الماركسية وتشريح العقل الرعوى-4- بقلم محمود محمد ياسين

الماركسية وتشريح العقل الرعوى-4- بقلم محمود محمد ياسين


02-20-2017, 06:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1487612559&rn=1


Post: #1
Title: الماركسية وتشريح العقل الرعوى-4- بقلم محمود محمد ياسين
Author: محمود محمد ياسين
Date: 02-20-2017, 06:42 PM
Parent: #0

05:42 PM February, 20 2017

سودانيز اون لاين
محمود محمد ياسين-
مكتبتى
رابط مختصر




تمخض العقل اللارعوى عبر نقد العقل الرعوى عن أن " مشكلتنا" فى السودان هى ” مشكلة "سياسات"policies، وليست مشكلة "سياسة"politics حيث جاء فى أطروحة "تشريح العقل الرعوى" :” نحن نعتقد أن السياسة سوف تحل مشاكلنا، فننخرط بكثرة في الناشطية السياسية، ونهمل التفكير، ونغرق في النزاع غير المنتج.“

ولماذا تُعرض مسألة السياسة والتفكير وكأن أحدهما يستبعد الآخر (mutually exclusive)؟ كما أن المشكلة ليس فى كثرة العمل السياسى بل فى شحه كاداة لرفع وعى الناس فيما يتعلق بتنويرهم بحقيقة مشاكل مجتمعهم والشروط الموضوعية لتغييره. وعبارة النزاع الغير منتج عبارة ملتبسة؛ فلا يوجد حدث فى التاريخ لا تكون وراءه ضرورة محددة.

وإنطلاقاً من قناعة نقد العقل الرعوى بأن المشكلة فى السودان ليست سياسية فهو يذيع حلاً لها غير سياسى (apolitical)
حيث جاء فى الأطروحة المذكورة إن ”..السودان ..... تتحكم في مجريات أموره بنية العقل الرعوي. فالدولة الحديثة في السودان، لم تقم بعد. وهي لن تقوم إلا بعد أن ننجح في تفكيك وإزالة بنية العقل الرعوي التي لا تزال ممسكة لدينا بخناق كل شيء“، وإن ” ...الأمم لا تهبط في صورة موائد تنزل من السماء، وإنما تُبنى لبنةً، لبنة، بالفكر الحر، وبرسم السياسات الصحيحة، وإتباعها بالتطبيق الحرفي اليقظ، وحراستها من ارتدادات الرعوية. والشعوب تتعلم، حين تجد أمامها قادةً معلِّمين ملهمين؛ مثال: غاندي، ونهرو، ومانديلا، ومهاتير، وغيرهم.نحن بحاجة إلى انقلاب فكري، تتبعه ثورة ثقافية، ولسنا بحاجة لتجريب المجرّب، مرة أخرى.“

وهكذا فالتغيير يتوقف على مجيء قادة مربين حكماء يكونوا يقظين لمنع حدوث النكسات الرعوية. وإن ظهور مثل هؤلاء القادة كفيل بإلهام الجماهير للتخلى عن رعويتها التى تمارسها فى هدم الدولة، فبالنسبة لأطروحة "تشريح العقل الرعوى" فإن الخراب الذى يصنعه الجمهور المحكوم لا ” يملك إلا أن يصنعه، بحكم ثقافته.“

ثم ما هو المقصود بأن ” ..الدولة الحديثة في السودان، لم تقم بعد“، الحداثة تعرض هنا كمفهوم مجرد، فالفتك بالشعب فى الحداثة قد يكون أشد دموية من غيرها.

إن فكرة أن الأزمة ليست سياسية جاءت فى الأطروحة تحت النظر وكأنها مقطوعة من شجرة، فليس هناك ما يدعم إستخلاص تلك النتيجة من عرض المؤلف لتاريخ السودان على أساس أن أحداثه يحركها العقل الرعوى. الملاحظة الثانية هى الموقف المعادى للجماهير (المحكومين) وهى نتيجة منطقية إنتهت اليها الأطروحة لإعتمادها مصطلح العقل الرعوى حيث أصبح تحليل الأحداث المبنى عليه ميتافيزيقياً عاجزاًً عن إدراك كُنه تناقضات المجتمع. إن دافع الحركات الجماهيرية لا يمكن أن يفهم الا فى إطار هذه التناقضات الحقيقية وليس على التجريد المنفصل عن الواقع.

