من عبق التاريخ (1) خلفية تاريخية عن قرية كيلا مهد السلطان علي دينار بقلم الاستاذ الطيب محمد عبد الر

من عبق التاريخ (1) خلفية تاريخية عن قرية كيلا مهد السلطان علي دينار بقلم الاستاذ الطيب محمد عبد الر


03-20-2017, 04:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1490022335&rn=1


Post: #1
Title: من عبق التاريخ (1) خلفية تاريخية عن قرية كيلا مهد السلطان علي دينار بقلم الاستاذ الطيب محمد عبد الر
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 03-20-2017, 04:05 PM
Parent: #0

03:05 PM March, 20 2017

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى
رابط مختصر



بقلم الاستاذ الطيب محمد عبد الرسول

بزغت كيلا والتي تمثل احدى كليات محلية الملم الى الوجود في وقت مبكر من عمر سلطنة دارفور وكانت واحدة من كبريات الحواضر في شرق جبل مرة ما جعلها قبلة يؤمها الكثيرون من شتى المناطق في ذلك الوقت ولعل مدلول اسمها بلهجة الفور يدل على ذلك فأسمها معناه "وصلنا أي جئنا أي قدمنا", كناية عن طيب المكان والاقامة فيه .

ولمّا كانت السلطة المركزية للسلطنة تتمحور في منطقة جبل مرة وما حولها , فقد نشأت كيلا ومناطق حضرية أخرى ضمن خطة وسياسة قُصد منها تأمين نواحي السلطنة ضد المطامع والغارات التي كانت تتعرض لها , فكان أن أستقر في كيلا الامير يحي بن أحمد بكر أحد أخوة مجموعة السلاطين الذين حكموا دارفور من أبناء السلطان أحمد بكر والجد المباشر للسلطان علي دينار لامه وبذلك فانّ عمركيلا يناهز ثلاثمائة وخمسين عاماً تقريباً.

إستقر الأمير يحي وعائلته واتباعه في كيلا كما أنها آوت الأمير زكريا محمد الفضل عبد الرحمن الرشيد والد السلطان على دينار واوت الامير نورين محمد الفضل والد الميرم/ مريم نورين محمد الفضل ( مريم مقبولة ) والدة الامام عبدالرحمن المهدي وقد بلغت كيلا شأوا عظيما ونالت إحتراما كبيرا خاصة فى عهد السلطان علي دينار لدرجة أن المسافرين الذين يعبرونها كانوا يتّرجلون عن الدواب والرواحل عندما يصلون التخوم فيمشون على الارجل ويكّفون عن الحديث الاّ للضرورة حتى يتم عبورها بمسافة الى موضع يُسمى ( هشابانج تاورا ) والتي تعني بلغة الفور ( فضاء الهشاب ) . وقد درج السلطان علي دينار على اقامة (حولية) سنوية لتلاوة القرآن والدعاء على روح جده يحيى المدفون في( كيلا القبة).وقد كانت قبة يحى هذه وقبة كلتومه ام السلطان ( موجودة في قرية ابي جلدي القريبة من الملم الى الشمال الشرقي منها ) ملاذان آمنان لمن خشي عقوبة السلطان ( كان السطان علي يعفي عن كل من يسعفه حظه للوصول والاحتماء بأحدى القبتين )
كانت قرية كيلا في تلكم الأيام تتألف من أكثر من ثمانمائة أسرة وكان يؤمها ويقصدها الكثيرون ، كانت القرية ترقد إلى الشمال والشمال الشرقي من جبل (فوقو أري) ولكونها مهد السلطان علي دينار وسُكنى عشيرته فقد خصها بزيارته السنوية الراتبة لإقامة الحوليه السنوية لجده لأمه يحيى بن أحمد بكر . ذكر لي والدي – يرحمه الله- أنّه كانت بحوزته وثيقة سربها إليه صديق من خزائن أحد زعماء الإدارة الاهلية قرّر في هذه الوثيقة السلطان علي دينار نواحي كيلا وحدودها ذاكراً مامعناه : هؤلاء هم قومي وعشيرتي ومن رشهم بالماء رششته بالدم ووقّع على تلكم الوثيقة بدمه . هذه الوثيقة انتهى بها المطاف إلى يد الأستاذ /أحمد ابراهيم دريج أخذها من والدي في كيلا في إحدى زياراته إبان فترة عمله كحاكم لدارفور وقد أوصى ا الوالد - يرحمه الله للبحث عنها لدى الأستاذ أحمد ابراهيم دريج .

