*في مطلع الألفية طرح أنيس منصور تنبؤات خطيرة.. *قال إن المنطقة العربية ستشهد هزات عنيفة في مقبل الأعوام.. *وحدد دولاً بعينها قال إنها التي ستبدأ عندها الزلازل أولاً.. *وهي مصر وتونس وليبيا واليمن والعراق وسوريا والسودان.. *ستشهد- حسب أنيس- اضطرابات وثورات وانفصالات إلى (حيشان صغيرة).. *ثم تزحف الزلازل نحو دول أخرى على رأسها السعودية.. *وحين سُئل أنيس عن مصدر توقعاته هذه اكتفى- كعادته- بالصمت.. *ولا أحد يعلم- إلى يومنا هذا- هل كانت معلومات أم نبوءات أم استقراءات؟!.. *علماً بأن لا (شيء) كان ينبئ بأي (شيء) في ذلكم الوقت.. *الوحيد الذي كان يرى أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة هو أنيس منصور.. *وبمنتهى (الهدوء)- كعادته أيضاً- قابل ردود أفعال ساخرة .. *وكان أكثرها سخرية ما صدر عن غريمه محمد حسنين هيكل.. *ومما قاله هيكل (إيش عرفه بتاع الخزعبلات ده؟!).. *ويعني بذلك ما كان يكتبه أنيس عن (النداهات) والغرائبيات وما وراء الطبيعة.. *والغريب إنه حين واتته الفرصة ليسخر من هيكل فعل العكس.. *واتته عقب ذلك بقليل في هيئة سؤال عن عدم حصول هيكل على شهادة جامعية.. *فقال (كويس أنه مضيعش وقته وهو بالذكاء ده).. *وهو نفسه لم (يضع وقته) في الحصول على الدكتوراه رغم تفوقه الدراسي.. *كان يرى أنها صارت محض غطاء يستر (عورات الغباء).. *ولاحظ أنه يتحدث عن الشهادات العليا في بلده- وقتذاك-لا عندنا هنا هذه الأيام.. *المهم أن صاحب (مواقف) فجر نبوءته تلك و(وقف).. *رفض أن يشرح، أو يستطرد، أو يتحدث، أو يُستضاف في التلفزيون.. *وهو أصلاً ما كان يحب الظهور على الشاشة.. *كان يرى أنه ليس لديه ما يضيفه (تلفزيونياً) إلى ما كتبه (ورقياً).. *وفضلاً عن ذلك كان يكره إجراءات ما قبل التصوير.. *ثم هنالك سبب مهم آخر وهو: (المسطحون) من المذيعين وأسئلتهم (السطحية).. *وكان أنيس يشيد بمقابلة تلفزيونية سودانية أواخر السبعينيات.. *مقابلة أجراها معه الإعلامي (المثقف) حسن عبد الوهاب.. *وفي سياق الحوار نقد خفي لغيبيات أنيس منصور وهو دارس الفلسفة.. *فيرد بأن الذين ينتقدون غيبياته أكثرهم (يعتقدون فيها).. *ودلل على ذلك بتعليق بعض منتقديه هؤلاء (تمائم) داخل سياراتهم.. *ونختم بتوقع أنيس لانفصالين في بلادنا.. *يعني ليس واحداً، وهو ما تحقق بذهاب الجنوب لحال سبيله و(دمائه!).. *ولو حدث الذي (في بالي) فهو أمر مفرح لتشابه (المزاج).. *وحوش صغير منسجم أفضل من كبير (متشاكس).. *وسينتقدني (معلقو التمائم !!!). assayha