*وكذلك الديمقراطية ثقافة غربية.. *ولولاها لما عرف العالم وسيلة سلمية لتداول السلطة.. *ومن إفرازاتها الحسنة احترام إنسانية الفرد.. *والنأي عن كل ما يمكن أن يسبب له عاهات نفسية أو ذهنية أو جسدية.. *وجلد التلاميذ في المدارس يسبب ذلكم كله.. *ولنحتكم إلى السجلات الشرطية والنفسية والتعليمية للتأكد من ذلك.. *بل لنحتكم إلى السجل الدراسي لكاتب هذه الأسطر نفسه.. *فهو تولدت بداخله عقد من الرياضيات - سنين عددا- بسبب الجلد.. *منذ أولى ابتدائي وحتى الفصل الثالث بالثانوي العام.. *وهناك فُكت عقدته بفضل أستاذ (متحضر) اسمه محمد حسن (سالومة).. *فهو كان ذا أسلوب تدريسي (راقٍ) بعيداً عن السوط.. *وقفزت درجات صاحب هذه الزاوية- في الرياضيات- من القاع للقمة.. *بل وكان ثاني اثنين نجحا في حل مسألة خارج المقرر.. *ومن ثم صار الأعلى صوتاً في المناداة بإسقاط عقوبة الجلد المدرسي.. *وثقافة عدم الجلد الغربية أدت إلى نبوغ طلابي.. *فالمدارس هناك هي الأحسن، والجامعات الأفضل، والبحوث الأجود.. *ولذلك فالغرب يتقدم على دول (الكرباج) بسنوات ضوئية.. *بل إن ثقافة (العنف) في التعليم والسياسة والتربية هي أحد أسباب تخلفنا.. *فما بين ضارب سادي ومضروب منكسر يضيع المجتمع.. *وبضياع المجتمع تضيع الدولة بأسرها بما أن عماد حضارتها هو الإنسان.. *الإنسان الذي كرمه خالقه ، وأوصى بإكرامه.. *وتشير دراسات نفسية إلى أن الضاربين هم أنفسهم ضحايا هذه الثقافة.. *فهم تلقوا ضرباً أحدث شروخاً في نفسياتهم.. *وتحت تأثير هذه الشروخ يضربون بدورهم كل من يجدون فرصة لضربه.. *ضرب في المدارس وأقسام الشرطة ومجالات السياسة.. *وإسرائيل التي تتفوق أكاديمياً على جميع دول العرب لا ثقافة جلد فيها.. *لا فصول الدراسة، ولا مخافر العدالة، ولا أجهزة السياسة.. *ومن بين الجامعات الـ(500) الأفضل في العالم (64) إسرائيلية.. *وفي مقابل (6) من حاملي نوبل العرب (9) إسرائيليون.. *وما تنفقه دول العرب كلها على البحث العلمي تنفق ضعفه دويلة إسرائيل.. *ونظير (836) براءة اختراع عربية (16805) إسرائيلية.. *وذلك في الفترة بين عامي (1980) و(2008).. *رغم إن نسبة العلماء العرب إلى الإسرائيليين خمسة إلى واحد.. *ولكنها كثرة مثل كثرة العرب مقارنة بإسرائيل.. *ورغم ذلك تتفوق إسرائيل علمياً واقتصادياً وحضارياً و(عسكرياً).. *فهي لها جيش يستطيع (كربجة) كل دول ثقافة (الكرباج).. *وما ذاك إلا لأن إنسانها تُكرم إنسانيته طوال مراحله العمرية.. *منذ أن يلج المدرسة، وإلى أن يخرج للحياة.. *فهو لا يُضرب أبداً !!! assayha