الحق بين الوحدة والتعدد بقلم الطيب مصطفى

الحق بين الوحدة والتعدد بقلم الطيب مصطفى


12-23-2016, 01:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1482496018&rn=0


Post: #1
Title: الحق بين الوحدة والتعدد بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 12-23-2016, 01:26 PM

12:26 PM December, 23 2016

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كنتُ قد عرضتُ عدة مقالات للعلامة الشيخ محمد الغزالي.. أحد رواد مدرسة الوسطية في الإسلام، وها أنذا أبدأ اليوم نشر بعض الحوارات التي أجراها الأخ الطاهر حسن التوم مع د. عصام البشير الذي أعتبره أكبر مفكري الوسطية في العالم في الوقت الحاضر. وسأعرض كل جمعة بعضاً من القضايا الفكرية التي يثور الجدل حولها من وجهة نظر ورؤية د. عصام الذي يحتل الآن مركزاً مرموقاً في اتحاد علماء المسلمين برئاسة العالم النحرير د. يوسف القرضاوي.
هناك حديث دائم بأن الحق واحد، وأن الحق لا يتعدد، وبالتالي الصواب لا يتعدد، وهذا مرتكز فكري مهم جداً في النقاش والحديث، فكيف تستخرج من القرآن ـ وهو نص حمّال أوجه ـ نصاً رافعاً للخلاف وهو لا يعطيك معنى واحداً؟
هذه المسألة قالها بعضهم، ولكن فيها إشكال من عدة أوجه: الوجه الأول: إذا كان المقصود بأن الحق واحد ولا يتعدد في علم الله عز وجل وفي كتابه المكنون فمن الذي يعلم ويقطع ويجزم بأن اجتهاده الذي انتهى إليه في فهم الكتاب والسنة هو مطابق لعلم الله تعالى؟
لا يستطيع أن يجزم، وغاية الأمر أن يرجّح ويقول هذا صواب من باب اجتهادي، صواب يحتمل الخطأ واجتهاد غيري خطأ يحتمل الصواب، لكنه لا يستطيع على وجه اليقين أن يقول بصورة قاطعة هذا هو الحق الذي عند الله تعالى.
والدليل على ذلك في الوجه الثاني وهو: أنه لو كان الحق لا يتعدد لكان النبي عليه الصلاة والسلام قد بيّن كل شيء بتفاصيله وجزئياته حتى لا يدع لمن بعده مجالاً للاجتهاد والنظر، وكان علينا نحن معشر المسلمين الالتزام والتطبيق، ولكن وجدنا حتى في عهد الصحابة الذين تنزل القرآن على أظهرهم، أن القرآن في بعض معانيه ظنية الدلالة المتشابهة تحتمل أكثر من وجه للتفسير.
رأينا في قوله تعالى "لامستم النساء" (سورة النساء الآية: 43)، عبد الله بن عمر ووالده ـ عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنهما، يذهبان إلى أن المقصود وضع اليد على البشرة، وعبد الله بن عباس، حبر الأمة وحبرها يقول : "الدخول والتغشي والإفضاء والمباشرة والرفث واللمس والمس هذا الجماع، غير أن الله حيي كريم يكني بما شاء عما شاء "26". يحتمل ظاهر النص المعنى الذي أشار إليه ابن عباس، وهذا دليل على أن الصحابة اختلفوا في بعض دلالات النصوص.
بل حتى في عصر النبي صلى الله عليه وسلم قدم اثنان في السفر ففقدا الماء فصليا تيمماً ثم أدركا الماء قبل انقضاء الوقت الأول أعاد الصلاة والآخر لم يعدها، فقاما للنبي صلى الله عليه وسلم فقال للذي أعاد صلاته : "لك الأجر مرتين" وقال للذي لم يعد "أصبت السنة" "27" وصلاة (العصر) عند بني قريظة وإقراره الطرفين.
ودليل آخر هو أن عمرو بن العاص كان يقود سرية وأصابته جنابة فلم يغتسل بل تيمم، فأنكر بعض أصحابه عليه ذلك وشكوه للرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله كانت الليلة شديدة البرودة وتذكرت قوله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً" (سورة النساء، الآية: 29) فتبسَّم النبي صلى الله عليه وسلم إقراراً له على هذا الاجتهاد "28" الذي توصل إليه.
إذن، النبي صلى الله عليه وسلم في أمر صلاة بني قريظة "29" يمكن أن يقول لهؤلاء إن الحق واحد لا يتعدد، والصواب واحد لا يتعدد، المصيب من صلى في الطريق، أو المصيب من صلى في بني قريظة.. فلماذا سكت؟ سكت ليدلنا على أن هذه المساحة من الشريعة تحتملها دلالات النصوص وفيها التيسير وفيها السعة وفيها الرحمة، ولا ينبغي أن يضيق بعض الناس ببعض، ولذلك من القواعد التي رسخها العلماء الأصوليون "إجماعهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة" "30"
أحياناً الحق نفسه قد يتعدد من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في القراءات "نزل على سبعة أحرف" "31" "وكلاكما محسن" "32"، وفي السودان نقرأ بثلاث روايات، والروايات غير الأحرف..عندنا ورش "33" والدوري "34" وحفص "35" كما أن صيغ التشهد والأذان والإقامة كثيرة متعددة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تصل إلى عشر صيغ:
وكلهم من رسول الله ملتمس
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم
فهذا دليل على أن في الأمر سعة، ولو أراد تعالى لأنزل الكتاب كله آيات محكمات قطعيات ولبينه الرسول صلى الله عليه وسلم بياناً تفصيلياً ولم يدع لأحد من بعده مجالاً للنظر.
ولكن تجد في تاريخ الأمة كله الخلاف في الفقه وفي التفسير وفي الأصول وفي الحديث، والأخير فيه التضعيف والتصحيح، وتجد في الفقه القول بالحرمة والوجوب والندب والكراهة، وتجد في التفسير الآراء المعتمدة والآراء الشاذة والآراء المرجوحة، بل حتى في المذاهب الفقهية في المذهب الواحد تجد قويّ المذهب وراجح المذهب ومشهور المذهب وضعيف المذهب والمعتمد في المذهب، وهذا كله دليل على أن في الأمر سعة.
وكما قال القاسم بن محمد، أحد فقهاء المدينة السبعة: "ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتفقوا في كل شيء، لأنهم لو اتفقوا في كل شيء لكان الأمر عسراً ومشقة، ولكن اختلفوا فكان اختلافهم رحمة "36" لذلك ورثت أمتنا رخص ابن عباس، وعزائم ابن عمر، وأثرية (أحمد) ابن حنبل، وفقه أبي حنيفة، ومقاصدية الشاطبي، وظاهرية ابن حزم، ورقائق الجنيد، وفقه ابن تيمية.

