إنه فجر الثورات ... صباحات التحرر من ربقة المستعمر البقيض ... إنه أربعينات ، خمسينات ، ستينات ثم سبعينات القرن العشرون يوم أن نفض الإنسان العربي عن جلبابه ( أوساخ ! ) المهانة والذل وبدأ يشتم ( دعاش ! ) ورائحة الحياة الكريمة .... إنه فجر الصحوة العربية الكبرى ، لكن التحدي كان كبيراً كما سنرى ! خرج المستعمر الغربي عن مستعراته في إفريقيا السمراء وآسيا لكنه ( تحديداً ) في الآراضي العربية ، قد ترك إرثاً ثقيلاً ومهمة حاول الثوار العرب تجاوزها ولكن دون أدنى تقدم ! تلك المهمة هي ( إعادة ! ) دمج الأسر العربية في مجتمع واحد أسوة بالماضي التليد الذي ( ولَّد ! ) القوة العربية تحت قيادة رجل واحد ... مثلما كانت ( الخِلافة ! ) العربية المسلمة بعد أن تمدد العرب المسلمون في آسيا وشمال إفريقيا ( المغرب العربي ) وذهبوا إلي أبعد من ذلك ودولة الأندلس في أوربا خير شاهد على ما قلنا . إلا أن الرجل الأبيض كان خبيثاً جداً ، فقد قسم العرب إلي دويلات لا حول ولا قوة لها وشعاره هنا ( فرَّق تسد ) . بل تتقاتل فيما بينها لأتفهة الأسباب والادهى والأمر ، فقد جاء بعده ( حكام عرب ! ) حكموا بالحديد والنار ولعشرات السنين ... حكام مستبدون ، ظلمة وخونة لأوطانهم ... حكام ( غيَّبوا ! ) الرأي والرأي الآخر ... كمموا الأفواه وقتلوا ، التعليم ، التنمية بشقيها البشري والمادي وحولوا أموال المواطن العربي إلي جيوبهم وبطونهم التي لا تشبع ! ... هذا في معظم دول الوطن العربي .... إلا أن هناك قادة من بينهم ، سعوا سعياً عملياً وحثيثاً وجاداً لإعادة مجد العرب ، فكان هناك الزعيم ( جمال عبدالناصر ) الذي رفع شعار القومية العربية ثم مسح وكنس آثار المستعمر الكريهة من تخلف وجهل وفرقة بين الاشقاء العرب وهناك قادة أُخر نادوا بالبعث العربي لإعادة الحضارة والريادة العربية فكان الشعار المرفوع هو ( أمة عربية واحدة ، من المحيط إلي الخليج ! ) لكن الغرب ( الصليبي ! ) لا زال على (الخط ) والعمل الحثيث لزرع الفرقة والشتات بين الأخوة وبين الدويلات العربية التي أنشأها ... نجحت خطته المجرمة في ( تجهيل وتخلف ) الإنسان العربي وذبحه من الوريد إلي الوريد فأنشقلت الدول العربية بأساسيات الحياة من مأكل ومشرب وصارت المجتمعات العربية مجتمعات مستهلكة لما عند الصليبيين الجدد . إن نحن تأملنا ما يجرى الآن في الوطن العربي من شتات وفرقة وحرب ودمار وتشريد وجوع ومرض ، نعرف تماماً أن المستعمر الجديد في الغرب الأمريكي ( ومدللته إسرائيل ) وروسيا المجرمة زائداً دولة إيران غريبة الأطوار ، نعرف تماماً أن الوطن العربي مستهدف أبد الدهر حتي قيام الساعة فما القاعدة وداعش إلا ( عملاً ) صليبي لإبقاء العرب ميتين ونزع القوة والريادة عنهم حيث دمرت العراق ، سوريا ، ليبيا ، اليمن ، تونس ومحاولاته تجرى على قدم وساق ( لتغييب ! ) مصر والمملكة العربية السعودية عن مسرح الأحداث الإقليمية والدولية وعن مسيرة التقدم ونزع الريادة عن هاتين الدولتين حتى يظل الإنسان العربي ميتاً كما خططوا له ... إن فتنة ( داعش ! ) وفتـنة ( الشيعة ! ) في عالم العربي اليوم ما هي إلا ( أحابيل ! ) أُريد منها إسكات صوت العرب ومسح آثاره الماضية حتي لا يقوى على وضع ( سفينة ! ) الحضارة والريادة العربية في مسارها القديم وحتى لا ( يصيح ! ) العرب بهذا الشعار الكبير والمخيف : أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ... حدودها من المحيط إلي الخليج ! إن الكرة الآن في ميدان العرب والمهمة صعبة للغاية ومع ذلك فالعـرب يتطلعـون إلي ( ظهور ! ) زعيم عربي جديد يقود العرب إلي الأمام ، يحررهم ، يعلمهم ، ويوحدهم وما ذاك على الله ببعيد ، فأنتظروا وإستمروا في كيدكم فالعرب يعملون بجد لإزالة الهوان والعار الذي ( لعقوه ! ) منكم ياصلبيون وما ( مدللتكم ! ) إسرائيل إلا ( مولود قبيح ) لنياتكم اللا إنسانية فالعرب قادمون حتماً لبناء دولتهم ( من المحيط إلي الخليج ) وهيا نصيح : أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة .
وآن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين .