*حاولت أن أفهم (تصرفات) الحكومة الأخيرة.. *فوصلت إلى قناعة بأن ثمة احتمالين لا ثالث لهما.. *إما أنها شجاعة لحد التهور، أو هي فقدت عقلها (السياسي).. *والعقل يمكن أن يفقده المرء لأسباب خلاف الجنون.. *وأعجبتني طرفة رواها زميلنا محمد وداعة بزاويته أمس.. *قال إن أحد الذين جنوا بفعل (الضغوط) أوقفه رجل شرطة ليلاً.. *وربما لاحظ أن الرجل (مش على بعضه) أثناء سيره.. *فطالبه الشرطي بإبراز بطاقته الشخصية.. *فما كان منه إلا أن رد غاضباً (وهي وين الشخصية اللي يعملوا ليها بطاقة؟).. *فصدمة الحكومة للشعب حركت حتى (حجر) هيئة العلماء.. *ولأول مرة تقول كلاماً (زي الفل) في صالح المواطنين لا الحاكمين.. *قالت إن الحكومة عليها أن تتقشف هي أولاً قبل الناس.. *وتطابقت وجهة نظرها - هذه المرة- مع الذي ظللنا نقوله عبر صحافتنا.. *فقد دعونا الحكومة إلى أن تبداً بنفسها لتكون قدوة للشعب.. *تبداً بنفسها : شداً للأحزمة ، وتوقفاً عن البذخ ، وتفكيراً في (الدمج).. *وضمنياً يعني هذا منع الأسفار (السياحية) للمسؤولين.. *طيب (تعالوا شوفوا حصل شنو والناس لسه مصدومة بقرارات المالية).. *مساعد الرئيس موسى على رأس وفد إلى جنيف.. *ويضم الوفد الوزيرة آمنة ضرار ومدير صندوق الشرق أبو عبيدة دج.. *وسبب الزيارة حضور (اسبوع السلام) ، يا سلام.. *ومحمد طاهر إيلا - هو الآخر - على رأس وفد إلى كوريا الجنوبية.. *ويضم الوفد مدير مشروع الجزيرة- سمساعة- وآخرين.. *وسبب الزيارة حضور معرض للحاصدات والتراكتورات والقشارات.. *علماً بأن إيلا لا اهتمام له إلا بالمهرجانات.. *ورئيس البرلمان - وكما توقعنا أمس تماماً- أعلن ترحيبه بالقرارات.. *لم ينتظر حتى التئام شمل نوابه لـ(يصفقوا).. *ثم يغضب بعد ذلك- إبراهيم أحمد عمر- إن وُصف برلمانه بـ(الماسورة).. *ومصيبتنا في برلماننا لا تنتهي عند هذا الحد.. *فقد استقبل مبناه أثاثات- لرؤساء لجانه - بمبلغ (850) مليوناً من الجنيهات.. *وحجته في ذلك أنها مكاتب قديمة تعود للعام (2005).. *والبرلمان الإنجليزي على هيئته (المتواضعة) هذه منذ أيام نيفيل تشمبرلين.. *فالجوهر هناك هو الذي يهم وليس المظهر.. *والحكومة تبدو غير مبالية وتطالب الناس بابتلاع (الدواء المر).. *فهي إما شجاعة حد التهور - كما ذكرت- أو جنت.. *ونسيت أن المواطن نفسه قد يجن ، أو يصير شجاعاً حد (التهور).. *وحينها لن يجدي السؤال عن (بطاقته الشخصية) في الشارع.. *فالرد سيكون بغضب (هو فضل فيها شخصية؟!). assayha