شعب وداي النيل.. الاستفزازات مرفوضة بقلم خالد الاعيسر*

شعب وداي النيل.. الاستفزازات مرفوضة بقلم خالد الاعيسر*


04-16-2017, 05:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1492359046&rn=0


Post: #1
Title: شعب وداي النيل.. الاستفزازات مرفوضة بقلم خالد الاعيسر*
Author: خالد الأعيسر
Date: 04-16-2017, 05:10 PM

04:10 PM April, 16 2017

سودانيز اون لاين
خالد الأعيسر-
مكتبتى
رابط مختصر





(1) ربما من المهم بداية ولأسباب موضوعية، فضلاً عن ما عاهدنا عليه أنفسنا في هذه المهنة، أن نقول كلمة قد تتباين مع ما ظللنا نردده في كتابات سابقة عن تأرجح نظرة وسياسات الحكومة السودانية، والسبب ببساطة هو الأمانة التي تقتضي إبراز الحقائق بما يمليء الضمير وأمانة القلم..

(2) كتبت كثيراً عن المطلوبات التي يجب على السودان اتباعها للخروج من نفق الأزمات والعبور بالبلاد إلى مرافىء الأمن والسلام والاستقرار «بالطبع من يعاني ويلات هذه الأزمات هو الإنسان السوداني البسيط، لأن أولياء الأمر في السودان – حتى هذه اللحظة – لا تمسهم المعاناة، بل لم يتأثروا بها في نطاق أسرهم الصغيرة والكبيرة وبعض إمتداداتهم الجغرافية»..

(3) ليس ثمة خلاف حول التطور الكبير الذي طرأ في شكل العلاقات السودانية إقليميا ودوليا .. ولا مناص من الاعتراف بأن الحكومة السودانية اخيراً أجادت وأحسنت الأداء، ومن يقول غير ذلك يقع في دائرة المكابرة..
واضح أن التجربة الثرة التي أفرزتها تراكمية الأحداث وغزارتها والمتغيرات الإقليمية والدولية الكبيرة أنتجت فكرا سودانيا جديدا صقلته التجارب وتجلى بصورة واضحة في سلسلة من القرارات التي شكلت محاور إرتكاز يعوّل عليها للإنتقال الفعلي للسودان من دائرة الغضب الدولي والاقليمي إلى محطة القبول والرضا التي انعكست إيجاباً على الصعيد الداخلي – ولو نفسيا -، وإن كان المشهد السوداني يحتاج للمزيد من التوافق مع بعض المكونات المهمة في المسرح السياسي..

(4) أكاد لا أنسى ذلك المساء الذي التقيت فيه الرئيس السوداني عمر البشير في داره بالقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بالخرطوم، كان ذلك في ديسمبر عام 2007، برفقة عدد من زعماء الأحزاب البريطانية والنواب البرلمانيين والمستثمرين العرب والأجانب بينهم السير مايكل هاورد السياسي البريطاني المعروف وزعيم حزب المحافظين البريطاني الأسبق. كنت يومها بصحبة الوفد «لتقريب وجهات النظر»، قال لنا الرئيس البشير ان السودان سوف يُصبِح قريبا جزيرة آمنة وسط محيط يموج بتقلبات الأنواء، ظننت ومن معي أنه يمزح بلطف سوداني مع هذه المجموعة من الفرنجة المستعمرين، ولكن ما يحدث اليوم أصدق نبوءة الرئيس وكذب مظاننا جميعا.
وقد ذكَّرتُ أحدهم مؤخرا في بريطانيا في سياق حديث عن تعثر استثماراته، ومعلوم ان هاجس الأمن يؤرق كثيرا من المستثمرين في كل من تونس وليبيا ومصر، سألته «أما زلت تذكر ما قاله لنا رئيس السودان في الخرطوم؟، حملق الرجل في وجهي ورد ضاحكا، ولربما نادما: صدق البشير وكذبنا جميعا.. في إشارة لتعجبنا من أقوال وثقة الرئيس البشير حينها، مقرونا بالاستقرار الذي يشهده السودان حاليا مقارنة بما يجري في عالمنا العربي وتحديدا هذه الدول التي يستثمر فيها صديقي»..

