العصيان..الظروف الموضوعية والذاتية..وسؤال البديل بقلم محمود محمد ياسين

العصيان..الظروف الموضوعية والذاتية..وسؤال البديل بقلم محمود محمد ياسين


12-31-2016, 08:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1483212556&rn=2


Post: #1
Title: العصيان..الظروف الموضوعية والذاتية..وسؤال البديل بقلم محمود محمد ياسين
Author: محمود محمد ياسين
Date: 12-31-2016, 08:29 PM
Parent: #0

07:29 PM December, 31 2016

سودانيز اون لاين
محمود محمد ياسين-
مكتبتى
رابط مختصر




أشرنا فى المقال السابق " نعم لسؤال ما هو البديل" الى أن البديل للحكم العسكرى القائم فى السودان يتناسل من حقائق صلبة ومعطيات محددة ماثلة فى الواقع الموضوعى للحياة الإجتماعية والإقتصادية؛ ولا يمكن للبديل أن يأتى من خارج وقائع ملموسة. وذكرنا أنه رغم نضوج الظروف الموضوعية (إستفحال الظلم والعجز البائن لنظام الحكم عن إدارة الدولة)، الا أن الظروف الذاتية لإحداث التغيير الوطنى الديمقراطى تعيش أضعف حالاتها، فإن أى تغيير الآن على صعيد الحكم لن يؤدى إلى تحول فى طبيعة الدولة التى ظلت طوال فترة الحكم الوطنى دولة مسخرة للبطش بالحركة الشعبية وسلب الجماهير ابسط حقوقها السياسية. فجهاز الحكم يختلف عن الدولة والإثنان ليسا متطابقين.

وفى هذا المقال نلقى مزيداً من الضوء على التحركات الشعبية ضد النظام الحاكم من زاوية ما يمكن عمله فى إتجاه تثويرها وبالتالى تعميق أثرها التراكمى ضد جميع أشكال الإستبداد على طريق المواجهة (المستقبلية) الحاسمة مع الدولة.

القصور الذى لازم حملة العصيان فى نوفمبر وديسمبر يتمثل أولاً، فى غياب رفع مطالب تهم الأغلبية من المواطنيين؛ فبدلاً عن المطالب (الهدف) صار العصيان (الأسلوب) دعوة تم ترويجها، كما ذكر أحد الكتاب، بأكثر من الهدف. وثانياً‘ التعويل على العصيان كأسلوب أوحد للنضال. فالعصيان وسيلة تكون أقل فعالية إذا لم تجد إجماعاً واسعاً من فئات الشعب المختلفة. وجدير بالإشارة الى أن كل التوقعات كانت تشير الى أن أنفجاراً شعبياً مشابه لإنتفاضة سبتمبر 2013 كان متوقع الحدوث فى نوفمبر الماضى إثر قررات الحكومة الأخيرة التى أدت لرفع الأسعار وتحرير سعر الدواء. والسؤال الملح هو ما إذا كان الترويج بأن العصيان سيسقط الحكومة قد أدى لإمتصاص نيران الغضب الملتهبة فى صدور المواطنين الذين بدأت مجموعات عدة منهم فى التحرك فى شوارع العاصمة الخرطوم وبعض المدن الإقليمة بعد إعلان الإجراءات الإقتصادية الجائرة. وهو سؤال يثير التساؤل حول الجهة التى دعت للعصيان!

وهكذا لا بديل من ربط التحركات الشعبية بمطالب محددة ما فتئ يطالب بها أفراد الشعب عبر نضالهم الوطنى الديمقراطى؛ وهذه المطالب تتعلق بقضايا الديمقراطية السياسية وتدور حول مسائل مثل إقرار إستقلالية الحركة النقابية وإلغاء القوانين التعسفية، إلخ. فالديمقراطية السياسية تؤمن للجماهير نافذة يمكن توظيفها لتحقيق مكاسب إقتصادية تتعلق برفع الأجور ودعم السلع الاساسية ومجانية التعليم والعلاج ، إلخ.