بعد سقوط السلطنة فرض الإنجليز جملة من الإجراءات لبسط سلطتهم فكان أن أعلنوا وطلبوا من الناس جمع السلاح وتسليمه للسلطات فكان أن قام أهل كيلا بجمع ست قطعة سلاح . ولانّ الفرصة كانت مواتية للبعض ممن كانوا يتربصون ويبطنون السوء للسلطان علي دينار فقد أوشوا بأهل كيلا كونهم عشيرته وخاصته فذكروا أن أهل كيلا يملكون كمية كبيرة من السلاح وأنهم سلموا فقط ست قطع وبالفعل فقد أحيط بالقرية على حين غرة فعثرت السلطات على خمسين قطعة سلاح وجبخانة وترتب على ذلك القبض على العديد من أعيان كيلا وكان ممن نجوا من الإعتقال جدنا سليمان الملقب (بأبي فايقه) وكان مريضاً بعض الشيء وقتها فإزاء ماشهد من إعتقالات طالت إخوانه لم يستسلم فركب جواده وتوجه صوب الفاشر وكان قد سبق إليها قبل وقوع الحدث الشيخ/ سليمان (دلدمكرس) ( جده للفكي شيخ الدين - الشخصية المعروفة في منطقة ميرشنج ) رئيس الإدارة الأهلية في كيلا فحكى سليمان لسليمان ماجرى فذهبا للأعيان في الفاشر من قرابة السلطان علي فتولوا رفع الموضوع إلى السلطات في الفاشر فأُصدرت لهم خطابات إلى مركز نيالا وأُخلي سبيل أعيان أهالي كيلا الذين تمّ إعتقالهم بعد أن قضوا في الحبس ستة أيام بيد أنّ الأعيان لم يسكتوا على الموضوع فأعقبت محاولاتهم الإستئنافية حكما قضى بتفكيك الكيان الإداري لكيلا فكان نتاج ذلك أن أُتبعت ثمانٍ من مشيخات كيلا لإدارة (الأمونجا) كما أُتبعت (تربه) و(برنقو) و(سمونجا) و(قبه) و(الشاواية) و(جمبانج) و(ملمول) و(ستّيبة) و(حمريات) لإدارة البرقد ، وبذلك تم تفكيك الكيان الإداري لكيلا فأوغر ذلك غبناً في نفوس أهالي وقيادات كيلا فرحل عمدة كيلا سليمان (دلدمكرس) وعبدالرسول علي إلى الشاواية التي أُتبعت لإدارة البرقد . ثم إنتقل بعد ذلك سليمان (دلدمكرس) ليستقر في إحدى نواحي مرشنج حيث أجرى له الشرتاي آدم وملّكه أراضي تلك الناحية وجمع عشورها ، كذلك وحفظاً للحقوق الأدبية والمعنوية والمادية لهؤلاء القيادات فقد أقر الشرتاي آدم لعبدالرسول علي بالقول : إنّ البلد في الأصل بلدكم لكن حصل الذي حصل فأُتبعت لي لكن بالطبع أنتم الأولى والأحق بعشور خراجها وتبعاً لذلك فقد وجّه الشرتاي آدم العمدة محمد آدم عمدة (أم لساكت) الذي تقع الشاواية في نطاق عموديته حسب الإجراءات الإدارية التي تمت، وجهه بعدم أخذ ايّ عشور من أراضي الشاواية وترك عشور خراجها لعبدالرسول الذي إستقر في الشاواية لمدة ثماني سنوات وهكذا فقد هجر كيلا الكثيرون ممن طاب لهم المقام بها في عهدها الزاهر فهجرها الأمراء والكثيرون من الجلابة صوب (زالنجي) و(كاس) و(الفاشر) و(نيالا) ولم يبقَ من كيلا القديمة إلاّ الأثار.

