سياحة روحية.. بقلم اسماعيل عبد الله

سياحة روحية.. بقلم اسماعيل عبد الله


01-07-2017, 05:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1483804921&rn=0


Post: #1
Title: سياحة روحية.. بقلم اسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 01-07-2017, 05:02 PM

04:02 PM January, 07 2017

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-
مكتبتى
رابط مختصر


الله هو الرب والخالق الذي يعطف على عباده و يرعاهم و يقرب منهم الذين يولونه الطاعة و الاستسلام ويخلصون له الولاء بالعبادة , فالرحلة الدنيوية القاسية لابد لها من ايمان روحي يسندها ويقومها , سيرة المصطفى عليه افضل الصلوات و اتم التسليم ملأى بالحكم و المواعظ و العبر ,عشناها مع جميع مراحل العمر و هي بمثابة النبراس الذي يضيء لنا الطريق , محمد سيد الخلق جمع الناس من حوله بالحب و ليس بحد السيف كما يروج له اعداء الاسلام , الله سبحانه ارسله رحمة للعالمين و لم يكُ فاتحاً او غازياً , فهو الرحمة المهداة و النعمة المسداة , فكان خلقه القران , المدينة المنورة اضيئت بنوره و ازدهرت بحبه و بمؤاخاته فيما بين المهاجرين و الانصار في واحدة من اعظم قيم التجرد عن الذات و التفاني و التضحية ونبذ الانانية ذلك الداء العضال الذي فتت شعوباً وامماً خلت واخرى مازالت تعاني من هذا المرض الى يومنا هذا , كيف تتصورون ان يهب الانصاري احدى زوجاته لاخيه المهاجر ,انه أعظم عطاء من قوم عرفوا بتقديسهم للمرأة في جاهليتهم واسلامهم , انها مدينة النور و الخير مسكن أبي فاطمة محمد النبي الخاتم , فتلك البقعة لم تكن محض اختيار لسيد الخلق بل كانت المحطة الاهم في تاريخ الرسالة , تختلف عن غيرها من مدن جزيرة العرب بطيب معشر قاطنيها , كيف لا وهي المكان الذي هاجر اليه محمد (ص) ابتعاداً من بطش كفار قريش و هي الارض التي دفن فيها جثمانه الطاهر , فيها النخل باسقات في علوٍ مهيب يترجم استسلام مدينة الخير بكل ما فيها من بشر وشجر للواحد الاحد الفرد الصمد , عندما ردد اهلها (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع) كان قد الهمهم الله بان القادم اليهم هو البدر الذي به ينبلج نور الحق للناس اجمعين .
الحرم النبوي فيه منتهى الارتقاء الروحي , به الصلوات مستمرة , و به تلاوة للقران بكرة وعشية مع اندياح لمشاعر انسانية لا تتوقف ما دام التواجد داخل الحرم النبوي لم ينقطع , في الليل تبهرك الاضواء و انعكاسها على الثياب البيض و اللحى الشيب , وهرولة الكبار و الصغار للحاق بالصلاة حتى لا يحرموا انفسهم حلاوة وطلاوة تلاوة خطيب وامام الحرم النبوي , بعد اداء كل صلاة يستعجل المحبون للرسول (ص) ليلقوا عليه التحية في روضته الشريفة , مشهد اسطوري لحب أبدي لا ينتهي , اجهاش بالبكاء و تمرغ على حائط قبره المهيب , لم أر في حياتي حبا مثل هذا , فهو الاصدق والاعنف في الوقت نفسه , من بشر جاءوا من كل انحاء الارض , من اندونيسيا و الصين وتركيا وروسيا وافريقيا , لم يجعل الله لاحد مثل هذا الحب غير (محمد), اصفرت و احمرت الوجوه من البكاء بمجرد العبور بمحازاة الروضة و الجميع تعلوا اصواتهم بذكر : (السلام عليك يا محمد يا حبيب الله) , هذا المشهد يتكرر عدة مرات في اليوم الواحد , أي عشق سرمدي هذا ؟
