مِن مخابئ خرطوم التُّرُك بقلم عبد الله الشيخ

مِن مخابئ خرطوم التُّرُك بقلم عبد الله الشيخ


04-10-2017, 02:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1491829344&rn=1


Post: #1
Title: مِن مخابئ خرطوم التُّرُك بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 04-10-2017, 02:02 PM
Parent: #0

01:02 PM April, 10 2017

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



هذا الليل حزين، وأنا غريب، وغصة فراق القاهرة لم تفارق حلقي.. القاهرة مدينة طاعمة مثل قندولَ عيش..القاهرة كما الدنيا، تدخلها باكِياً، وتفارقها بالعويل.
هذا قطار حلفا يحتشد بالمسافرين. أُنثى خُلاسية ذاتَ عكش، يُرفرِف ثوبها بين الجراجير. نساءٌ أعجميات في هيئة داعِش، يتقرفصنَ كالمستحيل في مقاعد الدرجة الثالثة. فى حجورهن وِلْدان و صَبَايَا.. في هذا الطريق ينتظرني غبارٌ، وغربة، ودنيا من الرُطانة.
أي بلاد الله تأويك، وأنت بمثل هذا الجُرح؟
ذاك الأصلع النّشِط هو كُمساري القِطار. يضْرعُ الكراسي، ويوقظ النُّعاس، ويقطع ايصالات الغرامة للمخالفين. شُلوخَه السّادة تُنبيك عن استعرابه. هُندامه يوحي بأنه تماثَل للشفاء، بمحَجّته الحمراء، مِن محلّيتِه ضَاربة الجّذور. يبدو من سيجاره، وفريم نظّارته، أنني التقيته في مكانٍ ما، مِن مخابئ خرطوم التُّرُك تِلك.. محطة السكك الحديدية في خرطوم الجِّن، تئز بالصُّناح وأنفاس النّيم.
هل باعوها الآنَ؟
شقشق الصبحُ. غدت الطيور من أوكارِها، ولم أشرب قهوتي. قرأت على باب القَمَرة، تعاويذاً حفظتها عن جَدي. استحضرت روحاً قديماً كي تُفتح لي كوة نحو هاتيك النُّسوة ذوات السّواد. قال جدّي، أن المتّوكي الذي يُهاجر من الصعيد إلى برّ السودان، غالِباً ما يكون رقيق الدِّين. حين ذكّرته بالشيخ إدريس ود الأرباب، المَحسي الما كضَّاب، تهلل وجهه وقال، أن ود الأرباب، هو أكبر أولياء السودان.. التقوى في القلوب يا مولاي، وما أحتاجه الآن، هو إذن السّفر.
تعاويذِي صَعَدت. تعاويذِي شقّت لي طريقاً، نحو قمرة النساء. الرُّطانة التى لن أفهمها، ستكون حجاباً حاجِزاً. العيون الجميلة تُبدِى شررا. أعلم أني غير مرغوب هُنا، لكنّ القطارَ نفث هواءَه، وبعد هنيهة يعبر كوبري الجيش، وينفخ بوقَه في الصّحراء. هذا القضيب الحديدي كان نابضاً بالحياة منذ بدايات القرن العشرين!
من نافذة القطار، رأيت اصطفاف الجُّند داخل الثّكَنات. لا مكان لي في هذه البلاد.. تلحّى العسكر، وطُهِّرت الخدمة المدنية، وداخليّات البَرَكسْ التي آوت حكّامُنا أيامَ عوَزِهِم، تبدو الآنَ مثل شرارِيم قرىً غارِقة. قطار حلفا، أشبه بمستعمرة افتراضية تتبع لدولة النوبة العُليا.
تحت عمود الصنفور، رأيتُ خُلاسية في لون الخمر. شعرها ينسدل فتزيحه عن عينيها، و لا يهدأ. تلوِّح بيدِها، وتمسحُ دمعاً بالأُخرى. المدينة تبدي مفاتِناً في ساعة الرّحيل. هل بين هؤلاء السادة الجدد من بات سكراناً، وأهله جِياع؟ هل بين شعوب النوبة، من لا يأكل أُم فِتْفِتْ؟
الخرطوم، المدينة العطشى بين بحرين، أخذت زُخرُفها من ألوان المجَروس. الشيخ يُضاحِك مُجاهديه، ويحدّثهم عن عادِيات دول الاستكبار وعن الحور العين. مصنع كِنانة يُنتِج آلاف الأطنان مِن السُّكر.. يُقال أنّ تلك الأطنان تذوب في جيبِ غرير. مُجنّدون شاحبونَ كأعواد الخيزران يركضون في ماراثون الدفاع الشعبي وهم يتصايحون في جنبات الشّارع: للجنوب طوالي، للجنوب طوالي، وأنا هاربٌ بجِلدي نحو أي بلدٍ يأويني..
akhirlahza


أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 09 ابريل 2017

اخبار و بيانات

  • اعلان لندوة لأستاذ بدرالدين السيمت في ادمنتون كندا
  • المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً تطورات التمييز الديني ضد معتنقي الديانة المسيحية في السودان
  • الجبهة السودانية للتغيير تنعي الأستاذ المحامي طه إبراهيم جربوع
  • كاركاتير اليوم الموافق 09 ابريل 2017 للفنان عمر دفع الله عن زيارة شيخ الامين للمحكمة الجنائية بلاها
  • رئيس الجمهورية يحيى المملكة العربية السعودية لقيامها بواجبها تجاه الامتين العربية والاسلامية
  • الحلو ينتقد عقار ويتهمه بالتناقض وتجاوز التقاليد تلفون كوكو يهاجم الحلو ويصفه بالخائن والفاشل
  • عفاف تاور: (الحلو) ديكتاتور ومطالبه لاتمثل كردفان
  • المشاورات مع الشعبي تراوح مكانها أحمد بلال للثروة الحيوانية وبشارة أرو للإعلام والسيسي يتحفظ
  • المعادن تطالب قطاعات التعدين المستخدمة للسيانيد الالتزام بالضوابط
  • المالية تتوقع مزيداً من تدفقات الودائع الخليجية تصاعد في المعاملات المصرفية بين الخرطوم وواشنطن
  • رئيس الجمهورية يشيد بالقوات الجوية السودانية والسعودية
  • أكد توطين العلاج في الداخل بحلول 2020 حميدة: 70% من المرضى السودانيين يطلبون العلاج بالخارج
  • مبارك الفاضل: معالم الوفاق والتراضي الوطني أصبح قريبآ
  • التقى منصور خالد وفرح عقار والجزولي دفع الله أمبيكي يجري لقاءات مغلقة مع منظمات مجتمع مدني وقوى سيا
  • سلفاكير ميارديت: محاربة الجوع في جنوب السودان تتطلب تدخلاً فورياً
  • منبر السلام العادل ينتظم في حراك تنظيمي بمحليات الخرطوم
  • (6) آلاف مريض بالقلب يترددون على حوادث الخرطوم
  • سيدة أعمال تحرر شيكاً مرتداً بـ(14) مليار لوزارة الزراعة
  • اجتماعات غندور وشكري اليوم القاهرة تدعو الى ميثاق شرف إعلامي مع الخرطوم

    اراء و مقالات

  • حلم الامهات الجدد وثورتهنّ ... قصة قصيرة بقلم حاتم محمد
  • حق تقرير المصير .. الخطر القادم بقلم آدم جمال أحمد - أستراليا
  • العقوبات الامريكية على السودان، حان رفعها! بقلم: د. محمود أبكر دقدق
  • حكم الله ليس سلعةً للمزاد في غراند بازار! بقلم موفق السباعي
  • بمناسبة مرور مئوية وعد بلفور المشئوم مذبحة دير ياسين ومسؤولية الحكومة البريطانية بقلم د.غازي حسين
  • أريد بيتاً بقلم اسعد عبدالله عبدعلي
  • أفشل العدوان الأمريكي على مطار الشعيرات؟ بقلم عبد الحق العاني
  • ليش راتبك مقطوع .. ليش راتبك مخسوف.؟؟! بقلم سميح خلف
  • انتهاء تاريخ صلاحية المواد الغذائية .. مفهوم خاطئ بقلم د. ابومحمد ابوآمنة-اخصائي طب الاطفال
  • إشكالية البيروقراطية في المرافق العامة بقلم د.آمل الكردفاني
  • المناضلون مكانهم ساحات النضال والمعارك والقتال وليس فنادق باريس يا عبد الواحدبقلم عبير المجمر (س
  • اقتصاد عم مرسي!! بقلم الطاهر ساتي
  • الإرهاب الإسرائيلي واغتيال القادة الثلاثة في بيروت بقلم د. غازي حسين
  • تغيير مفوضية الانتخابات: مشروع إصلاحي أم سياسي؟ بقلم ميثاق مناحي العيساوي
  • 1967 – 2017 الشفاء من الداء المصري بقلم إسحق فضل الله
  • رسائل التوماهوك! بقلم عبد الله الشيخ
  • ظلم الحسن والحسين والزبير..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • دخرينة !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • تواضع أيها المغرور أمام العلماء بقلم الطيب مصطفى
  • المؤتمر الشعبي و تغيير في الإستراتيجية السياسية! بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • لا مفاوضات ولا حوار مع نظام الخرطوم قبل عقد المؤتمر الإستثنائي وترتيب البيت الداخلي!! بقلم عبدالغني
  • فى القضية رقم 99 جبال النوبة....الحكم بعد المداولة..1.. بقلم نور تاور
  • التجارة مهارة و ليست شطاره ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

    المنبر العام

  • فتوى ضد النوبة
  • وها هي الأبيض تفقد أحد رجالاتها النادرين العم بدوي اسماعيل (ود القبة )
  • نجاة تواضروس الثاني من إنفجار الاسكندرية
  • انفجار كنيسة أخرى في الاسكندرية. كلاكيت رابع مرة
  • الموز روى ! قايم سوا ! لسع دقاق ما استوى ! قطعوا لو خط الإستواء! / انا بالنار جسمي انشوى .
  • إعلان تأسيسي : مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم
  • ليبيا .. حرب بنكهة ” سودانية ” !!
  • ردود افعال المصريين المسيئة بعد فرض السودان رسوم تاشيرة لدخول المصريين (توجد صور)
  • المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي تقرير صحفي+صور
  • تفجير كنيسة في طنطا. كلاكيت تالت مرة
  • يقيم رجل الأعمال محمد التازي ،العزاء في وفاة شقيقته الحاجة نفيسة التازي ، بالنادي السوداني ،ابوظبي،
  • أوقفوا هذه الفتنة أيها الإخوة! المصدر : http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
  • "على حَبلِ المسافةِ"
  • خاص سودانيز اون لاين ...لقاء خاص مع رمضان حسن نمر في افادات تاريخيه
  • المؤرخ ضرار صالح ضرار في ذمة الله
  • المؤرخ ضرار صالح ضرار في ذمة الله
  • الأجلاف قساة القلوب ومرتكبي أبشع الجرائم الإرهابية .. لا يستمعون إلى الموسيقى والغناء
  • (الخبير) هاني رسلان : السودان لا يستقبل سوى الإخوان المسلمين والعمالة
  • علي الحاج .. أكثر سياسي مظلوم في السودان رغم إخلاصه ونزاهته ..
  • سوء الأحوال الجوية بالخرطوم وراء تأجيل زيارة سامح شكري إلى السودان
  • يا ناس الدويم : جبنتكم ( المضفرة ) دي غايتو بتشفع ليكم يوم القيامة ...