل المعرفة المساهمي
  • وزير المالية يشارك في اجتماعات الربيع لقاءات مرتقبة في واشنطن لبحث الرفع الكامل للعقوبات عن السودا
  • إبراهيم محمود : رغم الحصارحققنا الإنجازات
  • الإرشاد: منع أداء العمرة لمن دون الاربعين عاماً إلا بمرافق يخص السعودية
  • البشير: تشكيل الحكومة الجديدة ليس سهلاً
  • أبقى على الحسن وأحمد سعد وجعفر الميرغني يرشح حاتم السر للتجارة وأبوبكر عثمان للأوقاف
  • الطيب مصطفي يطالب الوطني بدعم الأحزاب مادياً
  • إحصائية: نصف مليون تلميذ يذهبون لمدارسهم بلا فطور
  • تراجي مصطفى تصف انشقاقات الحركه الشعبيه لتحرير السودان شمال بالخطيرة
  • قطبي المهدي : الحكومة تضيع وقتها مع عقاروعرمان
  • الداخلية تُعلن موافقتها على إحالة سلطة التحري للنيابة العامة
  • محاكمة رئيس قسم ومتحري بإساءة وصفع محامية
  • السعودية تعتقل أكاديمي سوداني بتهمة مناصرة تنظيم متطرف
  • على الحاج : (فخورون بالمؤتمرالوطني)
  • 85 ألف لاجئ من الجنوب في السودان منذ مطلع العام
  • لقاءات مرتقبة في واشنطن لبحث الرفع الكامل للعقوبات
  • كشفا عن ضبط عدد من المتهمين في الأحداث واليا شمال وغرب كردفان يؤكدان عزمهما على معالجة قضية الكبابي
  • تأبين الشيخ إبراهيم الطيب بلندن

    اراء و مقالات

  • أين التلفزيون في ذكرى رحيل الجـد شعبان؟ بقلم مصعب المشـرّف
  • جرائم (نوعية) أفرزها المشروع الحضارى !! بقلم عصام جزولي
  • يوم شكر للدكتور عبد القادر محمد عبد القادر بقلم عمر عثمان
  • ماهي الدولة الاسلامية ؟ بقلم عبدالعليم شداد
  • السودان الجميل في ظل التعايش الديني!! بقلم حيدر أحمد خير الله
  • إستراتيجية القوة إلى جانب دبلوماسية سليمة بقلم ألون بن مئير
  • الارهـاب : الواقـع والمسـار (الجـزء الأول) بقلم د. لبيب قمحاوي*
  • بمناسبة مئوية وعد بلفورالمشؤوم عدم شرعية الوعد بقلم د.غازي حسين
  • يرجى إبطاء السرعة..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • مصر يا (عدو) بلادي (2) بقلم الطيب مصطفى
  • «طَهورة» سلاطين!بقلم عبد الله الشيخ
  • الأكبر في إفريقيا!! بقلم الطاهر ساتي
  • لافتة مواطن سوداني في استقبال شكري بقلم إسحق فضل الله
  • عثمان ميرغني الصديق الذي يكفي عن كل عدو بقلم يوسف علي النور حسن
  • شعب السودان يريد ان يسترد الخرطوم ايضا سيادة الرئيس بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • نعم انحنى هؤلاء لسيف الخليفة يا نانسي عجاج..! بقلم الصادق جادالله كوكو
  • حتى الكتب يا مول عفراء .. !! بقلم هيثم الفضل
  • وزير الإعلام و الوقوف علي أسوار الليبرالية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • سلاح الكاتشب! بقلم أنور شمبال
  • فاقدوا الاخلاق و الإيمان أساؤوا تطبيق معاني الجهاد له بقلم الكاتب العراقي حسن حمزة

    المنبر العام

  • الشّارِعُ المُشجرُ بِالقلقِ
  • البروف بدرالدين حامد الهاشمي ,, موسوعة سودانية
  • Dkeen اليوم أكملت لكم دَّيْنِكم !
  • قصة قصيرة جدا..................... (15)
  • المعارضة التركية: نتيجة الاستفتاء مخجوجة (حال المتاسلمين كالعادة)
  • التوجه بإشراك جميع المتحاورين في الحكومة الجديدة ..
  • شيـطنة المـعرفة ومنهج الأبـالــسة ...
  • السفير السـودانى بمصر بيسـب عمرو اديب: والله لاربطك يا شحات يا
  • وزارة الارشاد تنفي إصدارها قراراً بمنع من هم دون الأربعين عاماً من أداء شعيرة العمرة
  • الحكومة المرتقبة بين اطماع الطامعين وفرضيات الواقع السياسي
  • الوجود السوداني في مصر والوجود المصري في السودان من المتضرر؟
  • نرفض إتهام صلاح غريبة بالعمالة للمخابرات المصرية
  • على قناة S24 لقاء ممتع مع أشرف سيد أحمد الكاردينال.. يستحق المشاهدة
  • رئيس الجمهورية 116 حزب وحركة. مسلحة سوف تستوعب داخل الحكومة 😭😭😭😭😭😭😭😭😭
  • لقاء بورداب أمريكا الشمالية، (أمريكا و كندا)، وتكريم الباشمهندس بكري أبو بكر ...
  • جوائز البورد ..
  • ي جماعة الوضع الصحى لسيدى السيد البشير خبرو شنو.؟؟
  • تصدير الطبعة الثالثة 2017: مذكرات يوسف ميخائيل، التركيَّة والمهديَّة والحُكْم الثنائي في السُّودان
  • تناول حديث لتاريخ النضال في مناطق جبال النوبة