ولكن مهما كانت نتائج الهبات فيما يخص تحقيق بعض المطالب فالاصلاحات الجزئية لا تنفى التغيير الجذرى للدولة بتحويلها لدولة وطنية ديمقراطية، وكما ذكرنا سابقاً فإن هذا لن يتحقق إلا بتقوية القوى الذاتية فكراً وممارسة. وهذا يفرض الإستعداد لنضال طويل الأجل لا تغيب عنه الصورة الكلية للواقع السياسى. فماضى التطور السياسى المتسم بالسيادة السياسية للطبقة المعادية للشعب ظل، منذ الإستقلال، يفرض طبيعة بنية الحكم فى البلاد. فما الماضى، فى هذه الحالة، الا المقدمة ( past is prologue). وفى غياب تكوين رأى ثاقب حول التغيير مغايراً للتوجهات الرجعية للدولة فإن أى تغيير قادم لن يمت نسبه الا الى سلسلة نسب أنظمة الحكم التى مرت على البلاد منذ نهاية الإستعمار المباشر: تلك السلسلة التى يمثل الاقتصاد المتخلف الحبل السرى الذى يحكم الرباط بينها؛ وتكوين الرأى المناقض يتمحور حول هدفين: تحرير مفاصل الإقتصاد الوطنى من قبضة التبعية وتعليمات المؤسساتها المالية العالمية (International financial institutions) وإنجاز الديمقراطية الإقتصادية بحل المسالة الزراعية من خلال إزالة علاقات الإنتاج القديمة واسلوب الإنتاج الصغير مما يعبد الطريق لنمو قوى الإنتاج وبالتالى توسيع دائرة الانتاج. وأداة التغيير الوطنى الديمقراطى هى الديمقراطية التى تعبر عن مفاهيم الحرية والمساواة الحقة ومبدأ حكم الشعب لنفسه عبر التمثيل النيابى لصالح الأغلبية من السكان الذين يتشكلون من العمال والمزراعين؛ وفي هذا الصدد فإن تحديد القوى الطبقية الملقى على عاتقها مهمة التغيير مسالة تنبع أهميتها من تجنب المصطلحات الفارغة المحتوى مثل ”قوى التغيير“ و ” القوى الحديثة“ التى تهدف الى التعميم (بقصد أو غير قصد) وبالتالى قطع الطريق على أي تغيير حقيقى على الصعيد الاجتماعى/ الاقتصادى.

وهكذا فالتغيير لا يحدث خارج الوقائع المادية للحياة وليس بالكلمات المنمقة التى تعج بها كتابات مؤسسة على فرضيات مبنية على التصورات والتخيلات الشخصية للباحث وغير مطابقة للواقع ورغم إتساعها وإسترسالها فهى فى النهاية لا تقول شيئا، ينطبق عليها قول شكسبير ”حكاية ... يرويها أحمق ملؤها الصخب والسخط ولا تعني شيئاً.“ –
"It is a tale told by an idiot, full of sound and fury, Signifying nothing."

كذلك، فيما يتعلق بالتغيير يتطلب الأمر :

أولاً، النظر إلى أبعد من مكونات السلطة العسكرية والتمعن جيداً فى أهداف بعض من يعارضونها؛ فهناك من تحركهم مصالح تصب فى صالح جعل عملية تغيير جهاز الحكم تجرى بشكل دائرى حيث تنتهى لخلق نظام معاد للشعب. ومثالاً لهذه القوى ذلك الاسلامى المنافق الذى بعد أن كان يقدم خدماته لنظام حسن الترابى الظلامى بلا سقف أصبح الآن ينادى بالديمقراطية الليبرالية ويدعوا للتمسك بمزايا الشخصية السودانية المزعومة التى تناى عن المجابهة والمصادمة وتتجه الى الإعتدال، ومثال آخر أولئك الذين يمارسون التمويه بالتظاهر بمعارضة النظام فى حين انهم يتامرون ضد الشعب من خلال مشاركة أتباعهم بفعالية فى أجهزة الحكم السيادية والأمنية، واخيراً الحركات المسلحة التى تعطى الأولوية لمسألة الهوية فى الصراع السياسى الدائر فى السودان.

وثانياً، القراءة الصحيحة لموقف مواطنوننا الذين يطرحون سؤال ما هو البديل وعدم الإستخفاف بعقولهم. إن الناس فى بلادنا يطرحون سؤال البديل لأنهم لا يريدون تكرار تجربة الانظمة العسكرية سوى بقناع إشتراكى كاذب أو بتسليط القوانين الإسلامية على رقابهم؛ لا يريدون عودة الحكومات الطائفية التافهة؛ لا يريدون من يمارس التعسف بفرض القوانين التى تسلبهم حق التعبير عن الرأى والتنظيم والتظاهر والإضراب؛ لا يريودون الأنظمة المتزمتة التى تضرب النساء والرجال بالسياط لا لسبب غير انهم اختاروا ممارسة حريتهم الشخصية بالصورة التى يريدنها من دون إيذاء الآخرين. ومن ناحية أخرى فإن سؤال البديل عندما يكون مصدره نظام الحكم فهذا إعتراف من الحاكمين بفشلهم وإخفاقهم وسقوط سياساتهم. أليس أعضاء المؤتمر الوطنى يكشفون ببلاهة عن عجزهم ويفضحون أنفسهم عندما يصيحون فى وجه الشعب المنتفض: ما هو البديل؟


