عرفانا ومحبة في عيد المرأة بقلم د. أحمد الخميسي

عرفانا ومحبة في عيد المرأة بقلم د. أحمد الخميسي


03-11-2017, 05:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1489206725&rn=0


Post: #1
Title: عرفانا ومحبة في عيد المرأة بقلم د. أحمد الخميسي
Author: أحمد الخميسي
Date: 03-11-2017, 05:32 AM

04:32 AM March, 11 2017

سودانيز اون لاين
أحمد الخميسي-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





أتأمل في عيد المرأة صور النساء التي تفوح في القلب كالزهرة : طوابير النساء المصريات المجهدات من العمل وشغل البيت، متعبات من قلة المال وتحرش الرجال. طوابير مؤنثة من واهبات الحنان والحب والأمل – امتدت مثل سلاسل من نور في كل أزمة وثورة، طوابير مؤنثة طالما هدهدتنا ، وأطعمتنا، وسقتنا، وعلمتنا. طوابير من قلوب الأمهات والعاشقات والثائرات والأخوات دفقت دماءها فينا. أتذكر نساء من حياتي، ماما هانم، والدة أخي الأكبر، التي كانت تضع الكتاب على ركبتيها وتراجع معنا الدروس أنا وأخي قائلة " سمعوني القصيدة" فنردد معا " بلادي جنة الدنيا وروض ربيعها الأخضر.. تعالى الله باركها وأجرى تحتها الكوثر". تنصت وعيناها تتابعان سطور الكتاب باهتمام، ثم تقاطعنا فجأة " غلط . سمعوني من الأول". فقط في المرحلة الإعدادية عرفنا أنها لم تكن تجيد لا القراءة ولا الكتابة وأنها كانت تخدعنا لتعلمنا! ولم أحب امرأة في حياتي كما أحببت تلك السيدة الجميلة الفلاحة التي غمرتني بحنانها وعطفها ودعمها. أتذكر جدتي وصبرها على حماقات جدي وكسله وعجرفته كما تصبر الأم على الطفل الأرعن. أتذكر أمي التي كانت لقلة المال تجمع ما يتبقى من طعام كل يوم ثم تعيد طبخه خليطا عجيب الطعم قائلة " تورللي يا أولاد" ! وكان يوم ذلك " التورللي" يوم حزن ونكد. الآن أحاول أن أتخيل كيف تدبرت أمي حياة ستة أطفال براتبها الزهيد؟ أتذكر البنات اللواتي شغلن قلبي وطيرن في أجوائه أوهام المحبة العذبة وعطرها وجعلن له حياة ولو من الخيال. ما من لحظة في وجودنا خلت أو تخلو من المرأة ولا معنى يستقيم بدونها. واهبات الحياة، صانعات المستقبل، ولطالما شعرت بالعرفان لكل النساء الرائعات، الجميلات، حفيدات صفية زغلول، وهدى شعراوي، ونساء ثورة 19 اللاتي ألهمن حافظ إبراهيم قصيدته الجميلة وهو يصف مشاركتهن في المظاهرات قائلا :

