*اليوم ذكرى استقلال بلادنا ، اكثر من ستين عاماً تصرمت ، ونحن لم نجد انفسنا احراراً ولا مستقلين ،وبلادنا التى عانت طويلاً من فراغ الحماس الوطنى ، وفراغ الفكر والمذهبية ، التى جعلت نخبنا السياسية تلجأ لأحضان الطائفية وأسلمتها قيادها وقدرها وقرارها ، فنمت حركة سياسية منكسرة ، تولت زمام الامر بالبلاد ، فساقته من فشل الى فشل ، فمنذ بداية الحكم النيابي ، في المحاولة الاولى من بداية الحكم الوطنى وفى المحاولة الثانية بعد ثورة اكتوبر ، وذلك لأن احزابنا كانت طائفية الولاء وطائفية الممارسة ، وهى لم تكن تملك مذهبية في الحكم ، والطائفية نقيض الديمقراطية ، ففى حين تقوم الديمقراطية على توسيع الوعى الجماهيري تقوم الطائفية على تجميد هذا الوعي ،وفى حين ان الديمقراطية تقوم على خدمة مصالح الشعب ، تقوم الطائفية على خدمة مصالحها هى ، لشئ من هذا فسد الحكم النيابي الأول في بلادنا.
*وعرفنا ديمقراطية الاشارة ، وفوزوا ابوفطومة ، وكيف كانت توجه اصوات الناخبين وتشترى ، وكان النواب ايضاً عرضة للشراء وزعيم الطائفة واشارته هى النافذة التى تدير الفعل السياسي ، والصراع الحزبي الطاحن على السلطة أدى لتهديد سيادة البلاد واستقلالها ، وتجلى ذلك المظهر في الحكومة الائتلافية بين حزب الامة وحزب الشعب ، الانصار والختمية ، ودخلت البلاد في ازمة طاحنة جراء عدم الانسجام في الوزارة ، فكانت الرحلة التى قام بها الى مصر اسماعيل الازهرى عن الوطنى الاتحادى والشيخ على عبدالرحمن عن حزب الشعب بحثاً عن الوساطة المصرية ، وكانت تلك بداية إضمحلال مفهوم السيادة الوطنية ، منذ ذلك اليوم وحتى اليوم..
*وتوالت المفارقات وعجلة الفشل تواصل دورانها المحزن ، فكل تجربة نيابية تسلمنا الى عسكرية قابضة في وقت عصيب رأينا فيه تجارب العسكر على سوئها كأنها مخرج ، وفى آخر المطاف تسلمت زمام الأمر جماعة الإسلام السياسي التى أوصلتنا للحال الذى نحن فيه اليوم بعد ان فقدنا ثلث الأرض وثلث الشعب ، ثم عشنا صنوف العناء والعذاب في ظل واقع اقتصادى اليم ، وكل المعالجات التى طرحت أفرزت واقعاً اسوأ من سابقه ، وهاهى التعديلات الدستورية جعلت حتى شركاء الحكومة في حوارها ، يتراجعون ، مانريد قوله اذا كان الإستقلال جسد روحه الحرية ، فماهى قيمة الجسد بلا روح؟! وسلام ياااااااوطن .
سلام يا
2016الذى مضى و2017الذى أطل ، ربنا اجعل لنا مخرجاً من هذا الضيق ، ونوراً نرى به الطريق ، فاننا قد يئسنا من الساسة اللصوص ولم يبق لنا الا حلاً من عندك ياالله .. وسلام يا