*هكذا سميتها أنا... * وكل واحد منكم حر في أن يسميها كما يشاء.. *هي شيء مثل (البطاقات المجانية) في لغة كرة القدم.. *يعني أن يأتي اللاعب تصرفاً انفعالياً لا معنى له ليُنذر بسببه.. *وهي ظاهرة (أرضية) تمددت- مع تقنيات الحضارة- لتصبح (فضائية) أيضاً.. *فضاءات الجوال والفيس والتويتر والواتس.. *وأعني بالظاهرة هذه (نهش لحوم) المشاهير في بلادنا.. *مشاهير المال أو السياسة أو الرياضة أو الشاشة أو المجتمع أو حتى الصحافة.. *وسبب كلمتنا هذه اليوم ما التقطته أذناي خلال أدائي واجب عزاء.. *ما التقطته في نصف ساعة فقط هي فترة مكوثي.. *فما من أحد ذُكرت سيرته - من الأعلام- إلا وتبارى حاضرون في (نهش لحمه).. *فهذا تهشمت سيارته - مثلاً- لأنها من ( مال حرام).. *وذاك ابنته عانس- رغم جمالها- لأن سمعتها (مش ولا بد).. *وثالث لم تكتمل مراسم زواجه إثر تكفل (أبناء الحلال) بإهداء (لقطات) له.. *ورابع تراجع مستواه- من لاعبي القمة - بسبب جلسات ليل (شاذة).. *وخامس- من نجوم الفن- طالبت زوجته بالطلاق هرباً بـ(أنوثتها) منه.. *وسادس، وسابع، وثامن، وتاسع ... *وصديق سألني يوماً عن الذي بيني وبين صحفي معروف.. *فأخبرته بجلسة احتسائنا الشاي معاً - قبل فترة- وضحكاتنا يحسدنا عليها (المتعافي).. *فلما صمَتَ - هرباً من الموضوع - جرجرته إليه بإلحاح شديد.. *فحكى لي- مكرهاً- بعض (نهش) الصحفي لي أثناء (نهشه السمك) مع نفر من الزملاء.. *والشيء الغريب أن هذه الظاهرة السخيفة تلاحظ بشدة في مناسبات العزاء.. *فعوضاً عن مراعاة حرمة (الأموات) يستمتع البعض منا بمضغ لحوم (الأحياء).. *ثم اتسعت دائرة متعتهم هذه باتساع دوائر خدمات التواصل الاجتماعي.. *وأذكر- بهذه المناسبة- (شلة) ذلكم الحي التي كتبت عن ظرفها كثيراً.. *فواحدة من نصوص دستورها- غير المكتوب- (الإعراض) عن (الأعراض).. *كانوا يحترمون دستورهم هذا إلى حد عزل كل من يعجز عن مقاومة بنوده.. *وحين يجتمعون في سرادق عزاء كان كل همهم (لحوم) المناسبة لا (البشر).. *فهم يحبون اللحوم بغض النظر عن طبيعة المناسبة؛ فرحاً كانت أم كرهاً.. *وفي عزاء أحد أثرياء الحي شبعوا لحماً حد التخمة.. *وعند المغادرة نادوا ابن الفقيد ليقولوا له بعد الفاتحة (يا جنا، أربعينكم متين؟).. *فنظر إليهم أحدهم شذراً مستنكراً هذا الميل إلى (الشبع) من اللحوم (المجانية).. *علماً بأنه أكل-إلى جانب لحوم العزاء- لحوم أناس حتى (شبع) منها.. *ومن الذنوب (المجانية !!!). assayha