إن الجدل حول جدوى السياسة يقترب كثيراً من مناقشة البديهيات، ومثل هذه المناقشة هى من أصعب الاشياء فى الدنيا. لكن جدوى السياسة وإثبات أن حل ازمة البلاد لن يكون الا سياسياً تؤكده جلياً طبيعة المهمة الأساسية للتغيير وهى القضاء على حالة التبعية التى تفرِض على البلاد إستمرارية حالة الإقتصاد الزراعى. فإستراتيجياً التغيير يعنى الإنتقال من نمط إنتاج الى آخر: من حالة الإقتصاد الزراعى الى حالة الإقتصاد الذى يتحرر فيه القرار السيادى من التأثيرات الخارجية والقضاء على علاقات الإنتاج الشبه إقطاعية بتغيير نظام ملكية الأرض، وبالتالى توسيع دائرة الإنتاج والقضاء على الانتاج الصغير المغلق بتحويل قوى الانتاج المتخلفة الى قوى انتاج متقدمة. وتغيير نمط الإنتاج مسالة موضوعية تمليها الضرورة التى خلقتها العلاقات القديمة التى صارت عائقاً أمام التقدم. وهكذا فإن المدخل لإحداث التغيير هو وعى هذه الضرورة وليس وعى العقل اللارعوى. الحرية هى وعى الضرورة.

وهكذا فإن تحرير القرار الوطنى وتغيير علاقات الارض أمران صعبان لا يمكن حلهما بالإجراءت القانونية أو بالمواعظ بل بالعمل السياسى، وهو بطبيعته عمل معقد ما يفرض تعدد أشكاله.

كذلك يتمادى مؤلف أطروحة "تشريح العقل الرعوى" فى نقد الجمهور، كما ورد سابقاً، وهذه المرة يصف (مسيئا كالعادةً) المعارضين للنظام الحاكم بأنهم لا يعرفون شيئاً لأنهم لا يفهمون أن الشعب مثله مثل الحاكمين مصاب "بعاهة" العقل الرعوى!! فهو يكتب: ” من يفكرون في أن كل العلة إنما تكمن في الحكومة، لا غير، لا يعرفون شيئا؛ لا في علم السياسة، ولا في علم الاجتماع. فهم مندفعون، ولا يختلفون في اندفاعهم، من هؤلاء الرعاة الذين حكمونا منذ ما يقارب الثلاثين عامًا، فـأحالوا كل شيءٍ إلى رماد.“

لكن لماذا يحتج المؤلف على عدم إلمام المعارضين بالسياسة التى لا يُعوَّل عليها كما ذكر؟ وكيف يكون هو أدرى بعلم السياسة، كما ألمح فى المقتطف، وهو الذى يعتقد بان ازمة البلاد ليست سياسية؟ وأليس وصف الناس فى سياق النشاط السياسى بالجهل هو الرسوب فى أول دروس علم السياسة؟ كما أن وصم المؤلف للمعارضين بالجهل فى علم الإجتماع، يرتد عليه على ضوء إعتماده على مصطلح غائم، اُختير عشوائياً، فى مقاربة تحليل موضوع أطروحته وعدم إدراكه لابسط قواعد تصميم البيانات الخاصة بدراسة الظواهر الإجتماعية.