خرج الغواني يحتججن ورحت أرقب جمعنه

فإذا بهن تخذن من سود الثياب شعارهـــنه

وأخذن يجتزن الطريق ودار(سعد) قصدهنه

يمشين في كنف الوقار وقد أبـن شعورهنـه

طوابير النساء اللواتي وصفهن صلاح جاهين فيما بعد بأنهن " ألطف الكائنات"، حفيدات شفيقة محمد شهيدة مظاهرات ثورة 19، نساء انخرطن قبل ثورة يوليو في العمل السياسي، ينظمن الاحتجاجات ويخفين المطابع السرية ويندفعن إلي التطوع لحمل السلاح دفاعا عن الوطن ويتعرضن للسجن في التصدى للملك والاستعمار. نساء صورت لطيفة الزيات نموذجا منهن في روايتها المعروفة"الباب المفتوح"حيث لا حرية للمرأة من دون حرية الوطن. نساء نمت صدورهن بآمال الوطن قبل أن تنمو بأحلام الغرام. ثريا شاكر، وانجي أفلاطون، وغيرهما من أخوات فاطمة زكي التي التحقت بكلية العلوم عام 1941، واجتذبتها فكرة العدالة وهي شابة في مقتبل العمر، وكانت تقود الطلاب في المظاهرات ضد الملك والانجليز في العباسية والمناطق المجاورة،وحين رشحها زملاؤها لدخول الاتحاد العلمي لكلية العلوم،حل عليها الذهول وتساءلت"أنا بنت وأرشح نفسي ضد الأخوان المسلمين؟". فأصر زملاؤها. ورشحت نفسها ونجحت في مواجهة الظلامية حينذاك. وكانت أول فتاة تفوز بمقعد داخل الاتحاد في تاريخ الكلية. حفيدات كل النساء الثائرات في العالم، جميلة بوحريد، والكاتبة العظيمة هارييت بيتشر سو التي كتبت رواية " كوخ العم توم " دفاعا عن حرية ملايين العبيد من الزنوج، والتي ما إن نشرت روايتها عام 1852 حتى اشتعلت حرب تحرير العبيد. وعندما التقى بها الرئيس الأمريكي لينكولن قال لها:"أنت إذن المرأة الصغيرة التي أشعلت حربا كبيرة ؟!". نساؤنا هن أيضا حفيدات" لاريسا رايسنر" التي أعطت إشارة انتصار الثورة الروسية عام 1917، عندما وقفت على سطح المدرعة " أفرورا " وأعطت الأمر للمدافع لتسقط " القصر الشتوي" قلعة القيصر الأخيرة. وكانوا يطلقون عليها المرأة الأسطورة. وصفها الروائي فاديم أندرييف بقوله :" لم يكن هناك رجل واحد يمر بها دون أن يتجمد في الأرض مكانه يتابعها بنظراته حتى تختفي، ولم يكن أحد ليجرؤ على الاقتراب منها أبدا، فالكبرياء التي تشبعت بها كل حركة من حركاتها كانت تحميها بجدار صخري لا يدمر". وعندما توفيت كتب الشاعر الكبير باسترناك قصيدته" ذكرى لاريسا " يقول فيها:"ها أنا أقف عاجزا أمام الموت ، بدون أن أعلم كيف تماسكت الرواية الحية – بدون صمغ – على قصاصات الأيام". البنات والنساء المصريات طوابير المحبة والحنان والصلابة التي امتدت بالتضحيات حتى 28 يناير 2011: رحمة محسن ، وزكية محمد ، ومريم مكرم ، ومهير خليل زكي، وهدى صابر، وسالى مجدي زهران، والطفلة هدير سليمان، وأميرة اسماعيل، ورشا جنيدي. يغرم المرء بامرأة واحدة ، لكنني مغرم بكل بنات ونساء وطني الجميلات. لهن في العام الجديد العرفان والمحبة وأطيب الأمنيات.

***

د. أحمد الخميسي. كاتب مصري






أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 10 مارس 2017


اخبار و بيانات

  • الجبهة الشعبية تشكر الاتحاد الاوروبي تشكر الاتحاد الاوروبي لمساعدة شرق السودان
  • بيان صحفي من منصة سودانيي الخارج عن قناة المقرن الفضائية
  • محاكمات الاسرى خرق للقانون الانساني الدولي والنظام لم يطلق سراح أسرى الحركة الشعبية وموقف الحركة ال
  • الخارجية السودانية تستدعي القائم بالأعمال الأميركي للاحتجاج على حظر السفر
  • إبراهيم السنوسي: اختيار السلطة التنفيذية يخضع لمعايير أخلاقية وأكاديمية
  • مأمون حميدة يطالب ولاية الخرطوم بمعالجة كسورات المياه
  • عبد العزيز نور عشر: لم تكن رغبتنا حمل السلاح ولكن.... ونتمنى إطلاق البقية
  • أبرزعناوين صحف الخرطوم الصادرة صباح اليوم الجمعة التاريخ : 10-03-2017 - 10:47:00 صباحاً
  • عشر يطالب بإطلاق بقية المعتقلين ويدعو الفرقاء لطي الخلافات الإفراج عن "258" من حركات دارفور والإبقا
  • السودان يدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلي شراكة في السلام والأمن والتنمية
  • موسى هلال: الحوار الوطني المخرج الحقيقي لأزمات السودان
  • المؤتمر الشعبي : خطوة الرئيس شجاعة في طريق تحقيق السلام والاستقرار بالسودان
  • الطيب مصطفى: رئيس الوزراء كلفنا بإقناع الممانعين بالسلام
  • 300 مليون يوان من الحكومة الصينية للسودان
  • جدّد دعم الحكومة لمكافحة الإرهاب بكري يدعو لكسر شوكة التطرُّف والاتجار بالبشر

