الدين والديمقراطية (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد

الدين والديمقراطية (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد


12-22-2016, 04:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1482420222&rn=0


Post: #1
Title: الدين والديمقراطية (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد
Author: عبد المؤمن إبراهيم أحمد
Date: 12-22-2016, 04:23 PM

03:23 PM December, 22 2016

سودانيز اون لاين
عبد المؤمن إبراهيم أحمد-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




في الفكرة الجمهورية (لمؤسسها الأستاذ محمود محمد طه – المفكر السوداني) الشورى هي وصاية الراشد على القاصر وهي درجة أقل من الديمقراطية. فعند الأستاذ الديمقراطية يبنيها الرجال الأحرار "لا ينجب هذا الرجل (الحر) إلا المجتمع الكامل، وهو المجتمع الذي يقوم على ثلاث دعامات: العدالة السياسية، وتسمى الديمقراطية، والعدالة الاقتصادية وتسمى الاشتراكية، والعدالة الاجتماعية". ونرى أن كل هذه العدالات لا تتحقق إلا بالعدالة الفردية النفسية بتخليص النفوس من حالة الظلم القديم الذي أوقعنا فيه شرك الخروج عن النظام الأول والهبوط عن المقام الأول الذي ابتدره أبونا آدم وأمنا حواء. فالعدالة هي التوحيد في أسمى معانيه.

والمعادلة صعبة جداً فكل ميل إلى اتجاه يفرز مشاكل في إتجاه آخر. فالشورى في السياسة تُنصِّب مجموعة من الناس أوصياء على شؤون الناس. وهذا يقود لدكتاتورية الطبقة الحاكمة. وهنا تتضح ضرورة أن تتوسع الشورى إلى ديمقراطية كاملة. من ناحية أخرى لا يمكن أن تقام ديمقراطية سياسية بدون ديمقراطية دينية ولعل البعض يرجوا بدل الديمقراطية الدينية الشورى الدينية خوفاً من الخروج من النص الذي يصاحب الديمقراطية الفكرية في الدين.

من ناحية أخرى الشورى التي يدعو لها الكثير من الاسلاميين هي فرض رأي الأغلبية (المسلمة) على الأقلية مما يكبل العقول ويخيف النفوس من القول وإن كان قولهم حقاً. لقد اختار الغرب الحرية الكاملة بالرغم من محاذيرها. فالحرية بمحاذيرها أرحم من الدكتاتورية بمختلف صورها ومظاهرها. على كل حال يقول د. ترابي: "الشورى في الإسلام حكم يصدر عن أصول الدين وقواعده الكلية.. . البشر سواسية في العبودية لله". وهذا قول جديد باضافته الشورى الى اصول الدين باعتبارها امر قرءاني وإن كانت مثلها مثل آية الدين لم تعتبر من فروض القرءان كما اعتبر غيرها من الاحكام ولذلك في تراث المسلمين لم تعتبر من اصول الدين.

فأصول الدين بحسب ما هي مفهومة يتفق عليها كل المؤمنين ولكن المجددين لا يتفقون مع المقلدين في تقعيد الأصول التي تقوم عليها تفاصيل الأحكام والتي هي أصول الفقه وفي طريقة بنيان الأحكام عليها. فالناس قد يتفقون في الأصول ولكن لديهم رأي آخر في منهج توليد الأحكام من هذه الأصول وهي نقطة خلاف طبيعي وصحي يجب أن تشجع وتصحح. لأن لا شخص يمكنه أن يدعي الحقيقة الكاملة. يقول محمد شحرور: "كل إنسان فرداً أم مجموعة يعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة يصبح مستبداً حتماً وبشكل آلي ولا يبقى أي مجال للحوار معه".

الدين والديمقراطية (2)
توجد الآن تيارات قوية في بعض دول العالم الإسلامي تدعوا للتجديد الكامل فيما يعرف بمقاصد الدين وروح الدين. كنا نرجو لدكتور الترابي ان يكون قد أنتج فقهاً سياسياً جديداً يعبر عن تجربة جديدة بعد مفاصلته لحكومة الإنقاذ. أنظر إليه يقول: "لا ينشط الإجتهاد الفكري إلا بالحرية والتفاعل مع المجتمع القديم بركام ضلالاته وبدعياته وسائر الإشكاليات النظرية التي يطرحها واقعه". فهو قد كان قديما يتحدث عن ضلال المجتمع وفي نفس الوقت كان يتحدث عن حرية الاجتهاد، ولكن لمن؟

