بيّارة الغابة بقلم عبد الله الشيخ

بيّارة الغابة بقلم عبد الله الشيخ


02-19-2017, 03:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1487516335&rn=0


Post: #1
Title: بيّارة الغابة بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 02-19-2017, 03:58 PM

02:58 PM February, 19 2017

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


لعل أول مدماك لكتشنر، في بناء الدولة الحديثة، هو رسم الجيش البريطاني لكروكي السودان، بناء على خريطة ديمغرافية، كانت أولى حقائقها، قلة عدد السكان. بعد مجاعة سنة ستة، وبعد حروب المهدية التي هزّت النسيج الاجتماعي، وبعد أوامِر التعايشي لود النجومي بتجييش كل أولاد البحر، للاستشهاد في توشكي.
بعد كل ذلك ــ و حين توطّد الحكم الثنائي ــ كان تعداد السودانيين بضعة ملايين.كان الأهالي حينها، على شك كبير في الحكومة المركزية، وكيف أنها حكومة استعمارية، فضلاً عن أن الحكم الوطني ــ المهدية ــ كان حقبة من شِرعة السكاكين الطويلة.. بعد فورة الجِهادية، استحسن الأهالي الاستقرار، مثلما تقبّلوا على المدى الطويل، فكرة تعليم أبناءهم في المدارس النظامية . لكن «الغابة حتماً ستثور»، كما قال شاعرهم مصطفى سالم.. ففي العام 1952 نشبت ثورة المزراعين ضد آل عتباني، وضد زيادة الضرائب، وكانت خلفية الغضب هي رفض الحكم الاستعماري.
بُنِيّت بيّارة مشروع الغابة الزراعي، على الطراز الفيكتوري، الذي كان رمزاً لإمبراطوريةٍ غرُبت شمسها. افتتح البريطانيون تلك البيّارة في العام 1917، كي تبقى صامِدة لمائة عام فوق ضفة النهر، دون أن يجرفها الهدام، أو يخنقها الطمي أو تسد الرمال مشربها.
تلك البيّارة، هي إحدى مُعجزات العقل الهندسي، الذي خطّط سواقي السودان النيلي، بموجب قانون الأراضي لسنة 1905م. تبع ذلك قانون تسوية الاراضي لسنة 1925، فإُضيفت بموجب تلك التسوية أراضى «الأبيار» وأراضٍ ميرية فوق الحفير، لرقعة المشروع التي تتوزّع حالياً على 1050 حواشة، غير قابِلة للزيادة!
اليوم وبعد انقضاء الأجل، يتهيأ أهالي الغابة للاحتفاء بمرور قرن كامِل على مشروعهم، الذي أحيا الفلوات عند مُبتدأ الحوض النوبي الكبير. أنشا المُستعمِر مشروع الغابة، على الضفة الغربية، موازياً لعاصمة السودان القديم ــ دنقلا العجوز ــ ضمن مشاريع مؤسسة الشمالية الزراعية .
كان الهدف بعد زوال حقبة المهدية، هو بناء قاعدة انتاجية تهيئ استقرار الأهالي، حتى يسهُل حُكمهم. كان الاستعمار شراً، تمخض عنه خير كثير، بينما كان الحكم الوطني خيراً، جلب لنا شراً مستطيرا. من خيرات الإستعمار هذا المشروع، الذي يمتد في مساحة قدرها 3000 فدان، غير قابلة للزيادة. هناك صورة ليوم افتتاح تلك البيّارة، نشرها الصحفي التوثيقي عمار كيجاب، يظهر فيها الحاكم أو المفتش الانجليزي بصحبة قرينته، مع بعض الخواجات في أزيائهم التي تميّز موقع أي منهم في دولاب الدولة، بينما يقف بعض الأهالي بجانب كومر الحكومة.. ذاك الكومر كان حياً إلى عهد قريب.. البيّارة وما حولها من ذِكريات، قد يجرفها النيل الذي يتنكّر لساكنيه، حيناً بعدَ حين. في العام 1922، في عهد الناظر محمد المهدي حامد، تم تسجيل مشروع الغابة، بإسم الشيخ ميرغني سوار الذهب، تسهيلا للاجراء الإداري المطلوب.
كانت الحكومة الاستعمارية حينها، تعتمد على مشايخ الإدارة الأهلية في تعاملها القاعدي، فلم تجد أفضل من ذلك الشيخ الوقور، ليمثِّل أهله الذين لا يعرفون النعرة القبلية، لكونهم خلاصة تجربة الانصهار التاريخي بين النوبة والعرب.
أهالي الغابة يعدون العُدة للاحتفاء بالذكريات، لأن حالهم من حال البلد..هناك ماضٍ يصعُب الحفاظ عليه، إن كان النّهر يغيّر وجهته حين، وإن كانت الأراضي التي يفترض أن تكون إمتداداً للمشروع، قد آلت لمستثمري البراسيم، الذين يستحلبونها لمدة 99 سنة، قابِلة للزيادة!