assayha



أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 22 ديسمبر 2016

اخبار و بيانات

  • موقف الحركة الشعبية من زيارة تابو أمبيكي والتفاوض
  • بيان من تحالف قوى الاجماع الوطنى
  • 5 سودانيين معتقلين في موريتانيا يضربون عن الطعام
  • قائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان (حميدتي): سنحرق كل بوابات التحصيل غير القانونية
  • محمد عطا المولى: تمتع الحزب الشيوعي السودانى بحرية النشاط لن يبقى طويلاً
  • الدفاع الشعبي: قدمنا 25 ألف شهيد ودرّبنا ثلاثة ملايين مجاهد
  • مدير الأمن السودانى: الحزب الشيوعى السودانى دكتاتوري ولا يحترم عقيدة الشعب
  • هروب متهم اتجار بالبشر من المحكمة
  • مصر تستورد (78) ألف رأس ماشية من السودان
  • برلماني يطالب بالعدالة في توزيع الإعلان الحكومي وزارة الإعلام: لا مشكلة مع مالك قناة أم درمان
  • كاركاتير اليوم الموافق 22 ديسمبر 2016 للفنان ودابو عن (رجالة) بشة...!!
  • الجريدة في حوار مع الدكتورة مريم المنصورة المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي
  • نقطة حوار مع الحبيب الإمام الصادق المهدي حول دعوة العصيان المدني في السودان