(5) ما نشاهده اليوم هو تسارع في خطى التفاعل الإقليمي والدولي سعيا لدرء أي التفافات وإرتدادات سودانية «وقد أبدع السودان في ذلك من قبل». سلسلة من الإجراءات المهمة التي إتخذتها الحكومة السودانية غيرت نظرة ومواقف وحماسة الدول العربية ذات الثقل من جهة، والولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى..

(6) رفعت أمريكا العقوبات جزئيا، ومدت أوروبا أياديها بيضاء، واحتضن العرب السودان بدفء غير مسبوق، دعموه دوليا وأغدقوا عليه بالأموال والإستثمارات في عدد من المجالات وأهمها الزراعية والحيوانية، بل منحوا رئيسه أرفع الأوسمة كما حدث مؤخرا في دولة الأمارات العربية المتحدة بمنحه «وسام زايد» من الطبقة الأولى، تقديراً لمواقف السودان تجاه القضايا العربية. كل ذلك أعاد الأشواق والتمنيات في وجدان السودانيين والعرب الأوفياء لتجسيد المقولة القديمة المتجددة «السودان سلة غذاء العالم»..

(7) في المقابل، جاء التحرش المصري بالسودان هذه الأيام كنتاج لهذه التحولات الكبرى التى بلغت حد اجراء مناورات عسكرية مهيبة لسلاح الجو السوداني مع رصيفه السعودي. بالنسبة للمصريين «وعندما أقول المصريين، بالطبع أعني الدولة العميقة» فإن استقرار السودان وقوته العسكرية وتقاربه مع الدول الخليجية في ظنهم جميعها نقاط ستأتي خصما على رصيدهم وأستراتيجياتهم طويلة الأجل في السودان.
طوال الحقب الماضية، الساسة المصريون أرادوا للسودان أن يكون حديقة خلفية لجني الثمار بلا مقابل، وتلك نظرة كلاسيكية قاصرة كذبتها مسيرة الأحداث والتحولات، ولم تصدق منذ العهد الخديوي مرورا بتجربة وجدل إنشاء السد العالي بكل مظالمه التاريخية التي حاقت بأبناء الشمال السوداني وأغرقت مدنهم وقراهم، وإنتهاءا بالمراحل التي سبقت قرار تأييد السودان ودعمه لفكرة إنشاء سد النهضة الأثيوبي كنتاج لهذا الشعور المتعالي منذ تاريخ إتفاقية مياه النيل وتقسيم نسب المياه المجحف في حق السودان..

(8) أيقن السودان أخيراً أن ردات الفعل غير المنضبطة حيال التحرشات المصرية لا طائل منها، وأحسن في تعامله مع الإفلاس المصري بإتباع سياسة دبلوماسية متزنة، ولم يستجب للاستفزاز الإعلامي ولا حتى الرسمي يقينا بأن الخلاف حول قضية حلايب ما هو إلا مسألة وقت وستأتي مصر يوما ما بمحض إرداتها لتسليمها إن أحسن السودان إستغلال الفرص الكبيرة التي تلوح الآن في أفق الإستثمار الزراعي والقبول العربي والدولي للأدوار المفتاحية التي يلعبها هذا البلد في محيطه العربي الأفريقي..

(9) من المهم أن يبتدع السودان أساليب جديدة في التعامل مع مصر الرسمية وأن يركز جهده داخليا في قضايا الاستثمار وأن لا يستجيب للاستفزاز، المحروسة هذه الأيام ترزح تحت وطأة نظام مرفوض شعبيا ويعاني ويلات من الصدود العربي وشح الأموال وإنعدام الأمن وتفشي الأرهاب كأحد إفرازات الصراع السياسي الداخلي، لذا جيرت الدولة الرسمية مؤسساتها الإعلامية لصرف الإنظار عن الهم الداخلي والهروب للخارج بإفتعال صراعات جانبية مع الشقيق السودان لخلق صخب إعلامي هدفه توحيد الجبهة الداخلية المصرية التي تشهد تشققات غير مسبوقة..

(10) السودان مطالب بإصلاح الهياكل الداخلية بما يفي وحجم الإستثمارات المتوقعة، معلوم إن مقومات الدولة الناجحة تكمن في نقاط أساسية، أهمها القانون، العدالة الإجتماعية، التنمية والخدمات.. وأزيد توحيد الجبهة الداخلية بروح وطنية جديدة لتحقيق التوافق حول القضايا المصيرية المشتركة بين أبناء الوطن الواحد، لذا يجب أن ينصب تركيز السودان، بل كل السودانيين في هذه المرحلة لتحقيق هذه الشروط وصولا لمشروع الدولة السودانية الحلم..

