*قبل سنوات حدث شيء عجيب في إسرائيل.. *ووثقت له بعض أجهزة الإعلام هناك ، من البداية وحتى النهاية.. *بل وتابعته كاميرات تلفزيون - وهواة - لحظة بلحظة.. *مجموعة من الحاخامات حلقوا بمروحية وهم يبتهلون إلى الله.. *يبتهلون إليه بأن ينزل الغيث على مناطق ذات جفاف.. *وما أن حطت المروحية - بعد نحو ساعة - حتى كان الغيث ينهمر.. *مجرد مصادفة ؟ ربما ، ولكن رحمته (وسعت كل شيء).. *أليس هو القائل في محكم تنزيله (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)؟.. *شريطة أن يكون الدعاء صادقاً ومتبوعاً بتوحيد.. *والأمثلة على ذلك في القرآن لا حصر لها دون تحديد (الهوية الدينية).. *أما في الآخرة فالرحمة فقط للذين أخلصوا له الدين وحده.. *ومصداقاً لحديثنا هذا قول ابن تيمية عن (شرط) نصر الله للدول.. *فمتى توافر شرط (العدل) نزل النصر الإلهي.. *حتى وإن كانت الدولة التي تشيع العدل هذه كافرة.. *فما بالك إن كانت تدين بأحد الأديان السماوية كحال إسرائيل الآن.. *إما إن كانت ظالمة - وهي مسلمة - فلن ينصرها الله.. *لن ينصرها مهما رفعت من شعارات الإسلام ، هتافاً وصراخاً وتهليلا.. *وإسرائيل- وإن كرهنا ذلك - تُنصر الآن داخلياً وخارجياً.. *فهي (متفوقة) في مجالات العلم والتنمية والزراعة والصناعة والاقتصاد.. *و(متفوقة) عسكرياً على العرب (المسلمين) كافة.. *فمنذ أن وُلدنا ونحن نسمع دعاء أئمة المساجد على اليهود بالهلاك.. *وعوضاً عن هلاكها هي إذا بنا (نُهلك) نحن.. *فإما يهلكنا المرض أو الفقر أو الجوع أو الحسرة أو (أيادي حكامنا).. *وهنا مربط الأسى في سياق الجدل عن (عدالة إسرائيل).. *فإسرائيل رحيمة بشعبها (داخلياً) ، وقد تقسو على أعدائها (خارجياً).. *وحكامنا (المسلمون) قسوتهم فقط تجاه شعوبهم بالداخل.. *وتسخر إسرائيل - ولها ألف حق- عند عقد مقارنة محزنة في هذا الصدد.. *وتقول إن ضحايا الأسد وحده أكثر من ضحايا حرب حزيران.. *وضحايا الأنظمة العربية مجتمعة ضعف ضحايا كل حروبها ضد العرب.. *والآن إسرائيل تتعرض لحرائق غابات منذ عدة أيام.. *وتنهمر في مواقع التواصل العربية سيول من الفرح والسخرية والشماتة.. *ويرد موقع إسرائيلي رسمي بآية واحدة من كتاب الله.. *إنها آية (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم).. *وشعب إسرائيل أفضل حالاً- فعلاً- من شعوب العرب.. *فعلى الأقل هو حريق (عارض) سيتم إطفاؤه وينتهي الأمر.. *ولكن متى تُطفأ (حرائقنا نحن) ؟!!