لأديبنا الكاتب المسرحي الكبير الراحل / حمدنا الله عبدالقادر، عليه الرحمة، مسلسل اذاعي باسم ( اللسان المقطوع)، شغل الدنيا و أقعدها على الجمر في انتظار أوان اذاعته بعد الرابعة عصراً قبل سنوات خلت.. كان مسلسلاً رائعاً حقاً ككل أعمال أديبنا الرائع في ذلك الزمن الجميل..
و دارت دورة الأيام ليأتي زمان العجائب ليؤكد لنا أن من الممكن أن تلد حواء السودانية رجلاً مقطوع اللسان اسمه أحمد بلال عثمان عرض نفسه بنفسه للبيع لنظام ( الانقاذ) من أجل حفنة جنيهات.. فاستخدموا ( المسكين) أسوأ استخدام وجعلوه ينطق عن الهوى و لا يدري مثل قوله أن " الحكومة اعتقلت ( مجموعة) من المواطنين كانت تنوي إشاعة الفوضى والشغب بسبب قرارات رفع الأسعار الأخيرة التي طبقتها الحكومة! "
كيف تمكن أحمد بلال عثمان من قراءة نوايا تلك المجموعة من على البعد، فأنبأ السلطات التي تحركت و اعتقلت ( المجموعة) قبل أن تنشر الفوضى في البلد، و يا له من متنبئ حصيف، و كلب حراسة حرَّاس يشتم رائحة المؤامرات حتى ( لو مر نسيمها على ألف ميل)!
إتّ إيه يا أحمد يا بلال يا عثمان..؟ و راكب من ياتو محطة يا زول؟ من محطة الحزب الاتحادي الديمقراطي باللفة و الا من محطة حزب المؤتمر الوطني بشارع المطار؟! و لسانك مقطوع كده ليه ياخي!؟
الظاهر الجماعة ما خلَّوا في لسانك و لا قطعة تقدر تقول بيها شيئ مفيد ليه!
إعلم يا أب لساناً مقطوع أنك و حكومتك تفتقرون إلى الأجندة القومية الجامعة.. و كل همكم من " قرارات رفع الأسعار الأخيرة التي طبقتموها!" هو إفقار الشعب و زيادة رفاهيتكم و تمتعكم بمباهج الدنيا فقط.. و إلا فما بال برلمانكم يستورد أثاثات بقيمة 850 مليون جنيه بينما تشكون مر الشكوى من أن السودان يستورد أكثر مما ينتج.. لا تعلمون أن أنانيتكم المفرطة القائمة على أساس ( تمكين) اللصوص و سوء استخدام الموارد المتاحة أدت إلى تدهور مستدام في الانتاج حيناً وإلى اللا إنتاج في معظم الأحايين .. و كنتم في نعيمكم المتزايد تعمهون.. و لا تحسون بما يحدث من تدهور في الاقتصاد و ارتفاع في الأسعار و إحتقان اجتماعي حاد.. لم تكونوا تحسون بآلام الغبش.. لكن ( مجموعة من المواطنين) أولئك كانوا، و لا يزالون، يحسون تلك الآلام لأن نبض الشارع هو ذات نبضهم..
هل تعلم أن ( مجموعة من المواطنين) هؤلاء علمٌ في رأسه تتقد نار الوطنية و يراها السودانيون من
أبعد نقطة عن الخرطوم؟ وَ لجهلك بحقائق الأشياء تستكثر عليهم ذكر أسمائهم و هم أكثر المعارضين شعبية و احتراماً في الشارع السوداني لأنهم يفكرون في الشعب أكثر من تفكيرهم في مصالحهم الشخصية و أكثر من اهتمامهم بمصالح حزبهم؟ و حزبهم هو الحزب الوحيد الذي طبق نظرية تداول الرئاسة بالأسلوب الديمقراطي في أرقى صوره.. و عليك أن تعلم، يا أب لساناً مقطوع، أن عضوية هذا الحزب تزداد باضطراد؟
هاتفني صديق عزيز قبل أشهر ليخبرني بأنه قرر الانضمام إلى حزب المؤتمر السوداني.. و كان هذا الصديق من اللا منتمين حزبياً.. باركت له خطوته.. مع أنني لا منتمٍ حزبياً أيضاً.. و ما مباركتي لانضمامه لذلك الحزب سوى لأن ممارساته تدل على الوطنية الحقة و البيان بالعمل في الميادين وسط الجماهير..
و نسمعك اليوم تصرح يا أحمد يا مقطوع و مبيوع اللسان بأن " الحكومة لا تمنع القيام بأي عمل سلمي وديمقراطي إلا أنها لن تسمح بزعزعة استقرار البلاد".. و كنت صرحت، قبل أيام، بأنكم لن تسمحوا بعقد أي ندوة سياسية .. فنسألك:- هل تندرج الندوات السياسية تحت لائحة الأعمال غير السياسية و غير الديمقراطية، أم تراك تمارس شم النوايا و ( لو مر نسيمها على ألف ميل)؟!
و نسمع زميلك الفريق/ أحمد التهامي يصرح على نفس الروي:- " الحكومة ستطلق سراحهم لأنها ﻻ تخشى أحداً"
طيب حابسين ( مجموعة من المواطنين) تلك ليه؟ حابسنهم ليه لو ما خايفين منهم؟؟ يا لكم من منافقين أفاكين!