نواصل فى الحلقة الخامسة

أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 20 فبراير 2017

اخبار و بيانات

  • مفوض العون الإنساني يخاطب إجتماع المجلس التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي
  • الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون وصندوق الامم المتحدة للسكان يجددان الشراكة بتوقيع إتفاقية للوق
  • حركة / جيش تحرير السودان تتضامن مع الصحفية شمائل النور
  • نائب رئيس الجمهورية يؤكد التزام الرئاسة بانفاذ توصيات مؤتمر رؤساء الجاليات السودانية بالخارج
  • بيان هيئة محامي دارفور في التضامن مع الأستاذة /شمائل النور لمواجهة الإرهاب
  • الأمم المتحدة تخصص 21 مليون دولار لمساعدة الآلاف ممن هم في حاجة إلى مساعدات إنسانية في السودان
  • تعميم صحفي من حشد الوحدوي بمناسبة اليوم الدولي للعدالة الاجتماعية
  • وفاة أول مسئول حزب التحرير في السودان
  • الأمين العام لجهاز تنظيم شئون العاملين بالخارج :السودان ينعم بالسلام والاستقرار بفضل الشعب السوداني
  • القيادي بالمؤتمر الشعبي، أبوبكر عبد الرازق: هيئة علماء السودان مارست التدليس بوثيقة الحريات
  • وزير الدولة بالخارجية لـ(التيار):الحركه الشعبيه لتحرير السودان شمال تستقوي بـالأجنبي
  • برلمانيون ينتقدون تردي بيئة المدارس الحكومية
  • احتفل في جنينة الهندي بانعقاد لجنته المركزية الاتحادي يطلب إسقاط عضوية إشراقة في البرلمان
  • مُحمّد الحسن الأمين: لا تزوير في التعديلات الدستورية
  • الاتحادي الديمقراطي: سنخاطب البرلمان لإسقاط عضوية إشراقة سيد محمود
  • إبراهيم محمود: المؤتمرات التنشيطية أحدثت حراكاً سياسياً بالخرطوم
  • مأمون حميدة يبحث مع مديري المستشفيات توطين علاج الأطفال بأمدرمان
  • الاتحادي الديمقراطي يتجه لإسقاط عضوية إشراقة سيد محمود من البرلمان ومُقاضاتها بإشانة السُّمعة
  • وزير الدولة بالاستثمار يرحب بالاستثمارات الامريكية بالسودان
  • د.محمد علي الجزولي: سنعد 10 آلاف شاب فكريّاً لدحض العلمانية
  • حزب المؤتمر الشعبي: هيئة علماء السودان كاذبة و(مدلسة)
  • تفقد معرض (آيدكس) واهتمام دولي بجناح السودان الإمارات تقلد البشير (وسام زايد) من الطبقة الأولى
  • رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي : من يحرمون (الغناء) يقيمون حواجز بين الدين والحياة
  • ديباجة المركز الموحد لإسقاط النظام الحاكم فى السودان

    اراء و مقالات

  • يربح الشيوعيون بالاستنارة والتسامح بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • إغتصاب الإطفال وعقوبة الإعدام في الميادين العامة...هل سيجدي الإستئصال نفعاً؟ بقلم محمد بدويZaincove
  • زواج التراضي ليس بحرام يا حزب التحرير وكفوا عن التضليل والثرثرة بقلم عبير المجمر (سويكت)
  • الضوء المظلم؛ حزب الحركة الإسلامية السلفية الحاكم في السودان، عصابة إجرامية وغير مؤهل لتولي وادارة
  • المطربة مادونا تستغل وتمارس الخداع للتبني بقلم مصعب المشرّف
  • خلافة الوهم، داعش تعيش نهاياتها بقلم حمد جاسم محمد الخزرجي/مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتي
  • (الداعشيون) ! ورجال الدين .. حَيّ علي الجهاد!! بقلم بثينة تروس
  • يا الماشي لباريس جيب لي معاك تفاح بقلم بدرالدين حسن علي
  • موسم الأميرة السمراء بقلم كمال الهِدي
  • ثلاثة زائد ثلاثة يساوي واحد!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • شعب.. في (راسو قنبور)!! بقلم عثمان ميرغني
  • العلاقات السعودية المصرية بين المصالح المشتركة والاتجاهات المتناقضة بقلم د. محمد ياس خضير
  • المكيدة والتلوث..!! بقلم الطاهر ساتي
  • مجلس البرامكة بقلم عبد الله الشيخ
  • التحية لهذا الحزب..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • (الواقي) يا شمائل !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين مولانا عمر أحمد محمد والتاي بقلم الطيب مصطفى
  • زنـقـة عـدوك .. !! بقلم هيثم الفضل
  • ان تكون أسود في بلد عربي !! بقلم عواطف رحمة
  • أحزاب الضحك على الرقاب بقلم مصطفى منيغ