(11) إذا قدر للسودان أن ينجح في ذلك، أنا على ثقة بأنه سيأتي يوم يركز فيه الإعلام المصري الرسمي كل جهده لإبراز الوجه الحقيقي للسودان البلد الجار والشقيق بإهراماته العريقة وتاريخه الأصيل، بدون غطرسة واستبداد وتعالٍ وعجرفة، كما يفعل هذه الأيام، «وحبذا لو كنا نسمع أو نشاهد في الشاشات المصرية الرسمية أغنيات من قبيل يا بنت النيل، ومصر يا أخت بلادي، بدلا عن هذا الغُثاء الذي يعلو صوته هذه الأيام».. وتبقى منطقة حلايب نقطة خلاف قابلة للحل عن طريق التحكيم الدولي بموافقة الطرفين..

(12) حلايب مشكلة تاريخية والنظام المصري الحالي لا يحمل وزر احتلالها، بل ورث وضعا كان للإنقاذ نفسها دور مباشر في تصعيده عندما دخلت القوات المصرية لاحتلالها إحتجاجا على المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995 والتي اتهمت فيها القاهرة الخرطوم بالتورط.. المهم أن تعالج هذه المشكلة في دائرة القانون الدولي والتحكيم وتبقى مصر دولة شقيقة لها ثقل دولي وإقليمي وليس من المفيد معاداتها..

(13) ما بين الشعبين المصري والسوداني مشتركات ومصالح وتاريخ ضارب الجذور، وما دون ذلك استفزازات مرفوضة لا نقبلها للسودان ولا للسودانيين كما لا نقبلها لمصر ولا للمصريين، الأفضل أن نتفق بأننا شعب وداي النيل وعلاقاتنا يجب ان تكون مبنية على الاحترام والمصالح المتبادلة..

(14) ولنتمسك بالقول ان الإعلام الغبي كالحب الغبي، يبقى في حدوده الضيقة، لا يتأثر به أحد ولا يبادله بالشعور أحد، ولا يعود بالنفع على أحد..!!..

* كاتب سوداني

http://raialyoum.com/؟p=657303http://raialyoum.com/؟p=657303





أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 16 ابريل 2017

اخبار و بيانات

  • القائم بالأعمال الأمريكي يُشيد بالتطورات الاقتصادية والأمنية في السودان
  • الحركة الإسلامية: السودان يستقبل عهد النهضة الاقتصادية
  • الشرطة تداهم مخازن تقاوي الحشيش الرئيسية في دارفور
  • ارتفاع عدد السواح الأجانب بالشمالية إلى 7500 سائح
  • رياح عاتية تجتاح كسلا والقضارف وتعطل حركة المركبات
  • مطالبات بفصل المسار السياسى عن الإنسانى بجنوب كردفان
  • غازي:لم نتلق عرضاً للمشاركة والطبخة لم تنضج بعد البشير يلتقي السنوسي والمشاورات مع "الشعبي" تراوح
  • شركات كورية وإماراتية وسودانية تُبدي رغبتها في الاستثمار بقطاع النفط السوداني
  • (38) مليار من المركزي والجهاز المصرفي لمستشفي 7979
  • طالب الشعبية بالخروج من الخنادق مبارك الفاضل: الشعبي يحاول إغراق الحكومة بقوى الحوار
  • وفد أمريكي لتقويم مشاريع تقوية مدارس الأساس
  • علماء السودان: مادة الحريات الدينية في التعديل الدستوري تخالف الشريعة
  • لجنة منع التحصيل غير القانوني تبحث تعارض التشريعات
  • سفير السودان بالقاهرة: طرد السودانيين من المستشفيات المصرية إشاعة