لم تتمكن أوروبا من تأسيس ديمقراطية سياسية ثابتة إلا بعد أن أسست للديمقراطية الدينية والتي هي ديمقراطية الضمير. ولم تتمكن أوروبا من التخلص من جبروت الملكيات المطلقة إلا بعد أن تخلصت من جبروت تسلط الكنيسة ورجال الدين على ضمير الناس ووعيهم (ملكية الكنيسة). نقلت أوروبا فهم الدين من الطقوس وتصورات اللاهوت إلى مباديء أخلاقية وحكم للضمير.

يقول د. محمد شحرور "المجتمع الإنساني كما يرسمه التنزيل الحكيم مجتمع إنساني مدني أساسه القانون الأخلاقي والصراط المستقيم". الدين جاء ليساعد الإنسان في تأسيس نظام أخلاقي مكتمل في بعده الظاهري وبعده الباطني. فالوجود ليس ظاهر فقط، بل هنالك بعد باطني ومشاكل باطنية تحتاج هي الأخرى لعلاج، والإنسان هو كذلك مكلف بعلاجها. فالنظر الصحيح للمسائل يقوم على الثنائية التكاملية من باطن وظاهر ومن لطافة وكثافة. واحدية النظر هي صفة إبليسية وهي ما سماه المصطلح الديني بالمسيح الدجال، والنظر إما باطني أو ظاهري، مادي أو روحي.

الوعي الابليسي يفكر بطريقة واحدة ظاهرية لا إستدراك فيها ولا تراجع. إبليس إستغل مبدأ المنظور الثاني في الوجود ودخل واحتل واحداً من تلك الثنائيات. ولكن الإنسان يفكر بطريقة ثنائية ويراجع ويتراجع. فالإنسان لديه قابلية للتطور والتجديد والنمو بخلاف عالم الملائكة والجن.

من الممكن عزف الحان عظيمة مختلفة مركبة من مسيرة الدين الكبرى ولكن أجملها وأبقاها هو الذي يسهل على الناس الفهم ويسهل لهم الحياة ويقودهم نحو مستقبل أفضل. يقول الدكتور الترابي: "بين العوامل داخل نفس الإنسان وخارجها وحدة تفاعل.. . فأقدار الله التي وهبت الحرية والقدرة للإنسان وحفظت له أصلاً من الإستقلال والإختيار تحيطه بواقع يؤثر عليه".

عبر هذا التأثير والتأثر بين هذه العوامل والأقدار تسير الإنسانية في إتجاه إقامة ذلك العالم النموذجي، والذي نرى في الديمقراطية الغربية والحريات وحقوق الإنسان إحدى إرهاصاته ومقدماته الجيدة التي يمكن أن تشكل قاعدة عامة يقوم عليها مشروع السماء في الأرض ومنه ينطلق ويتطور ويتحسن نحو تحقيق المثال المرجو.

عن هذا المستقبل الأفضل يقول الأستاذ محمود محمد طه: "التاريخ سيعيد نفسه في الأيام القليلة المقبلة.. . بصورة تشبه من بعض الوجوه وتختلف من بعضه عما كان عليه الأمر في سابقه. .. به يعود ليعتنق كل صغيرة وكبيرة.. . يخاطب العقل ويحترمه".
[email protected]


أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 22 ديسمبر 2016

اخبار و بيانات

  • موقف الحركة الشعبية من زيارة تابو أمبيكي والتفاوض
  • بيان من تحالف قوى الاجماع الوطنى
  • 5 سودانيين معتقلين في موريتانيا يضربون عن الطعام
  • قائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان (حميدتي): سنحرق كل بوابات التحصيل غير القانونية
  • محمد عطا المولى: تمتع الحزب الشيوعي السودانى بحرية النشاط لن يبقى طويلاً
  • الدفاع الشعبي: قدمنا 25 ألف شهيد ودرّبنا ثلاثة ملايين مجاهد
  • مدير الأمن السودانى: الحزب الشيوعى السودانى دكتاتوري ولا يحترم عقيدة الشعب
  • هروب متهم اتجار بالبشر من المحكمة
  • مصر تستورد (78) ألف رأس ماشية من السودان
  • برلماني يطالب بالعدالة في توزيع الإعلان الحكومي وزارة الإعلام: لا مشكلة مع مالك قناة أم درمان
  • كاركاتير اليوم الموافق 22 ديسمبر 2016 للفنان ودابو عن (رجالة) بشة...!!
  • الجريدة في حوار مع الدكتورة مريم المنصورة المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي
  • نقطة حوار مع الحبيب الإمام الصادق المهدي حول دعوة العصيان المدني في السودان

