تِجَارة بَشَرْ..! بقلم عبد الله الشيخ

تِجَارة بَشَرْ..! بقلم عبد الله الشيخ


12-31-2016, 03:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1483195934&rn=0


Post: #1
Title: تِجَارة بَشَرْ..! بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 12-31-2016, 03:52 PM

02:52 PM December, 31 2016

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


هذا طرف من الحكاية.. الكِلية تُباع بعشرة آلاف دولار، وبعض شباب السودان أُصيب بالإحباط، فضرب في الأصقاع يبحث عن حل.. كثيرون ضاعت خطاهم في الدروب.. بعضهم خرج في طريق مصر، بعضهم نفد من الصحراء الكبرى ليضيع في مهالِك ليبيا أويغرق في بحرها، وآخرون ساخوا بين صخور وأمور، في بلدان شرق أفريقيا
شباب في عمر الزهور، يهربون من أرض المحنّة ــ السودان ــ إلى أُوربا، أو يحلمون بالعمل في بلاد النفط، رغم أن الحال هناك لم يعد رائِقاً.. يائسون و ضحايا لزمن ماحِق، يهربون من واقع التعطُّل والغلاء، إلى الموت المجّاني، بينما الدنيا في نواحيها الأربع، يضربها الجفاف والجفاء الانساني بمعناه العريض.
أولئك الضائعون كانوا بمثابة صيدٌ ثمين لمن يعملون في تجارة البشر متعددة الجنسيات.. تلك تجارة رائِجة، تقوم بها عصابات تلاقت مصالحها على ارتطام الدّم بالدّم، على الاستثمار في حياة التّعابى، وعلى بيع أعضاء الجوعى المُحبطين..عصابات متمرِّسة توهِم الشباب بُمجازَفة سريعة نحو جنّة الوهم ــ أوربا ــ مُجازفة بالروح، يأخذون ثمنها مقدّماً.. إنها رحلة نحو الموت مدفوعة الثمن بالدولار، يدفعه الضحايا من شقائهم.. رحلة لاذكرى فيها لقتيل ولا عقاب لقاتِل، فالنهاية غالباً ما تكون بذوبان الجثث في الماء الملح.
هذه نِتف حِكاية سوداني كان يطمئن لأخيه في ليل القاهِرة..القاهرة لم تعُد تلك المدينة الرّطِبة، إنها الآن تعُج بالمُهرِّبينَ ذوي الاشتياق إلى لون السودان الخُداري.. في القاهرة يتصيد المهروبون فرائسهم من ميدان العتبة، ومن أزقة الحواري..لقد توسّعت المدينة إلى ما بعد مدينة ستة أكتوبر، وكم لصحراء مصرَ، من مآربَ وخيام..
بائعي الموت بارعون في اصطياد بني جلدتهم.. كان الجنس للجنس رحمة فيما مضى، قبل أن يحِن الدمُ إلى الهدر.. ذلك الحنين يبيع “الرأس” بثمن بخس، من أجل عمولة بالجنيه المصري، فالدولار صعيب على الغريب..الدم الحامي يُحن إلى ماذا، والضحايا يتم إيداعهم في مخابئ التهريب تمهيداً لزلق أرواحهم ببرود غريب، في عرض البحر.. العصابات تبيع الوهم لليائسين الذين لا يمكنهم العودة إلى أرض الوطن. ينتزعونهم من شوراع مصر وليبيا، لسفرٍ أخير، بكُلفة ثلاثة آلاف دولار و60 يورو..هذه الستين يورو، تُدفع أولاً ، قبل أي كلام.
من جملة التحصيل يشتري الصائِد لفرائسه مركباً متهالكاً أو مطاطياً، ينتهي بهم في عرض البحر.. يتواجد المهربون في المقاهي الشهيرة التي يرتادها السودانيون، بينما تدير شبكات التهريب أعمالها من لندن والقاهرة والخرطوم، ويتعاون معها رجال كِبار، مِن أرفع المستويات، في البلدان المُطلِة علي المتوسط.. أولئك الشباب الضائِع يتم حجزه لفترات طويلة في أماكن بعيدة عن المناطق الحضرية، بحيث يصعب عليهم الهروب، حتي يتم اكتمال العدد المراد ترحيله / قتله!
على المستثمر في أرواحهم، شراء مركب يليق بميتة عظيمة لأولئك السُّمر.. حمولة السفينة تتم بصورة عشوائية، ما يؤدي إلى غرقها بعد أن تختفي من أنظار المودِّعين، أو بعد نفاد خزّان الوقود! هذا بعض من حكاية شباب السودان في الغربة.. يخادعونهم بالإقامة في أرض ليست لهم، وبالحجز في بواخِر ركّاب “على مستوى عالٍ من الفخامة”، وحين يواجهون الحقيقة، ويتبدّد الخيال، يصعُب درب الوصول.. وتستحيل العودة..فلا أشواق، ولا ذِكرى، ولا عزاء.. إنه الموت، في الماء الملح!
akhirlahza


أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 30 ديسمبر 2016

اخبار و بيانات

  • السلطات الأمنية تُهين الصحفي (حيدر عبد الكريم) وتُجبره على كشف مدونته الصحفية
  • مفتاح التغييرالسوداني(3) اصدارة دورية لتغطية اخبار المعارضة السودانية
  • إبراهيم محمود:سودانيز أونلاين والراكوبة لا تسمح للكتَّاب من الحكومة بالمشاركة فيها والكتابة كما يفع
  • كاركاتير اليوم الموافق 30 ديسمبر 2016 للفنان ودابو عن مسرحية محمد حاتم ...!!

    اراء و مقالات

  • حكومة الوفاق المرتقبة أم حكومة المنفى بقلم أ.علم الهدى أحمد عثمان
  • ملكات بمحض الصدفة حين تتربّع المرأة على عرش السلطة بقلم عزالدين عناية
  • متى يستقل السودانيون من الاستغلال؟ بقلم صلاح شعيب
  • معاً موحدون للمعركة القادمة بقلم خليل فرح
  • لماذا العصيان الاعلامى بقلم سعيد شاهين
  • تدريس اللغة العربية..لماذا؟ بقلم د.آمل الكردفاني
  • استحاله فك الارتباط بين السيسى والاقباط بقلم المخرج رفيق رسمى
  • دون ليل وخمر بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • على من نقرأ المزامير؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • لا جديد في جراب الحاوي!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • الوعي الوجودي!!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الاختلاف رحمة والاجتماع عذاب بقلم الطيب مصطفى
  • الاتهامات الامريكية لروسيا تفجر اخطر قضايا التجسس الاليكتروني السياسية المعاصرة بقلم محمد فضل علي
  • السفارة الأمريكية في القدس بين التهديد والفعل بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • الشعب السوري سيقدمون قادة نظام الملالي أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم بقلم عبدالرحمن مهابا

    المنبر العام

  • اوزير المالية يخفض راتبه يعني كان كم #
  • هبشه علي الماشي - موسي كرامة وزيرا للمالية في الحكومة الجديدة
  • عام سعيد للكل وللوطن كل الامنيات بالحرية والنماء
  • المؤتمر الوطني يعتزم مقاضاة من يهاجمونه الكترونياً حال عودتهم
  • تجاوزات في مؤسسات دينية أين ذهب المشروع الحضاري ؟!
  • وقفة احتجاجية للصحفيين بسبب المصادرات المتكرر لصحيفة”الجريدة”
  • حميدتي والغواصات واغتيالات وإعتقالات نشطاء المعارضة باوامر طه عثمان
  • إشتياق خضر تثبت بالأدلة أنّ العصيان المدني صنيعة النظام وجهاز الأمن
  • يا بكري .. بالله أضيف لينا خانة ( القبيلة ) في البروفايل ☹️
  • قضاة الدرك الاسفل من النار في السودان
  • الواقف جنب المستنير دا منو؟
  • سينما حلفايا تستأنف عروضها بعد 20 عاماً من التوقف .. ( صورة ) ..