*أستاذ الفلسفة حسن حنفي كان صارماً جداً.. *وفي يوم طالبنا بخلع عباءات العاطفة قبل المحاضرة.. *وتحدث عن بعض الـ(لا معقول) في المسيحية والإسلام.. *أو بالأصح: في بعض تحريفنا لصحيح الدين.. *ومن بين ما تكلم فيه ثالوث (الآب والابن والروح القدس) لدى المسيحيين.. *تكلم فيه من زاوية إخضاعه للعقل الفلسفي المحض.. *فإذا بسوزان-القبطية- تندفع خارجةً وهي تهمهم (م ينفعش كدا).. *ويلحق بها الرد سريعاً (إنتِ اللي مينفعش تدخلي بعبايتك).. *وفي بعض كلمات زاويتنا هذه نحاول إقناع القارئ بخلع عباءته لدى بابها.. *عباءة الانتماء العاطفي، سياسياً ودينياً وتاريخياً.. *واليوم نطلب منه ذلك-أيضاً- ونحن بصدد الحديث عن مسلمات عاطفية.. *مسلمة أن حلايب سودانية (من غير نقاش).. *ولكن قبل الاستطراد في هذه القضية نعرج قليلاً على حكاية (الكاتشب).. *فقد صدر أمر بحظر استيراد سلع إضافية من مصر.. *وهي المربات والصلصة ومعجون الطماطم بحجة تعرضها إلى التلوث.. *والدافع من وراء ذلك (الحرص على صحة المواطن).. *أو هكذا تقول وزارة الصناعة التي تغض بصرها عن (ملوثات) سودانية.. *وكأنما صحة المواطن لا تتأثر إلا بسلع مصرية ملوثة.. *أما إن كانت سودانية- وتُباع على عينك يا وزارة-(فبألف هنا وشفا).. *ولا نحتاج لكثير ذكاء لنعرف الدافع (الحقيقي).. *إنه في سياق تداعيات قضية حلايب و(سيبونا من حكاية صحة المواطن دي).. *والتاريخ-الذي لا يكذب- يقول إن حلايب في الأصل مصرية.. *ثم ضُمت (إدارياً) إلى السودان بعد نحو عامين.. *وما حدث بعد ذلك أن كلاً من مصر والسودان (سكتا) عنها.. *فلا مصر طالبت بانتزاع حق (إدارتها) من السودان.. *ولا السودان قام بواجبه (الإداري) تجاهها لتصير منطقة مهمشة.. *ولم يعكر صفو هذا السكوت سوى عبد الناصر.. *وذلك عند محاولته احتلالها بالقوة، وتراجعه إثر لجوء عبد الله خليل لقوة مماثلة.. *ثم تواصل الصمت لحين محاولة اغتيال مبارك.. *يعني في كل مرة تثير فيها مصر قضية حلايب تكون الأسباب سياسية (محضة).. *والآن بالعقل (المحض) دعونا نحل أزمة حلايب.. *ولا ندعها تصير مثل (شحيبر) الذي أثار أزمة زوجية بلا سبب.. *فقد ظنه عادل إمام رجلاً يرقد في (الحدود) بين الزوجين.. *فلما عرف أنه كلب صغير صاح ساخراً (أمّا انتو ولاد شحيبر بصحيح).. *دعونا نجعلها منطقة إخاء ترقد في (الحدود) بين البلدين.. * منطقة صناعية مشتركة منها يذهب (الكاتشب) شمالاً وجنوباً.. *فإن رفض أصحاب (عباءات العاطفة) حلنا هذا فلتستمر أزمة الـ(لا معقول).. *ولنكن-إلى ما شاء الله- (ولاد شحيبر !!!). assayha