في فترة لاحقه وبعد وفاة الملك تبن رئيس الإدارة الأهلية في نيالا (الملك تبن عُين رئيس للإدارة الأهلية في نيالا بعد وفاة الملك مصطفى جلقام وقد زوجه السلطان علي دينار ابنته الكبرى عائشة علي دينار بعد وفاة آدم رجال) بعد وفاة الملك تبن تم تنصيب عبدالرحمن آدم رجال مقدوما فكانت واحدة من همومه تشجيع أعيان كيلا للعودة إليها لإعمارها ، لذلك فقد قصد زيارة عمه عبدالرسول علي في الشاواية قادما من الفاشر في خمسةٍ من أتباعه كان من بينهم العمدة راما،الفكي إبراهيم بافرو ، وإبراهيم بلال ، وكانت معهم ثلاثة جمال تحمل أمتعتهم فمر المقدوم على الشيخ محمد مكي (محمد شمشمي) في ناحية الملم وأبلغه بأنّه يقصد الشاواية لزيارة الأهل هناك للتفاكر معهم وحضهم للرجوع لإعمار كيلا التي هجروها فبعث الشيخ محمد مكي أحد خفرائه (آدم دريديروه) في رفقة المقدوم الذي أصرّ أن ينزل في الوادي في (عراديب) السلطان وكان من بين الحضور يومها مولانا الفكي محمد أحمد الربيع في نفرٍ من حيرانه وقد تزامن وجودهم في الشاواية مع زيارة المقدوم . وبعد أن قُدّم للضيوف واجب الضيافة إنفرد المقدوم بعمه عبدالرسول وطلب منه العودة مع جماعته لإعمار كيلا وأنّ هذا هو الهدف الذي جاءهم من أجله، فتمنّع عبدالرسول بادئ الأمر مما إستدعى الإستعانة بالفكي محمد أحمد الربيع والعمدة راما (بلدنج كويه) عمدة (تيرينجو) للمحاولة لإقناع عبدالرسول والذي جبر الخاطر وقَبِل بفكرة العودة إلى كيلا فشكره المقدوم عبدالرحمن وأعطى المقدوم الفكي الربيع أربع ريالات كي يناولها لعمه عبدالرسول للإستعانة بها في بناء منزله (ورواكيبه) في كيلا وذكر له أنّه في طريقه لزيارة أخيه سليمان (دلدمكرس) في مرشنج لحضّه للرجوع إلى كيلا وبالفعل قام المقدوم عبدالرحمن بزيارة مرشنج وتفاكر مع عمه سليمان (دلدمكرس) للرجوع إلى كيلا إلاّ أن الأخير رفض رفضاً باتاً قائلاً : أنّه لن يعود إلى بلد أُسند فيه الأمر لغير أهله.

‎عاد عبدالرسول ومن معه وأعمروا كيلا في موقعها الحالي جنوب الوادي وكان ذلك في العام 1932م تقريباً وبقيت كيلا حلقة وصل في المنطقة حتى العام 2003م . فما من أحد في المنطقة كبيراً أو صغيراً إلاّ وله فيها صلات وحميمية قلما تجدها في كثير من الامكنة .
لكن وكأنها على موعد آخر مع التاريخ فقد تكررت مأساة كيلا في خريف 2003م حين طُوِقتْ وقُتِل فيها نفر كريم من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال فنزح سكانها إلى المعسكرات وإلى أطراف المدن لكن شعلة البقاء لازالت تتقد في قلوب أبناء كيلا وهم إن شاء الله على قلب رجل واحد لإعادة إعمارها لتعيد الدور المنوط بها بين رصيفاتها من قرى ومناطق دارفور .
الطيب محمد عبدالرسول


أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 20 مارس 2017

اخبار و بيانات

  • اتفاق بين المعادن وشركة إزيماس الروسية للتعدين عن الذهب بالبحر الأحمر
  • الحكومة : تطاول الإعلام المصري «فات الحد»
  • حسبو محمد عبد الرحمن يوجه بإجراء البحوث والمسوحات لمعرفة أسباب مرض السرطان
  • أحزاب: خلافات الحلو وعرمان قاصمة ظهر لـ(الشعبية)
  • تقرير خبري عن إنطلاق إمتحانات الشهادة السودانية بكافة ولايات السودان وسط هدوء وإهتمام رسمي وشعبي
  • تدريب معلمين على أجهزة حديثة لمراقبة امتحان الشهادة
  • سيناتور أمريكي يتراجع عن موقفه الرافض لرفع العقوبات عن السودان
  • تحوطات لضمان استمرار التيار الكهربائي خلال الصيف
  • مساعدات غذائية أمريكية تصل بورتسودان لمتضرري الحرب بجوبا
  • منظمات جنوبية: جوبا تقابل إغاثة الخرطوم بالمزيد من الخيانة
  • ترامب يوقف المساعدات المالية عن جنوب السودان منظمات جنوبية: جوبا تقابل إغاثة الخرطوم بالمزيد من الخ
  • السودان يجلي طلابه من ليبيا للجلوس لامتحانات الشهادة
  • اتهم موظفين بتسريب معلومات للصحافيين رئيس البرلمان: لن نبصم على التعديلات الدستورية
  • رئيس البرلمان يتحدّى الشعبي ويتمسّك بإسقاط زواج التراضي
  • مجلس الوزارء يطلب فتوى من مجمع الفقه حول قانون العمل
  • بكري يطلع على تقرير لجنة مراجعة وإعداد المرسوم الخاص بإنشاء الوزارات القومية واختصاصاتها
  • الخارجية السودانية تبدأ تحركات لإنهاء الوجود المصري بحلايب
  • شرق دارفور تؤكد توفير بيئة ملائمة لجلوس الطلاب لامتحانات الشهادة (499,358) طالباً وطالبة يجلسون لام
  • مسؤول حكومي: لا صحة لإغلاق معبر أرقين
  • لجنة ترسيم الحدود: تحركات دبلوماسية لحسم ملف حلايب
  • خلافات الشعبية تشتعل والحلو يتجه إلى كاودا
  • سلمها نجله لرئيس الوزراء الميرغني يسحب ترشيحات الاتحادي الأصل للحكومة
  • جوبا تنفي تقريراً أممياً يتّهمها بشراء أسلحة بينما تُواجه البلاد المجاعة
  • رأى أن التطاول على السودان وراءه الغيرة وزير الإعلام: لم نمنع الرد الصحفي على ترهات الإعلام المصر
  • حركة /جيش تحرير السودان المتحدة بيان انضمام
  • تصريح صحفي من منبر الهامش السوداني الولايات المتحدة الامريكية

