*حال اتحاد كرة القدم من حال البلد.. *فالحال من بعضه، والعدوى تتنزَّل من أعلى إلى أسفل.. *ثم تنتشر أفقياً لتشمل حتى مجال الرياضة.. *فالاتحاد لا يهمه مما هو مسؤول عنه إلا الكراسي.. *ثم المال بما أنه لا يتأتى إلا عبر السلطة.. *ورأينا كيف دافع عن سلطته هذه دفاع المستميت قبل فترة.. *عدا ذلك فهو مشغول بالأسفار والرحلات والنثريات.. *بل مشغول حتى بلعب الورق في خضم أزمة لقاء القمة الأخير.. *فقد كانت (الكتشينة) عند بعضهم أهم من الأزمة.. *ورمي (البايظ) لديهم في سهولة إلقاء (الشكاوى).. *ثم حين لا تكون هنالك أسفار ولا كتشينة يتسلى قادته بالتهام الزلابية.. *والآن أحد قادته هؤلاء تحوم حوله شبهات (الفساد).. *فكل شيء يشبه كل شيء و جزء من كل شيء.. *التعليم، الصحة، الزراعة، الصناعة، الخدمة المدنية و(اتحاد الكرة).. *وساءت (سمعتنا الخارجية) في مجال الرياضة.. *من الكبار إلى الشباب إلى الصغار إلى الناشئين إلى (الأولمبيين).. *والآن- مثل واقعنا السياسي- تدحرج ترتيبنا إلى مؤخرة التصنيف الدولي.. *ومن طول بقائه في السلطة صار الاتحاد متجبراً.. *ومع هذا التجبر لا مبالاة تجاه كل ما يهم (رعاياه) من الأندية.. *لا مبالاة حتى في حسم استئنافات مصيرية.. *فاستئناف المريخ في قضية شيبوب قبع بأدراج الاتحاد لشهور عديدة.. *ولكن حين تعلق الأمر بالمال حسمه في دقائق.. *فقد أصدر أمرأ (فورياً) بمصادرة نصيب المريخ من دخل مباراة القمة لانسحابه.. *ومن قبل تضرر الهلال أيضاً من (لا مبالاة) الاتحاد.. *وكذلك الأمل والنسور والميرغني وأهلي كل من شندي والخرطوم ومدني.. *فحكامه أشبه بقضاة خليفة المهدي عبد الله.. *وكثير من القضايا يحكمون فيها بما يرضي رب نعمتهم لا رب العالمين.. *وكأننا نعيش امتداداً لذياك الزمان في زماننا هذا.. *أو هو نسخة (معاصرة) منه ، تتشابه فيه- حد التطابق- أصول الأشياء.. *الفرق فقط في اختلاف (البايظ) و(اللقيمات) من عهد لآخر.. *فالبايظ عند الخليفة كان كل من هو(غير موالٍ).. *وتماماً مثلما حاصل الآن دخلت اعتبارات قبلية في حسابات الموالاة هذه.. *أما الزلابية فهي التلذذ على حساب أوجاع الآخرين.. *يقول المؤرخ نعوم شقير (كان التعايشي من الدهاء الساهرين على ملكهم).. *ويمضي قائلاً (ولكن طبع الاستبداد شوه إدارته).. *ويضيف (ونفَّر أهل البلاد منه مما مهد السبيل للسردار أحسن تمهيد).. *ونزيد نحن (ثم رماه التاريخ من ورق لعبه كبايظ).. *فكل أمورنا (لقيمات !!!). assayha