*في ندوة"امكانية الوطن الواحد" التي نظمها منبر بلاك تاون بسدني السبت الماضي اثيرت قضية الهوية التي للاسف استغلت استغلالاً سيئاً في افتعال الفتن بين اهل السودان بلا طائل. *منذ ان طرح سؤال الهوية في السودان احتدمت معارك فوقية وسط المثقفين ما بين المتحمسين للهوية العربية والمتحمسين للافريقانية، ومنذ ذلك الوقت قلنا ان هذه المعارك في غير معترك وذلك لتداخل الدوائر العربيىة والافريقية مكاناً وثقافة. *تفاقمت هذه الخلافات في السنوات الاخيرة نتيجة الهيمنة الاحادية التي عمقت الفتن بين مكونات الامة السودانية وأ دت الى انفصال جنوب السودان واججت في دارفورصراعات مصطنعة وفق تصنيفات مدسوسة بين"العرب والزرقة" وهي تصننيفات عرقية لم تكن معروفة من قبل. *هناك مظالم تاريخية يعاني منها كل اهل السودان بدرجات مختلفة لكن سياسة الهيمنة والاستبداد وادعاء الوصاية على الاخرين جعلت بعض مكونات الامة السودانية تشعر بان هناك محاولة لطمس هوياتهم الخاصة، وذلك ادى لاستمرار الخلافات والنزاعات المسلحة. *هذا لايبرر تعميم الاحكام على تجاربنا الديمقراطية التي اجهضت أكثر من مرة، ولا على الاحزاب السودانية التي تحتاج بالفعل الى تقويم موسسى وديمقراطي، لكن من داخلها وليس بالانقلابات والتامر عليها. * المجتمعات الانسانية تتشكل من اعراق مختلفة بلا تفضيل بينها بسبب الاقدمية اوحقوق الملكية وليس من مصلحة ايمجموعةاثنية محاولة فرض هميمنتها وسيطرتها على الاخرين. *لذلك ساندنا وما زلنا نساند دعاة السودانوية الجامعة التي تجمع اهل السودان بمختلف مكوناتهم العقدية والثقافية والاثنية تحت مظلة الحاضنة السياسية"الديمقراطية" التي تضمن تداول السلطة سلمياًوديمقراطيا.