ثالثاً، عدم إهمال العامل الخارجى؛ فليس المطلوب ترقيتنا للعمل السياسى بإلإبتعاد عن الشعبوية السياسية فحسب، بل تجاوز المحلية الضيقة وإستصحاب التفكير الجاد فى مدى تأثير ديناميات الصراع الدولى على تطورات الوضع الداخلى. وتتضاعف أهمية إعطاء الإعتبار للعامل الخارجى على ضوء سعى الدول الكبرى الحالى لإعادة ترتيب ميزان القوة بينها من خلال إحداث تغيير جذرى فى الدول الطرفية لا مثيل له منذ الحرب العالمية الثانية.



أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 31 ديسمبر 2016

اخبار و بيانات

  • مساعد رئيس حركة تحرير السودان (مناوي) ابوعبيدة الخليفة في حوار مع صوت الهامش
  • الجبهة الوطنية العريضة والحركة الشعبية لتحرير السودان يدعون لقيام مركز موحد للمعارضة
  • الحكومة: الحركه الشعبيه لتحرير السودان قطاع الشمال يلعب على كرت خاسر
  • أسامة عوض الكريم-أميركي من أصول سودانية مستشارًا لوزير الخارجية الأميركي
  • أسرة فاطمة أحمد أبراهيم تنفي شائعة وفاتها
  • إمام وخطيب المسجد الكبير بالخرطوم الشيخ كمال رزق يدعو الشرطة لضرب أوكار الرذيلة في ليلة رأس السنة
  • كاركاتير اليوم الموافق 31 ديسمبر 2016 للفنان عمر دفع الله عن عمر البشير و عام ٢٠١٧

    اراء و مقالات

  • السودان في كتب الرحالة والمؤرخين جمع وإعداد البروفيسير قاسم عثمان نور* عرض وتقديم: غانم سليمان غان
  • من المحيط إلي الخليج ... ماذا دهاكم يا عرب ؟ ! بقلم حامد ديدان محمد
  • أكلتم السحت.. و لا تزالون تأكلون، سيدي الرئيس! بقلم عثمان محمد حسن
  • المناضلة:( ميرا ) على عرش التتويج ضمن العشرة الأوائل !. كتب:أ.أنس كوكو
  • مفاجأة/ تراجي مصطفي وزيرة للسلام بقلم جمال السراج
  • الولايات المتحدة وطمأنة تركيا حول الدور الكردي في سوريا والعراق بقلم د. حسين أحمد السرحان
  • إن عانقتك فلا تخف كتاب يسبر غور عالَم التوحّد بقلم عزالدين عناية
  • الشعب الايراني وجرائم نظام الملالي في حلب بقلم علي قائمي
  • لكين نحن مستعمرين يا عمدة؟ بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • أخوكم في الله فلان بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • تِجَارة بَشَرْ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • أزمة في بيت الجراح!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • بهذه الصالة أسهر!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • عدد خاص عبارة عن عصيان اعلامى بقلم سعيد شاهين
  • الف مريض سرطان شهرياً ومستشفى7979!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • فوبيا الحرب تصيب اكبر قوة في العالم.. بقلم خليل محمد سليمان
  • بيان البطرخانة القبطية وحقوق الشعب القبطى بقلم جاك عطالله
  • توضيح لقرائي الأعزاء لماذا لم تنشر مقالاتي الأخيرة في الراكوبة ؟ بقلم عبير المجمر (سويكت)
  • مقاطعة شركات الاتصالات ضرورة ملحة بقلم مصعب أحمد الأمين
  • عيشة العام 2017م نصلي لأجل السلام في السودان وكل العالم بقلم ايليا كوكو
  • لا لمصادرة الصحف والتضييق على الرأي الاخر بقلم نورالدين مدني

