*هفت نفوس أهل البلدة إلى (التغيير).. *تغيير الدماء والوجوه والخطب والبرامج و(الأجواء).. *خاصةً حاج بدري مدير المشروع الزراعي.. *فهو أشاع (أجواء) الاكتئاب في البلدة كلها بكثرة التكرار الممل مع الأخطاء.. *تكرار الأفكار والمقترحات والسياسات و(الكلام).. *ولا يستهل كلامه هذا إلا بعبارة حفظوها عن ظهر قلب وهي (صلوا عليه).. *وهم لا اعتراض لهم على (الصلاة) وإنما المشكلة في ما (يليها).. *وكلما أرادوا (تغييره) اصطدموا بعقبة إصرار (الكبير) عليه لسبب غير مفهوم.. *وفي يوم دعا الكبير هذا إلى اجتماع لا صلة له بالمشروع.. *أو في الحقيقة هو مشروع آخر لا علاقة له بالزراعة من قريب أو بعيد.. *وما أن التأم الجمع حتى طلب الكبير من (أحدهم) التحدث.. *ومع نهاية جملة (صلوا عليه) لم يبق في الاجتماع سوى نفر قليل.. *أما الغالبية المغادرة فكانت تهمهم (مفيش فايدة).. *والآن (مشروع) الحوار الوطني كنت من أشد المتفائلين به على غير عادتي.. *وبنيت تفاؤلي على أسس منطقية رجحت إدراك (الوطني) لها.. *قلت (أكيد) شعروا بمدى (الملل) الذي أصاب شعب بلادنا.. *ومع الملل فقر ونصب وتعب ورهق ومعاناة تجاوزت حدود الصبر (بمراحل).. *ثم استصحبوا تجارب الماضي والحاضر و(ثورات الربيع).. *ومن ثم فنحن مقبلون على مرحلة جديدة تكسر بها الإنقاذ (حتميات التاريخ).. *وتوقعت أن يشهد عامنا الجديد هذا التحول المنشود.. *ولكني بصراحة اُحبطت منذ أن حشرت بدرية قلمها في توصيات الحوار الوطني.. *فهي خطوة لا تبشر بخير أبداً من واقع معرفتنا بهذه المرأة.. *هي مثل حاج البدري الذي ما أن يحشر نفسه في مشروع حتى يتشاءم أهل البلدة.. *وتشاؤمنا هنا لجهة ما كنا نؤمل فيه من (انفتاح ديمقراطي).. *ثم ليت المشكلة اقتصرت على بدرية - تخصص قوانين الشمولية - فقط.. *فهنالك مشكلة منصب رئيس الوزراء الذي سيتم (احتكاره).. *وحتى بعد الاحتكار هذا- لصالح (الوطني) - فهو جُرد من أية صلاحيات حقيقية.. *يعني محض منصب (ديكوري) يزيد من حالة (الترهل).. *هذا الترهل الدستوري - والتشريعي - الذي انتقدناه كثيراً على خلفية (فقرنا).. *والبارحة انتقده إمام مسجد النور ذاته عصام البشير.. *وقال ما ظللنا نقوله دوماً عن عدد وزرائنا مقارنة بوزراء أمريكا (الأقوى).. *ولكن نحن نقول شيئاً و(حاج البدري) يقول شيئاً آخر.. *قال إن مخرجات الحوار تعني (المزيد من التوسعة في مواعين السلطة).. *وسيزيد عدد الوزراء والنواب والمساعدين ووزراء الدولة.. *و(صلوا عليه) ثم همهموا (مفيش فايدة !!!). assayha