    اراء و مقالات

  • قول عاع: أثنوغرافيا النضم بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • ماهذا العبث ياوزير التخطيط العمرانى؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • مناخ الجشع ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • مرحباً امتحانات الشهادة الثانوية بقلم د. عارف الركابي
  • مراجعات.. الخوف أم المعرفة؟! بقلم إسحق فضل الله
  • ماذا دَهَاكَ.. يا مصر؟! بقلم عثمان ميرغني
  • لا يُصِلح العطّار ما أفسدَه الدَّهر بقلم عبد الله الشيخ
  • الرصاصة في جيب الرئيس..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • وشريحة لـ(تراجي)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • زلزال الحركة الشعبية (1) بقلم الطيب مصطفى
  • الكيان الصهيوني بين الأسلحة الكاسرة والإرادة الصادقة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • لنستلهم سيرته من أجل سودان أرحب بقلم نورالدين مدني
  • نظرية المؤامرة و الضحية .. !! بقلم هيثم الفضل

    المنبر العام

  • الرئيسان صاحبا أكبر انجازين ل (جمهورية مصرالعربية) فيهم الدم السوداني !! محمد نجيب والسادات !!
  • انقلاب آل سعود على مشائخ الوهابية واعتقال بعضهم
  • لا صحة لإغلاق معبر "أرقين
  • الشعب الاثيوبي اسعد من الشعب السوداني
  • الحركة الاسلامية ما بين الاشواق والتمكني في الاسواق ضاعت واضاعت معها الوطن الجميل
  • هااااااااام وعااااااااااااااااجل ومستعجل الله اكبر
  • يا ريت الحكومة تكون جادة في مسألة حلايب .. أخبار عن تحركات جديدة
  • صور وفيديوهات أحتفال بورداب الرياض بزملائهم م طارق مرغني .. اسماعيل التاج
  • كل الدعوات بالتوفيق لطلابنا فى امتحانات الشهادة السودانية
  • نيجيريا اكبر منتج للفول السودانى فى افريقيا .. اين نحن ؟
  • سفير السودان بمصر لدينا رصد كامل لإساءة الاعلام المصري للسودان
  • (فرنسا ونهب ثروات افريقيا) سلسلة مقالات للكاتب التشادي والمستشار القانوني / عيسى ابكر ..
  • غضباً واسعاً في صفوف الجنوبيين بخصوص ...
  • يا ملائكة السماء و يا ملاك الموت تمهلوا لا تأخذوني من حضن أمي
  • طيب ما يختص ب الكشرى المصرى ناكلو وللا ؟
  • حكم قرقوش -نظامي برتبة ملازم يمنع مواطنين من الجلوس أمام منازلهم بالخرطوم..
  • مقالات ضد موقف وزير التجارة الاتحادي
  • الاخباري ليوم 20مارس 2017
  • هل تصدق وصف ترامب الرئيس البشير بانه زول لطيف وانه يحبه ؟
  • هلال الابيض..يتاهل...فيديو الاهداف..مبروك ابننا البار.
  • الذكرى الخامسة لرحيل حميد له الرحمة
  • عمر البشير حينما يتحدث بالانجليزية obligations vs. allegations
  • كل ابناء جبال النوبة اصطفوا خلف القائد عبدالعزيز الحلو لتحقيق السلام
  • ذات الجرثومة! صراع الارادات أومايري ضياء الدين وأخرون حدث بالحركة الشعبية
  • عالم " الواتساب " السري
  • الدواء المصري خبروا شنو
  • موزا سودانية : قولوا واحد .................؟