هالة مضيئة في تاريخ السودان: الحوار الذى دار بين ملك النوبة والأمير الأموي عبد الله بن مروان

هالة مضيئة في تاريخ السودان: الحوار الذى دار بين ملك النوبة والأمير الأموي عبد الله بن مروان


12-20-2016, 05:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1482251168&rn=1


Post: #1
Title: هالة مضيئة في تاريخ السودان: الحوار الذى دار بين ملك النوبة والأمير الأموي عبد الله بن مروان
Author: غانم سليمان غانم
Date: 12-20-2016, 05:26 PM
Parent: #0

04:26 PM December, 20 2016

سودانيز اون لاين
غانم سليمان غانم-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر


عرض وتقديم: غانم سليمان غانم
[email protected]
ابن اياس أبو البركات محمد أحمد الذى تتلمذ على المؤرخ السيوطي ولد بالقاهرة سنة 852 هـ/1448م وترجع شهرته إلي تصنيفه كتاب "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، وهو كتاب يؤرخ لمصر من أقدم العصور وحتي عام 928هـ/1522م، ولقد تناول ابن اياس في هذا الكتاب الحوار الذى دار ما بين ملك النوبة والأمير الأموي عبد الله بن مروان الذى هرب إلى بلاد النوبة عندما طارده الخليفة العباسي وأمر بإلقاء القبض عليه ففر إلي القاهرة بعد أن أخذ معه أموالاً طائلة وفرشاً وفرقة من الجيش. ولما وصل الأمير الأموي عبدالله بن مروان أرض النوبة وجد مدائناً خراباً وبها قصور محكمة البناء فنزل في بعض تلك القصور وأمر غلمانه بكنسها وفرشت فيها الفرش الفاخرة التى كانت معه، وأرسل غلمانه لطلب الأمان من ملك النوبة، وعادوا ومعهم مبعوث من ملك النوبة. قال مبعوث ملك النوبة أن الملك يقرئك السلام ويقول لك أجئت محارباً أم مستجيراً؟ فقال له الأمير الأموي عبد الله بن مروان رد السلام على الملك وقل له: "قد جاءك مستجيراً من عدو له يريد قتله". فمضى مبعوث الملك بالجواب وغاب ساعة ورجع للأمير الأموي وقال له: الملك قادم إليك في هذه الساعة. فقال الأمير الأموي عبد الله بن مروان لغلمانه افرشوا ما معنا من الفرش الفاخرة، وجعل مجلسه في صدر المكان في معية ملك النوبة، وعندما أقبل ملك النوبة ـ وكان رجلاً أسوداً طويل القامة نحيف الجسد وله بردان قد اتزر باحدهما وتلفح بالآخر – في صحبته عشرة من السودان (النوبيين) حوله ومعهم حراب، فلما رآه الأمير الأموي استصغر أمره واحتقره، فلما قرب الملك النوبي من المكان الذى جلس فيه عبد الله بن مروان أتاه من عسكره نحو عشرة ألف رجل في ايديهم حراب، فلما دخل ملك النوبة على الأمير الأموي عبد الله بن مروان وأحاط ذلك العسكر بالمكان ووقعت عين ملك النوبة على الأمير الأموي عبدالله بن مروان بادر إلي يد الأمير الأموي وقبلها، فأشار إليه عبد الله بن مروان بأن يجلس على الفراش الذى وضعه له فأبى ملك النوبة الجلوس وصار يدفع بالفرش الفاخرة برجله.فقال الأمير الأموي عبد الله بن مروان للترجمان لِمَ لا يجلس الملك على ذلك الفراش الذى وضعناه له؟ فقال له الترجمان في ذلك. فقال ملك النوبة: قل للأمير:" كل ملك لا يكون متواضعاً لله فهو جبار عنيد متكبر"، ثم جلس على الأرض وأخذ يمسح الأرض باصبعه طويلاً ثم رفع رأسه للأمير الأموي وقال له: "كيف سُلبتم من ملككم وأًخِذ منكم وأنتم أقرب الناس إلي نبيكم؟"، فقال عبد الله بن مروان:"إن الذى سلب ملكنا أقرب إلي نبينا منا..."، فقال له ملك النوبة:"كيف أنتم تلوذون الي نبيكم بقرابة وأنتم تشربون ما حرم عليكم من الخمور؟ وتلبسون الديباج وهو محرم عليكم وتركبون في السروج الذهب والفضة وهي محرمة عليكم، ولم يفعل نبيكم شيئا من هذا! وبلغنا إنك لما وليت مصر كنت تخرج للصيد وتكلف أهل القرى ما لا يطيقون وتفسدون الزرع على الناس وتروم الهدايا والتقادم من أهل القرى وكل هذا من أجل كركي تصيده!". وصار ملك النوبة يعدد على الأمير الأموي عبد الله بن مروان جملة ذنوب والأمير الأموي ساكت لا يتكلم بحرف واحد، ثم قال له ملك النوبة: فلما استحللتم ما حرم الله عليكم سلبتم ملككم وأخذ منكم وأوقع الله بكم نقمة لم تبلغ غايتها وأنا أخاف على نفسي إن أنزلتك عندي أن تحل بي تلك النقمة التى حلت بكم، والبلاء عام والرحمة مخصوصة!!!". فقال الملك النوبي للأمير الأموي عبد الله بن مروان:" أرحل من أرضى بعد ثلاثة أيام وإلا أخذت جميع ما عندك وقتلتك شر قتلة"، ولما سمع الأمير عبد الله بن مروان ذك خرج من أرض النوبة في يومه ورجع إلي مصر فقبض عليه عمال الخليفة المنصور العباسي وبُعث به إلي بغداد فسجنه المنصور حتى مات في السجن، وكان الأمير الأموي عبد الله بن مروان آخر من تولي على مصر في دولة الخلفاء الأموية من العمال.
خلاصة
يظهر هذا الحوار الأخلاق النبيلة والتدين الصادق لملك النوبة الذي استقبل الأمير الأموي عبد الله ابن مروان وقبل يده تقديراً لمكانته ولا يفعل ذلك إلا إنسان متواضع وقد أظهر الحوار تدين وتقوي ملك النوبة ومعرفته بنبي الإسلام – محمد صلى الله عليه وسلم ومعرفته بتعاليم الدين الإسلامي التى تحض على العدل والاستقامة والتحلي بمكارم الأخلاق كما أظهر الحوار قوة شكيمة وحسم ملك النوبة بطرد الأمير الأموي من مملكته خوفاً على نفسه من غضب الله ونقمته إن قام باستجارة الأمير الأموي.



أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 20 ديسمبر 2016

اخبار و بيانات

  • منظمات سودانية ينظمون مظاهرة حاشدة فى هولندا
  • تجدد أزمة العطش بالجزيرة
  • تحالف القوي المعارضة السودانية /مصر بيان تضامن مع العصيان المدني في السودان في 19ديسمبر 2016م
  • تقرير عن ندوة حركة /جيش تحرير السودان بالمانيا دعما للعصيان
  • مطالبات:بوقف الحرب واغاثة النازحيين واحترام التنوع والتعدد
  • استجابة معدومة للعصيان المدني
  • حسبو محمد عبد الرحمن: المحرضون على العصيان ليس لهم مكان في السودان
  • قائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان حميدتي: سنفرض هيبة الدولة بيد من حديد
  • محمد حاتم سليمان : من أراد الفوضي «حنعصروا ونجيب زيت زيتو»
  • الوطني لدعاة العصيان: لما نقوم بنطلِّع زيتكم الشعبي للمهدي: سجن كوبر أرحم لك من الخارج
  • الرئاسة السودانية: دعاة العصيان المدنى «عملاء ومخربون»
  • اتهموا البرلمان بالمحاباة والترويج لشركة سوداني النُّواب المستقلون يقاطعون احتفال المجلس الوطني بذك
  • كاركاتير اليوم الموافق 20 ديسمبر 2016 للفنان عمر دفع الله عن عصيان ١٩ ديسمبر ٢٠١٦