قيم الحق و العدل التي أتانا بها خير البريّة أساسها الحب , لم يجتمع حوله الناس من كل جنس وصوب الا لانه يحبهم جميعهم على السواء, كبيرهم وصغيرهم , طويلهم و قصيرهم , ابيضهم و اسودهم , عربهم وعجمهم , لاتحدثوني عن ميثاق الامم المتحدة , لقد وضع الميثاق محمد بن عبد الله بتزاحم جميع هذه الامم من حوله, (مدينة الخير) بها (البقيع) مقابر بعض من الصحابة رضوان الله عليهم و بعض من زوجات الرسول (ص) و ابنائه وكريماته , انها ارض خير وبركة تلك التي احتضنت اشرف الخلق كلهم و خاتم الانبياء والمرسلين ,(شهداء أُحُدْ) , من منا لا يذكر سيدنا حمزة بن عبد المطّلب ؟ أسد الله وسيد الشهداء عم رسول الله الفارس المغوار, ومعه مصعب بن عمير وبقية الشهداء الكرام في سفح ذلك الجبل , عندما تطأ قدماك جبل أُحُدْ تسترجع كل الذكريات المقروءة عبر كتب التاريخ الاسلامي و التحديات التي واجهتها الرسالة في بداية انبلاج نورها.
مسجدا القبلتين وقباء فيهما عبق التاريخ و أصالة الانتماء , عبرهما يسوح بك خيالك الى اولى سنوات الدعوة , كلها اماكن مباركة تلهج بالذكر وإقامة الصلاة , النخل هنالك له شموخ يدلل على عظمة المهمة التي أختار الله سبحانه لها سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله ..
إنّ مكة المكرمة بها بيت الله , ومن قدسيتها انها لا يدخلها غير المسلمين , فهي حصراً للذين اسلموا واستسلموا لرب الكون الذي لا اله غيره , فالتوحيد هو السمة المميزة للمسلم , اخلاص الولاء لرب العالمين دون غيره , بداية هذا الشعور ينتابك و انت تغتسل و تتجرد من ثيابك الملوثة برياء الدنيا و خيلائها , وعندما ترتدي زي الاحرام فانت في لحظة ميلاد جديد و اقبال على من بيده ملك السماوات و الارض , كما جئت من بطن امك خالٍ من الخيط والقماش فانت اليوم يلفك القماش الابيض الذي يشبه كفن الموتى و لاشيء غيره , (لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , ان الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك) , اهزوجة من النغم الفخيم الذي يسافر بك الى عوالم الايمان و الانصياع لربوبية الله الواحد القهار , لا لذة تداني لذة مناجاة العبد لخالقه و تجديد قسم الولاء و الطاعة له وحده الذي لا شريك له , الوصول الى البيت الذي ارسى دعائمه ابراهيم الخليل و اصبح قبلة للطائفين و الراكعين و الساجدين له مهابة ورهبة و خوف , هذا المكان العتيق و العريق الذي فاق الحضارات و الامبراطوريات مهابة وعظمة, به عبق البدايات الاولى للتوحيد ومعرفة الله سبحانه جل جلاله , وذلك بالطواف حول الكعبة و الحجر الاسود لمحو الذنوب و طلب الغفران , ومسعى السيدة هاجر ام سيدنا اسماعيل (الذبيح) وهي تبحث عن قطرة ماء لتسقي بها وليدها, هذا الحدث العظيم الذي بذر اولى بذور الايمان في روح ووجدان ابراهيم الخليل الذي ترك زوجته وطفلها للواحد الاحد الفرد الصمد بكل ثقة وايمان لم يخب , تفجرت الارض رحمة بالوليد الرضيع (اسماعيل), فكانت عين ماء زمزم التي ما يزال نبعها يفيض ببركة الله و حبه لعباده العطشى لرحمته , ذلك هو السعي بين الصفا و المروة.
كل منا في حاجة الى مثل هذه السياحة الروحية التي تغتسل فيها دواخل النفس البشرية ذات النوازع السالبة , فالنفس من اشد اعداء الانسان لذاته لانها بين جنبيه ملتصقة به لا يستطيع الفكاك من نزعاتها الضارة بالصحة النفسية و البدنية , الا بعد الذهاب الى المغسلة الكبرى في الاراضي المقدسة من وقت لآخر , فالصدأ الذي يتراكم في النفوس مع مرور الزمان وتقادم العمر لا مزيل له سوى زيارة بيت مالك الملك و العبور بمرقد ابي فاطمة (ص) والقاء التحية عليه , اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم و تب علينا انك انت التواب الرحيم ..