    اراء و مقالات

  • رأى حول مشاركة القوات السودانية فى حرب اليمن بقلم فيصل الباقر
  • تقاصر المهلة الامريكية ..وتباطؤ مدمنى الرومانسية السياسية ؟. بقلم ادروب سيدنا اونور
  • الإعلام والسودان !!!!!!! بقلم حسين بشير هرون آدم
  • الثقفي .. سودانياً بقلم الطاهر ساتي
  • ونرسم ملامح كل حزب وكل فرد بقلم إسحق فضل الله
  • ابو جهاد: في تدوينات فتحاوي عتيق بقلم سميح خلف
  • إصلاح مفوضية الإنتخابات وإقتراح لقانونها بقلم عادل اللامي/مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات
  • رد افتراءات الصادق المهدي على الصحابة الكرام (2) بقلم د. عارف الركابي
  • حراق الرّوح بين مصر والسودان! بقلم عبد الله الشيخ
  • الوطن .. لا الوطني يا أسماء..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • ونضحك !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • مصر يا (عدو) بلادي ! بقلم الطيب مصطفى
  • تقويم المعوج بقلم أنور شمبال
  • مصر يا عدوة بلادى بقلم عمر الشريف
  • هذا ماحذرنا منه وزير التخطيط العمراني!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • (15) جنيهاً لكيلو الغاز من يعالج جنون أسعار الغاز، وفك الغازه؟!تحليل اقتصادي بقلم د.أنور شمبال
  • سيادة العرب علي السود حدث لم يتكرر عبر التاريخ الا في السودان وزنجبار بقلم محمد آدم فاشر (٣-٥)
  • ناس اليوم وناس أكتوبر وناس أبريل .. !! بقلم هيثم الفضل

    المنبر العام

  • السودان يمنع سفر الرجال دون الـ 40 عاماً للعُمرة بدون مرافق
  • عبدالبارى عطوان : الجيش السودانى يقتل الشعب اليمنى ( فيديو )
  • مدد ياسيدنا
  • منظمات حقوقية تثير قضية سعودية هاربة من زواج قسري
  • مجزرة بيت الضيافة: بين إخفاء الحقائق و الصمت و المناورات و التضليل
  • مصر يا (عدو) بلادي ! مقال الخال الرئاسي
  • د. يوسف الطيب محمد توم: ألم يأنِ للسودان أن يقول لمصر:لقد بلغَ السيلُ الزُبىَ
  • جمال علي حسن: جنة الشوك/ رسائل مصر.. إعلان حرب
  • الطيب مصطفى: مصر يا (عدو) بلادي !
  • البرلمان السوداني يستدعي وزير الارشاد لمنع الذكور دون 40 عاماً من إداء العمرة
  • إبراهيم الأمين: الصادق المهدي حول حزب الأمة الى شركة مساهمة مغلقة له وأسرته
  • الحكومة تصرف علي بحث يزعم أن السودان مهبط التوراة
  • أزمة الدولة ومستقبل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط- الامام الصادق المهدي
  • السفير/ خالد موسى دفع الله لـ "الصيحة"تجربة الأسلام السياسي بالسودان فاشلة #
  • جقود مكوار قائد أركان الجيش الشعبي قطاع الشمال
  • يديعوت أحرنوت ماذا قالت @#؟
  • تانى ماف راجل بيعمر من غير مرافق راجل .فاهمين!!!!
  • الرئيس التركي رجب أردوغان يزور السودان على رأس وفد عالي المستوى يضم رجال أعمال
  • مصر... السيناريو المتوقع من المخابرات المصريه.
  • العائلات التي تضررت من النزاع في جنوب السودان تجد السلامة في السودان
  • هل تؤيد رفع دعوة دولية بحسب قانون جاستا ضد مصر عن الأضرار الناتجة من بناءالسد العالي؟
  • السني دفع الله يزور فايزة عمسيب بمستشفى الزراعيين بالقاهرة
  • الأفكارُ المُرتبِكةُ
  • Black Muslims aim for unity in challenging time for Islam
  • الحزب الشيوعي: هناك من يقف وراء ما يحدث بين السودان ومصر
  • النسيم من فاس هب في أوسلي!
  • شكرا بكري ابوبكر
  • ثم ماذا بعد نقل صلاة الجمعة من شلاتين ؟؟؟!!!
  • غياب .. بقلم: محمود دفع الله الشيخ-المحامى
  • بلد يسجن مزارعها ويغتني موظفها
  • رسالة لمعالي وزيرة التعليم العالي وسي وسي لسعادة الأمين العام لجهاز المغتربين
  • عساكر آلية من كوريا الشمالية
  • لماذا لا ترسل الحكومة قوات حميدتي لحماية مواطني حلايب ؟؟
  • *** بشــة عريس تعالوا باركوا ***