    اراء و مقالات

  • سيفقدها للأبد إذا لم يلزم بيته بقلم نورالدين مدني
  • شهداء قواتنا الأمنية والحشد الشعبي الغيارى في ضمير مرجعية الصرخي بقلم عزالدين حسن
  • خطوات عملية نحو الهبوط الناعم بقلم عزالدين حسن
  • التواضع من أجل إنصاف المرأة بقلم د. غازي حسين
  • التطرّف الديني وبروز الإرهاب الصهيوني والتكفيري 1-2 بقلم د. غازي حسين
  • الفرجوني: العقل الرعوي، العقل الشفاهي (العقل الرعوي 22) بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • أحرار الذراع الطويل بقلم حامد جربو
  • حقيقة التدخل العسكري المصري والنوايا الامريكية في جنوب السودان بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • و هل يوجد في السودان ذهبـا ً ...؟ بقلم ايـليـا أرومــي كــوكــو
  • المحكمة القومية العليا تئد الحزب الجمهوري!! بقلم حيدراحمد خيرالله
  • رسالة مفتوحة الى القمة العربية في عمان بقلم د. غازي حسين
  • هذه من تلك..!! بقلم الطاهر ساتي
  • والبحث بقلم إسحق فضل الله
  • صورة السيد..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • بالمقلوب أحلى !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • في فقه الولاء والبراء بقلم الطيب مصطفى
  • سجن القدمبلية بالقضارف .. سجن أم زريبة ؟ بقلم جعفر خضر
  • مخاطر مطالعة كتب السحر بقلم اسعد عبدالله عبدعلي
  • شقيق هدار غولدين يخطئ الهدف ويضل الطريق بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • ألم يذهب الأسرى المفرج عنهم للموت من أجل الآخرة؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف

    المنبر العام

  • أخونا الكاتب والشاعر/ ابوذر بابكر.. و"انتو"، وتزكيته للفنان الساجوري...؟:
  • ضل الفيل المطعون ( وفتوى بأن للثعلب دين )
  • السودان يلقي القبض على 21 من الباعة العشوائيين المصريين
  • لا خيرَ فى حكومةٍ تقتلُ وتحَاكِمُ أسرَى الحَرب!
  • مصر تضيق الخناق على السودانيين وتفرض رسوم الإقامة بأثر رجعي ..
  • ادعموا أسرار عصام
  • موروث قديم، عادة التِتِكِل . بس جِنّكُم تِتَكلُوا . والله صحي ...
  • عرضة حامد العولاق وخت الحنة لي يات من حضور ضفرين.
  • البطيخة
  • انتهى الدرس... فهل من معتبر؟! بقلم الأخ المسلم خالد التيجاني النور
  • يا اخوة المنبر:دعوا الأزهار تتفتح و الأفكار تُعلِن عن ‏نفسها
  • لازالت شركة زين هي الاسوأ zain sd
  • المرأة وأشياء أخرى:30% من الامريكانيات يتعرضن ‏للعنف و 95% من الفرنسيات
  • اسرة متعففة تطرد وزير ولائى بوردابى (صور)
  • جنسيات المعتدون على شرطى المرور فى كورنيش جدة. قضية الراى العام(صور)