    المنبر العام

  • تفاصيل مثيرة عن «ناتو» عربي ستشكله واشنطن.. أين إسرائيل؟
  • رُوحُ الرّبِّ
  • Idex 2017 الأمارات ، والسودان صاحب أكبر منصة عسكرية ،،، إلي العُلا ،،،
  • ست طواقي .. و تلات وردات - شعر هاشم صديق
  • مولانا الميرغني يتبرأ من الدعوة لمؤتمر دستوري لحزبه
  • فضيحة : كيزان مصر يتهمون جهاز الامن السوداني بتدبير اختلاس 20 مليار(صور)
  • لا يوجد مانع شرعى من ولاية المرأة على الرجال وهما متساويان فى الشهادة د. مصطفى راشد
  • عد مقاطعة شرم الشيخ ، يقلد شيوخ الامارات الرئيس البشير وسام زايد … ما هو السر ؟
  • بوادر ازمة بين الخرطوم واديس ابابا بسبب جلد واعتقال اثيوبيين فى السودان
  • بس كده…!؟.. بقلم سهير عبدالرحيم
  • دولة "جنوب السودان" تعلن المجاعة
  • حتي الاماراتيين ركبونا!!!
  • أنا بقيت راجل اشتريت قطعة الأرض
  • «موسم الهجرة الى الشمال» : ما بعد الأيديولوجيا
  • مسرحية التعديلات الدستورية والامام ابو حنيفة
  • احد ردود جهلاء السلفية لاستاذة شمائل !
  • رأي من سخروا من زيارة البشير السابقة للامارات..
  • من نعم الله سبحانه و تعالى علينا ... !!
  • بتتذكروا الاطفال السمر النحاف العادوا من بعد هزيمه في اخر دقائق وحققوا فوز كاسح وفازوا بي كاس جيم ؟
  • نابت ود راس المد
  • القديس اوغستين أو عن صناع الديانة المسيحية
  • البيدوفيليا هي مرض عقلي والبيدوفايل هو مجرم جنس ....
  • الله
  • القطيعة ووقف التفاوض هى أولويات الثورة السودانية والمهدى الثالث أحدى مصدات التغير
  • الإمارات تقلد الرئيس البشير (وسام زايد) من الطبقة الأولى (صورة)
  • ما هو دور المخابرات المصرية في اصابة فسائل النخيل الأماراتية؟
  • تقول الأسطورة ...
  • الخلع هل هو ضد المراة أم معها؟ أهو الجاني أم المجني عليه في ارتفاع نسب الطلاق
  • تصدير الريالة طويلة التيلة بدل القطن
  • اعترافات مغتصبى الاطفال.!.سجون الخرطوم!!!
  • مقتل نجل زعيم أنصار السنة و زوجته
  • الى الرفيق الاعلى السيد مصطفى الادريسى بامدرمان
  • نداء لأهل الخير
  • .. يا الله .... صوره ...... واشجان....
  • يا ود المشرف .. مالك طبلت البوست ؟
  • أذكى 10 دول عربية طبقًا لمقياس IQ: تعرف على ترتيب السودان
  • فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشروع الحضارى ضمن آخر خمس دول، وهولندا الأولى.
  • شروط تمويل السيارات في السودان - ولاية الخرطوم فقط
  • يا هندسة يا ود قباني ألحقني بمعلومة عليك الله - كبرنا والله