*من أكبر ألغاز عهدنا هذا المدينة الرياضية.. *فهي من أيام (رامبو) - وحتى أيامنا هذه- تأبى أن تكتمل.. *جاء بعدها مشروع الفلل الرئاسية واكتمل وهي لا.. *ومشروع برج الاتصالات واكتمل وهي لا.. *ومشروع مبنى بنك السودان واكتمل وهي لا.. *ومشروع مجمعات الشرطة الخدمية واكتملت وهي لا.. *بل حتى مشروع جوهرة الهلال الرياضي يوشك أن يكتمل وهي لا.. *وستأتي مشاريع جديدة وتكتمل وهي لا.. *طيب لماذا (لا) رغم مرور نحو خمسة وعشرين عاماً ؟!.. *لا أحد لديه إجابة قاطعة عن هذا السؤال.. *وربما بعض الإجابة نجدها في أضابير مسكوت عنها.. *وبعض بعضها لدى تقارير المراجع العام.. *وبعض بعض بعضها عند عالمين ببواطن الأمور من أهل الرياضة.. *وجزء من كل هذا البعض داخل سرادقات العزاء.. *وخلاصة ما يرشح من همس أن كل من ينبري للمشروع يقول (سأكمل المدينة).. *ثم يُفاجأ الناس ببعضهم (يُكمل مدينته الخاصة).. *أو يُحول جانب من ميزانية المدينة الرياضية إلى مشاريع أخرى بأوامر عليا.. *أو يحيط بمال المشرع الغامض غموض مريب.. *وفي أبريل من العام الماضي رُصد مبلغ (400) مليار جنيه للمدينة الرياضية.. *وهذا ما قاله محمد أحمد الزين المدير الجديد للمشروع.. *قال إن هذه الميزانية تكفلت بها محفظة البنوك.. *وقال إن الفترة التي يحتاجها ليكمل المدينة الرياضية هي (18) شهراً.. *وهي فترة تبقى منها- للعلم- ستة أشهر فقط.. *فكم تبقى للبناء ليكتمل ؟! ومن الميزانية لتغطي ؟!.. *فكذلك كان يقول مدير مشروع سندس الزراعي إلى أن صمت، وصمت المشروع.. *ولكنه صمت تم بعد أن (صرخت) مليارات الجنيهات.. *وكذلك صرخ مشروع باصات الوالي- وملياراته - قبل أن يصمت، وتصمت.. *وكل حين وآخر تصرخ- كذلك- المهرجانات ثم تصمت.. *تصمت بعد أن (تُهدر) المليارات، في (هدير) الرقص والطرب والخطب والغناء.. *ثم (يهدر) الناس احتجاجاً على تردي الأوضاع.. *والآن يصرخ العاملون بالجزيرة لعدم صرف أجور يناير عقب مهرجان إيلا.. *ولكن كل ذلك (كوم) ولغز المدينة الرياضية (كوم) لوحده.. *ولا ندري قبل الـ(400) مليار هذه كم مليارات صُرفت على مدينة (الجن) هذه.. *ولكنا- بالتأكيد - ندري شيئاً واحداً فقط.. *أن كل هذه المليارات لو كانت وُجهت لإنسان السودان لتغير حاله إلى الأفضل.. *لا سيما وإنه ليس (بالحيل) على رياضة ذات فضائح.. *سواء على صعيد منتخبنا القومي (أبو 3)، أو منتخب صغارنا (أبو 11).. *وملعون (أبو المدينة الرياضية !!!).