    اراء و مقالات

  • البشير في أسعد أيامه والله هكذا ما قالتها تراجي ..!!! بقلم إسماعيل أبوه
  • حوار إبليس مع السيد الرئيس ! بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
  • سقطت حلب.. لم تسقط حلب!!! بقلم د. موفق السباعي
  • الدين والديمقراطية (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد
  • مذيعة بي بي سي BBC تشتم الشعب السوداني على الهواء مباشرة! .. عيب كده! بقلم محبوب حبيب راضي
  • (المبدعين ) سقوط الأقنعة بقلم المثني ابراهيم بحر
  • فشل العصيان بسببك يا عرمان بقلم عمر الشريف
  • الصادق المهدي .. مدربا بقلم طه أحمد أبوالقاسم ..
  • الإنقاذ : وممارسة الحكم ليلاً.. بقلم حيدر احمد خيرالله
  • توافق في سوريا بعيداً عن أمريكا بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني: إلى أين ؟ بقلم ألون بن مئيـــر
  • خطاب الزيت.. وطق الحنك بقلم فيصل محمد صالح
  • هل هي مفاجأة؟ بقلم عثمان ميرغني
  • لكم وطنكم ولنا وطننا..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • شاعرة وسياسي!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • عندما يجتمع التعيس وخايب الرجا ! بقلم الطيب مصطفى
  • سجن كسلا قلب الفجيعة بقلم حيدر الشيخ هلال
  • ما عِندَك موضوع ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
  • لتطرق الحقيقة ضمير بوتفليقة (1من 10) بقلم مصطفى منيغ

    المنبر العام

  • موقف الحركة الشعبية من زيارة تابو أمبيكي والتفاوض
  • العصيان وثورة الجياع
  • العصيان المدني، ومفردات الشيوعيين
  • كراســـــــــــــــة النبــــــــــــــذ
  • السلام عليكم....عودة بعد عشرة سنوات غياب.....
  • السلام عليكم....عودة بعد عشرة سنوات غياب.....
  • العصيان دخل العضم (توجد صورة)
  • هل ضاقت مصر بـ إبراهيم عيسى كصوت أعلامي معارض
  • حالة حسن إسماعيل.. العبرة والاعتبار- مقال جمال علي حسن
  • اعلان النظام و الدعم السريع و الحركات المسلحة جماعات إرهابية و دعوة المجتمع الدولي للتدخل
  • ولاية الجــزيــرة .. أيّ مخاضٍ تـُعاني وأي وَلْدَة متوقّــعــَـــة ..؟!
  • *** بعد "جاستا".. أمريكا تقر قانون "فرانك وولف" وتثير المخاوف ***
  • تجارالمخدرات شكلوا جيش وزودوه بالأسلحة والسيارات
  • ملاحظات عابرة حول برنامج "حديث الساعة"
  • كيف جضمت الصين الولد الحرامي طه عثمان
  • الأوقاف تكشف عن تداول مصحف محرف والبرلمان يتدخل
  • وزير المالية : 18.5 مليار جنيه عجز موازنة 2017-مليار دولاربسعر السوق
  • قراءة سريعة على خلفية إغتيال السفير الرُوسي في تركيا!!!
  • الحرب القادمة على الإسلام الراديكالي..
  • محمد المسلمي مرحبا بك في جادة الحق ..
  • ملكة جمال السودان تحتل مركز متقدم في منافسة ملكات جمال الوطن العربي .. (صور) ..
  • ملاحقة المعلمين على خلفية العصيان المدنى 19 ديسمبر
  • سحب لقب ( شيخي ) من المدعو محمد المسلمي ....
  • حول الهجوم على الحزب الشيوعي السوداني من قبل جهاز الأمن في السودان
  • الأحمرُ
  • سوف يواصل الدولار الارتفاع وتعجز الحكومة عن شراء المواد غذائية والدواء وتسقط من تلقاء نفسها
  • رحيل العالم البروفيسور صلاح الدين محمد احمد له الرحمة
  • مدير دائرة مكافحة غسل الأموال: نحقق في بلاغ خطير ورد فيه اسم شخصية شهيرة
  • الحزب الشيوعى: مستعدون لتحدى مدير الأمن، وحزبنا قدره*