    المنبر العام

  • انعل دين فرنسا زاتوا........
  • لسان حال البشير يقول يا ليتنى قدمت لحياتى
  • احذروا السفير عبدالله الأزرق يا ناس ايرلندا!!
  • غريبة المستثمر في الادبخانات بتحدث عن فشل العصيان
  • اقتراح لمابعد ذهاب الجماعة
  • وكتب عثمان ميرغني : اللهم لا شماتة في الشعبي !!
  • الصُّعُودُ و ممرُّ الأعوامِ
  • والدة عضو المنبر والزميل كمال إدريس إلى رحمة الله
  • جمهورية سودانيز الديمقراطية
  • وانتصرت سوزان كاشف
  • سجمك وب عليك (نقطة الاعوده) للعتصام والعصيان المدني من اسرار
  • فيرغوس نيكول و الإمام المهدي: و لماذا نحن مقصّرون؟
  • التشكيك بأن هذا أمنجي وهذا غواصة هو أسلوب جهاز الأمن لإفشال أي عمل ضد حكم الإنقاذ..
  • اتحاد مُلاك الحقيقة المُطلقة على مواقع التواصل الاجتماعي .
  • ...
  • ندوات الجمهوريين حول كتاب نقد الفكر الديني للدكتور صادق جلال العظم
  • عزة في الفؤاد دوا يشفي الوبال ... مصطفى سيد احمد ...
  • ربما هنا سانحة لتحرير {اللبوة} من مفاهيم سودانية ... قرعاء
  • #صباح_الخير
  • ثمانية أمراض للبصيرة، تحجبنا عن الإيجاب فى الأشياء
  • تكوين جبهة شبابيه بالفيس بوك للدعوة لاسقاط النظام مرحب بالشرفاء

  • Post: #2
    Title: Re: العصيان..الظروف الموضوعية والذاتية..وسؤال
    Author: واحـد زهجـــان
    Date: 01-01-2017, 08:46 AM
    Parent: #1

    لقد هدأت العواصف المصطنعة أخيراَ ،، ويا زيد لا رحنا ولا جئنا .
    المخترعين لتلك العواصف قد فشلوا في دراسة الجدوى .
    والإقرار بالفشل ضرورة تؤكد قمة العقل والتعقل .
    والإصرار في مواصلة نفس مشاوير الفشل يمثل قمة الحماقة .
    ومن العبث أن يكرر البعض مقولة تأثيرات تلك الأحداث الوهمية على النظام .
    والنظام يضحك من ضآلة المواقف وفخامة الإشاعات .
    والشعب ليس مع ذلك النظام وليس مع هؤلاء البسطاء .
    ولا يهم الشعب من هو القابض كما لا يهمه من هو ذلك المتربص المترصد .
    ولا يهمه كثيرا ذلك الإسهاب بالحروف والكلمات .
    ولا تهمه تلك المقالات التي تجلب الغثيان من كثرتها وكثرة عناوينها .
    ولا تهمه تلك الفلسفات العشوائية التي تملأ الساحات والصفحات .
    ولا تهمه تلك الأفكار السياسية القديمة البالية أو الحديثة الخادعة .
    يهمه فقط أولا وأخيرا ذلك البديل المفيد الذي يزيل عن كواهله الأثقال .
    يهمه فقط ذلك الإنسان صاحب الضمير الحي الذي يشاركه البكاء والنحيب .
    يهمه ذلك الإنسان الذي يتحسر على قطعة الخبز التي أصبحت كالألماس في الندرة .
    يهمه ذلك الإنسان الذي يتألم لأنين الشاكين والباكين في أروقة المساجد والطرقات .
    يهمه ذلك الإنسان الذي يتألم بآلام المرضى العاجزين عن المعالجة وشراء الدواء .
    يهمه ذلك الإنسان الذي يتواجد في وسط معمعة الأحوال القاسية في السودان .
    أما غير ذلك من كتابات المهابيل فذاك مجرد عواء كعواء الذئاب والكلاب .
    مجرد حروف وكتابات لاستهلاك ضعاف البشر ،، لا تسمن ولا تقني من الجوع .
    فهؤلاء جعلوها معركة وهمية ثم هم أنفسهم قد نالوا صفعة الهزيمة في نهاية المطاف .
    النظام القابض للسلطة في رأي الشعب هو ذلك النظام الظالم المجحف ،، الفاسد المفسد .
    والبديل المتربص في رأي الشعب هو ذلك المرفوض بالفطرة جملة وتفصيلاَ .
    حقيقة يكررها الشعب منذ سنوات وسنوات .
    ولكن ما زال البعض يتعمد أن يتجاهل تلك الحقائق .
    وهنالك من لا يريد أن يسمع صرخات الشعب ,
    وبالرغم من ذلك التجاهل فإن التجارب في أرض الواقع تؤكد مواقف الشعب الثابتة .
    وهو ذلك الشعب الذي أخرس التوقعات مرارا وتكراراَ .
    وفي نهاية المطاف لن يكون إلا ما يريده الشعب السوداني .