اسماعيل عبد الله
[email protected]




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 07 يناير 2017

اخبار و بيانات

  • بيان إدانة لمجزرة مدينة الجنينة دار أندوكا من حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة
  • دعوة لمظاهرة للسودانيين بهولندا تنديدا بمجزرة نرتتي
  • بيان من رئيس حركة/جيش تحرير السودان حول مجزرة الجنينة
  • الإعلام والإستقلال حكايات، ومواقف، وأسرار يرويها محجوب محمد صالح، وعلي شمو بمنتدي الصحفيين
  • حركة العدل والمساواة تدين مجزرة الجنينه
  • الحزب الإتحادي الموحد – يدين أحداث مدينة الجنينة
  • أمين الشباب والطلاب بحركة تحرير السودان للعدالة يدين تجدد المجازر في غرب دارفور (الجنينة ) و يطال
  • الكاروري: قضية المعدنين المحتجزين في مصر تحتاج جلوس الطرفين
  • إسرائيل تقرر منح السودانيين غير العرب صفة اللجوء
  • وزير الداخلية: لا توجد تأشيرة خروج للسودانيين
  • (10) قنطار (تمباك) دعماً للوطني بشمال دارفور
  • عودة طائرة (سودانير) من الممر قبل إقلاعها لإنقاذ حياة سوداني
  • الحكومة السودانية: اتفاقات رئيسية مع حركات دارفور
  • قال إن مواجهتهم تتطلب دبابات وزير الداخلية: مسلحون أجانب يسيطرون على التعدين بجبل عامر
  • المركزي ينفي رفع الحظر الأمريكي عن البنوك السودانية
  • كاركاتير اليوم الموافق 05 يناير 2017 للفنان ودابو عن الوطني يقتسم الكعكة مع احزاب الحوار
  • البروف حسن ابوعائشه رائدا لطب الكلي في أفريقيا

    اراء و مقالات

  • لا يحتاج إلى دبابات!! بقلم عثمان ميرغني
  • (جهلول باشا ) بقلم الطاهر ساتي
  • ركَّاب سرْجينْ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • الأموات الأحياء!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • المشهد السودانى الان!! بقلم امانى ابوريش
  • امريكا تستعد لتنصيب ترامب والعالم ينتظر القادم الجديد بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • بين الذكاء والدهاء في السياسة أشياء بقلم مصطفى منيغ
  • قاطعوا سفراء (التمكين ).. من أجل نيرتتي والجنينة !! بقلم بثينة تروس
  • مستشفي الخرطوم التعليمي مركز صحي!!!؟؟؟ بقلم عميد معاش طبيب .سيد عبد القادر قنات
  • لا لإرهاب الشعب السوداني بقلم عواطف رحمة
  • كلام الناس السبت بقلم نورالدين مدني
  • عوائق وغياب الوحدة الوجدانية هي اسباب ترهل الثورة السودانية بقلم محمود جودات

    المنبر العام

  • الرئيس عمر البشير يتعدي علي الدستور و يمنع الفقراء من اهل الولايات من دخول العاصمة الخرطوم
  • هع عمر رماى التقيلة ما شافتك مهيرة
  • ** بشارات للعام والجاااي**
  • هديه الي البشير وحكومته من الشعب فديو
  • إلى الممسكين بمنتصف العصا ...
  • إحياء ذكرى الأستاذ محمود في برلين السبت 21 يناير 2017
  • اينا كنا في العالم واين اصبحنا ( ارجو مشاهدت الفديو ) لكي لا ننساء جادات وامثال صلاح ج
  • قال ان السودان خرج من الحلف الايرانى فلم يقبض الثمن ..... هل لهذا السبب اختفى السلفيون من المنبر؟
  • استخدام الكريمات في السودان مشاركه بصوتي في البي بي سي
  • خطورة الجماعات السلفية في ألمانيا!!!!
  • بيان مرتقب يكشف تفاصيل مقتل إرهابيين خطيرين (الرياض)
  • وداعا الزميل الشيوعى الكلس عبد المنعم سالمين.
  • مُغادرةُ اللُّغة!
  • حسن النيه
  • لا تهدروا دموعكم علي غزة..فليبكها البيضان منكم
  • ملتقي مريخاب الرياض في قائمة الشرف........صورة
  • مها الرشيد وذكريات الميلاد
  • من اين جاءت كلمة"دكتور" في السودان ؟؟؟
  • (العقل الرعوي) بعد غيبة طويلة يدور بيننا سجال اكاديمي ‏بحثي بمستوى رفيع ‏
  • إمام مسجد «الأنصار» ينتقد الحكومة السودانية: حكم البشير كابوس مرعب- صلاح الدين مصطفى
  • الذكري ال 32 لاستشهاد الاستاذ محمود محمد طه 18 يناير 2017
  • عاااجل .. نجاة ركاب الباخرة المصرية "نما" من حريق بميناء سواكن السوداني ..
  • الراكوبة حنينة