    اراء و مقالات

  • مذيعة بي بي سي BBC تشتم الشعب السوداني على الهواء مباشرة! .. عيب كده! بقلم محبوب حبيب راضي
  • (المبدعين ) سقوط الأقنعة بقلم المثني ابراهيم بحر
  • فشل العصيان بسببك يا عرمان بقلم عمر الشريف
  • الصادق المهدي .. مدربا بقلم طه أحمد أبوالقاسم ..
  • الإنقاذ : وممارسة الحكم ليلاً.. بقلم حيدر احمد خيرالله
  • توافق في سوريا بعيداً عن أمريكا بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني: إلى أين ؟ بقلم ألون بن مئيـــر
  • خطاب الزيت.. وطق الحنك بقلم فيصل محمد صالح
  • هل هي مفاجأة؟ بقلم عثمان ميرغني
  • لكم وطنكم ولنا وطننا..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • شاعرة وسياسي!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • عندما يجتمع التعيس وخايب الرجا ! بقلم الطيب مصطفى
  • سجن كسلا قلب الفجيعة بقلم حيدر الشيخ هلال
  • ما عِندَك موضوع ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
  • لتطرق الحقيقة ضمير بوتفليقة (1من 10) بقلم مصطفى منيغ

    المنبر العام

  • موقف الحركة الشعبية من زيارة تابو أمبيكي والتفاوض
  • العصيان وثورة الجياع
  • العصيان المدني، ومفردات الشيوعيين
  • كراســـــــــــــــة النبــــــــــــــذ
  • السلام عليكم....عودة بعد عشرة سنوات غياب.....
  • السلام عليكم....عودة بعد عشرة سنوات غياب.....
  • العصيان دخل العضم (توجد صورة)
  • هل ضاقت مصر بـ إبراهيم عيسى كصوت أعلامي معارض
  • حالة حسن إسماعيل.. العبرة والاعتبار- مقال جمال علي حسن
  • اعلان النظام و الدعم السريع و الحركات المسلحة جماعات إرهابية و دعوة المجتمع الدولي للتدخل
  • ولاية الجــزيــرة .. أيّ مخاضٍ تـُعاني وأي وَلْدَة متوقّــعــَـــة ..؟!
  • *** بعد "جاستا".. أمريكا تقر قانون "فرانك وولف" وتثير المخاوف ***
  • تجارالمخدرات شكلوا جيش وزودوه بالأسلحة والسيارات
  • ملاحظات عابرة حول برنامج "حديث الساعة"
  • كيف جضمت الصين الولد الحرامي طه عثمان
  • الأوقاف تكشف عن تداول مصحف محرف والبرلمان يتدخل
  • وزير المالية : 18.5 مليار جنيه عجز موازنة 2017-مليار دولاربسعر السوق
  • قراءة سريعة على خلفية إغتيال السفير الرُوسي في تركيا!!!
  • الحرب القادمة على الإسلام الراديكالي..
  • محمد المسلمي مرحبا بك في جادة الحق ..
  • ملكة جمال السودان تحتل مركز متقدم في منافسة ملكات جمال الوطن العربي .. (صور) ..
  • ملاحقة المعلمين على خلفية العصيان المدنى 19 ديسمبر
  • سحب لقب ( شيخي ) من المدعو محمد المسلمي ....
  • حول الهجوم على الحزب الشيوعي السوداني من قبل جهاز الأمن في السودان
  • الأحمرُ
  • سوف يواصل الدولار الارتفاع وتعجز الحكومة عن شراء المواد غذائية والدواء وتسقط من تلقاء نفسها
  • رحيل العالم البروفيسور صلاح الدين محمد احمد له الرحمة
  • مدير دائرة مكافحة غسل الأموال: نحقق في بلاغ خطير ورد فيه اسم شخصية شهيرة
  • الحزب الشيوعى: مستعدون لتحدى مدير الأمن، وحزبنا قدره*