    اراء و مقالات

  • السيسي يبحث في أوغندا ربط فيكتوريا بـالمتوسط بقلم يوسف علي النور حسن
  • في ظــلال العصيان بقلم مصعب المشرّف
  • فشلت السلطة ونجح العصيان بقلم خليل فرح
  • لم ينجح أحد ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • التمرين الثاني بقلم فيصل محمد صالح
  • موقعة (ذات الصور)!.. بقلم عثمان ميرغني
  • والأخبار هي بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • صفر كبير!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الطريق الثالث بين الرمضاء والنار(3-3) بقلم الطيب مصطفى
  • في ذكرى الاستقلال دخول أمريكا في المسألة السودانية: 1951-1953 (6) بقلم فيصل عبدالرحمن علي طه
  • مقال الكاتبة شمائل النور بعنوان حرب اليكترونية بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • إستنفار غريزي .. !! بقلم هيثم الفضل
  • أليست هذه فضيحة للسفارة و البيت السوداني واهانة للشعب. بقلم محمد القاضي

    المنبر العام

  • مهام ما بعْد عصيان 19 ديسمبر الظافر
  • الخطوة التالية
  • عصيان بن عصومي بن فرشوخ الطوطحاني....
  • ثمانية رسائل وصلت من العصيان المدني مع الشكر لساعي البريد
  • دروس مهمة من تجربة العصيان
  • أسرة المعتقل د. مضوي ابراهيم تكشف عن محاولات لاتهامه بتمويل العصيان المدني
  • رسالة للمتهكمين من فشل العصيان .. بيان بالعمل
  • ليش كده يا ريس
  • ما البدِيلُ؟
  • الاضراب العام عن الطعام .. أسلوب جديد لنشطاء المعارضة السودانية
  • تفاصيل جديدة في اختلاس أموال معبر أشكيت
  • “المؤتمر السوداني” قلق علي قياداته بعد نفي الحكومة وجود معتقلين
  • عصيان السودان و”فزَّاعة الفوضى” -مقال لرشا عوض
  • جهاز الامن يصادر صحيفة الجريدة وإليكم أبرز ما أورده العدد
  • صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء .. أزمة الأيام القادمة
  • المطلوب (إجابات) وليس (إساءات) العصيان.. الغاية والبديل القادم!!
  • العصيان ما بين الايجابيات والسلبيات . توجد نقاط مهمة .
  • الزهور تتفتّح في بلآدنا شتاءً ...
  • مدينةٌ بين الأصابِعِ
  • ارجو ان يكون هذا الكاريكتير تزوير يا "ود ابو" والا فانها حسرتنا فيك
  • اثر حادث مؤلم وفاة أمير بابكر ود السافل...تعازينا... معاويه عبيد والاهل
  • مددوا في العصيان لما تلقوا نفسكم جوة صناديق الاقتراع 2020
  • طريقة إغتيال السفير الروسي في تركيا تعني أنه لن يكون أحد في مأمن
  • أحرجتونا، يعلم الله
  • إنفض السامر..كما توقعنا ...لكن على الحكومه أن تتحمل مسئوليتها.
  • هل نجح العصيان الثاني ؟
  • عام جديد ؛ زى القديم .. لا جديد ! .
  • هام وعاجل الى اي سوداني بمدينة رينو نيفادا
  • الكنداكه نورا عبيد عثمان لا تزال معتقله
  • (نقطة حوارعن عصيان اليوم) المواطن العبيد عبدالله صديق في مواجهة الكوز عمار باشري
  • احتجاز مديرة مدرسة بسبب حضور 15 طالب فقط من اصل 450 طالب
  • ما بين نظام يتضاءل ظله وشعب يقوى عوده