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 19 فبراير 2017

اخبار و بيانات

  • القبض على المتهمين باغتصاب طفلة كوستي
  • وفد من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يغادر إلى القاهرة للحاق باجتماعات الميرغني
  • صلاح عبد الله قوش: نحتاج لاستنباط مشروع فكري جديد يستوعب المتغيرات
  • هيئة علماء السودان ترفض مقترحات الحريات وتحذِّر
  • عمر البشير يبحث مع محمد بن زايد تطوير العلاقات ومحاربة العنف والتطرف

    اراء و مقالات

  • حيثيات خطاب اجازة بقلم إسحق فضل الله
  • بنك نادية يا بشار..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • هنا (الويكة) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين الشيخ عبدالحي يوسف وصحيفة التيار ! بقلم الطيب مصطفى
  • الحزن النبيل بقلم البروفيسور عبدالرحمن إبراهيم محمد
  • ما خفي كان أعظم و أنكى فسادا .. !! بقلم هيثم الفضل
  • شمائل ..وارهاب اهل الفكر المائل بقلم عبد الغفار المهدي
  • معركة ذات الشمائل بقلم نور تاور
  • نفخ المؤتمر الوطني الكير لأستمرار اللهب والنار لإبادة شعب جبال النوبة الفقير بقلم محمود جودات

    المنبر العام

  • شمائل النور
  • ((لماذا يتوقف المبدع ويصبح الإبداع عصيا جدا؟))
  • شقيقة الوالي سبب كارثة المعلمة رقية ورئيس لجنة التحقيق لعنةالله عليه(صور)
  • Sudan’s president accompanies UAE’s rulers to defense show
  • Trump’s sons get red carpet treatment at Dubai golf club opening
  • الكون الهولوغرامي
  • اجراءات السيارة وتكلفتها عند ناس الجمارك افيدونا بالارقام في حالة النهائي
  • هل اقتربت نهاية سيلفاكير؟؟؟؟
  • أعرف أنت وأهل السودان عن السلفية الجهادية في السودان
  • السودان يستورد جير لتبييض السكر بـ(150) مليون دولار
  • الاجهزة الأمنية تستدعي رئيس مجلس الكنائس السودانية لمشاركته في مؤتمر صحفي
  • بالتفاصيل حول حادثة تصفية رعاة الحوازمة
  • ياااا ترامب بطل كضب!!
  • هيئة علماء السودان لا توجد مساواة بين الذكر والأنثي و تستنفر الائمة للوقوف ضد التعديلات الدستور
  • وزير الزراعة يتهم جهات مجهولة بادخال فسائل النخيل “للمكيدة” بالاقتصاد السودانى
  • *** قطعة ارض فى رفاعة للبيع درجة اولى على ناصيتين غرب وجنوب ***
  • حزب “الدقير” يفصل اشراقة سيد محمود من عضويته
  • مئات الآلاف مهدَّدون بالترحيل السريع.. إدارة ترامب توسِّع قائمة المهاجرين الذين سيتمُّ طردهم، وهذه
  • سؤال في غاية الاهمية للاخوة الجمهوريين ؟؟ فهل من مُجيب على هذا السؤال ؟؟
  • الأعدام في ميدان عام عقوبة جريمة اغتصاب الأطفال
  • حقائق مثيرة عن فسائل النخيل
  • اضراب زريبة العيش بكوستي
  • القافلة الطبية السنوية الخامسة الى النيل الابيض .. مدينة كوستى ..
  • وردتانِ على جُثَّتِي
  • الأستاذ فاروق هباني مدير عام شركة المهاجر العالمية مرحبا بكم في جدة ( توجد صور )
  • هع كع كرع انبهلت يا ودالباوقه
  • اين انت يا بريمة آدم ؟؟؟
  • كوستى تمطر الان
  • وزير الزراعة بروف الدخيرى ينكر الجريمة التى ارتكبها بإستيراد الفسائل الفاسدة
  • وفاة الرجل الأعمى الذي قضى في السجن الإنفرادي ربع قرن, هل هو مثير للجدل؟ طبعا
  • إسهال في المنبر ...
  • مُقترح مُؤتمر أعضاء سودانيز بالخرطوم، وإقتراح الأخ يحي قباني...
  • رسالة عاجلة الي السيد الامام الصادق المهدي !!
  • شمائل ليست وحيدة ضد مافيا الأخوان والإرهابيين..
  • Re: شمائل ليست وحيدة ضد مافيا الأخوان والإرها
  • شمائل النور جابت الهوا من قرونه