*زوج إحدى الشقيقتين- في مسرحية ريا وسكينة - يطلب من عديله العريس أن (يشد حيله).. *يطلب منه ذلك في ليلة (دخلته).. *ثم يضيف قائلاً: (وخلف لنا عيلين يا عبعال مش واحد).. *فيسأله العريس دَهِشاً: (وليه عيلين يا حسب الله؟).. *فيجيبه زوج ريا شارحاً بخجل: (واحد ليكم وواحد لينا).. *وحين يسأله عبد العال (أمال إنت بتعمل إيه؟) يقول حسب الله كلاماً يفضح (حالته).. *يقول وهو يربت على كتف عديله: (لا ما هو إنت الخير والبركة برضو).. *والآن نسرد (طرفة) حقيقية ذات شبه.. *فصاحب (ركشة) كان قد أقلني - وإحدى إطارات السيارة - إلى (بنشر).. *وأثناء المشوار طفق يتحدث معي عن تطاول سنوات (العذاب).. *قال إنه - وأمثاله - أضحوا (جيلاً ضائعاً) جراء سياسات اقتصادية قاسية.. *ثم شرح لي - بحسرة - كيف أن فتاته هجرته من أجل مغترب (جاهز).. *قالت له إنها لا تستطيع انتظاره إلى أن (تعنس).. *ثم سألني سؤالاً (جريئاً) لم أتوقعه من شاب مثله.. *أي من أحد (مفلفلي) شعورهم هذه الأيام.. *قال لي: متى في رأيك تتغير (الأوضاع)؟.. *فأوضحت له ما (فعله) جيل آبائنا في خواتيم حقبة نوفمبر.. *ثم ما (فعله) جيلنا نحن - وقد كنا في مثل عمره - أواخر فترة مايو.. *فماذا فعلتم أنتم - سألته - يا معشر جيل اليوم؟.. * قال وهو يكاد يربت بنظراته على كتفي: (والله يا ريت لو تكملوا جميلكم)..! *أي يربت عليها - مجازاً - مثلما ربت حسب الله بيده على كتف عبد العال.. *ونظرت عبر عينيه هاتين إلى مشهد ما زال محفوراً في ذاكرتي منذ انتفاضة أبريل.. *فالمرأة المسنة تقف بجوار شجرة - أمام مشفى الخرطوم - وهي تستحثنا على المضي قدماً.. *أي أن نتجه شمالاً - تجاه القصر - حيث ترابط كتيبة شرطية غرب سينما كوليزيوم.. *كانت تصرخ وتصيح وتهتف (ما تخافوا منهم يا أولادي، إلى الأمام إلى الأمام).. *ومن عباراتها التي لن أنساها (كفاية ظلم، كفاية طغيان، كفاية جبروت).. *والشرطة آنذاك - ونقولها للتاريخ - لم تطلق رصاصة (حية) واحدة صوب المتظاهرين.. *ثم ارتد بصري - من الماضي إلى الحاضر - ليستقر على وجه الشاب (المُملَّس).. *وهمهمت في سري (ألا ليت الشباب يعود يوماً).. *لا لأخبره - وأبناء جيلي - بما فعل المشيب .. *وإنما لنكون (الخير والبركة !!!). assayha