*وقفنا أمام مدخل قاعة الصداقة تلبية للدعوة.. *دعوة بمناسبة زيارة حسني مبارك البلاد قبل سنوات خلت.. *ورغم الدعوة (الرسمية) مُنعنا من الدخول لسبب نجهله.. *أو هي الأسباب غير المعلومة ذاتها التي يُواجه بها الصحافيون كل مرة.. *وكنت وقتها رئيساً للقسم السياسي بالزميلة (الرأي العام).. *وبرفقتي- أو أنا الذي في معيته- رئيس التحرير (ذات نفسه) إدريس حسن.. *وطال الانتظار الممل لنحو ساعة من الزمان.. *وحين هممنا بالعودة- انتصاراً لكرامتنا- جاء من أقصى القاعة رجل يسعى.. *وقال لمن كانوا لدى الباب (يا قوم دعوهم يدخلوا).. *وحين دخلنا وجدنا مبارك- وجماعته- يهمون بالخروج (خلاص).. *وبعض جماعته هؤلاء نفر من صحافيي بلده، كباراً وصغاراً.. *بل كانت من بينهم (هلفوتة) صغيرة تنزل السلم مع رئيسها (الحجل بالرجل).. *أما نحن فكنا (هلافيت) كلنا في نظر المسؤولين عن التأمين.. *سواء من كان منا رئيساً لقسم، أو صحافياً مخضرماً، أو حتى رئيساً للتحرير.. *وكتبت- عقب ذلك- كلمة بعنوان (الهلافيت).. *و(احترمت) نفسي منذ ذلكم اليوم وبعدت عن مواطن (الهلفتة).. *والمهم في الموضوع أنه ما كان هنالك معنى لدخولنا بعد أن (خلصت الحكاية).. *اللهم إلا أن (نتمغص) ونحن نشاهد رصفاءنا المصريين.. *نشاهدهم وهم يحظون باحترام الجانب المصري- والسوداني- على حد سواء.. *بل و(يقدلون) على السلم- هبوطاً- مع رئيسهم ومرافقيه.. *والبارحة كتب بعض زملائنا- بحسرة- عن شيء مماثل حدث لهم.. *فهم (كركروهم) من العاصمة لحضور احتفال سدي أعالي عطبرة وستيت.. *فوصلوا- عند نهاية الحفل- وعادوا دون أن (يفهموا حاجة).. *أو كما قال- توصيفاً- أحد الزملاء (كنا مدلدلين مثل ديوك البطانة، ذهاباً وإياباً).. *وذلك بدلاً من أن يكون كلٌّ منهم (ود شيوخ البطانة).. *أو على الأقل، يكون مثل تلك الصحافية (المفعوصة) التي رافقت مبارك.. *فالصحفي لا يجب أن (يدلدل) رأسه إلا للحقيقة.. *ونظراً لما عانوه من رهق نقول لهم : أحمدوا ربكم أن كنتم ديوك بطانة.. *فديوك (بنات طه) كان حظها أسوأ حيث قتلتها (البهدلة).. *ولعل زميلنا عثمان ميرغني أراد أن يعطي المهنة بعض احترامها فربط (الكرافتة).. *وتبعه في ذلك زميلنا الظافر، وآخرون.. *ولكن المهم- قبل ذلك- (ربط أرجل اللهفة) إزاء دعوات قد تنتقص من قدر الصحفي.. *وذلك ما فعله شهيد صحافتنا محمد طه من قبل.. *كان يرى نفسه (أرفع) من أن يهينه بعض رفقاء الأمس، أو تلاميذه.. *وبكتاباته كان أهم- وأقوى- من أي مسؤول.. *دونما حاجة إلى (كرافتة طويلة !!!). assayha