ماذا حدث لأمريكا ؟ بقلم ألون بن مئير

ماذا حدث لأمريكا ؟ بقلم ألون بن مئير


10-20-2016, 03:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1476973299&rn=0


Post: #1
Title: ماذا حدث لأمريكا ؟ بقلم ألون بن مئير
Author: ألون بن مئير
Date: 10-20-2016, 03:21 PM

02:21 PM October, 20 2016

سودانيز اون لاين
ألون بن مئير-إسرائيل
مكتبتى
رابط مختصر




لقد كُتب الكثير حول المأساة المتنامية في سوريا، ولكن كم من هذه الفظائع التي لا يتصورها العقل مطبوعة في ذهن الشعب الأمريكي ؟ أوباما يرفض كرئيس النهوض لوقف هذا الرّعب الذي لا يُسبر غوره، فالآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء يُذبحون كلّ أسبوع ونحن ما زلنا نلعب سياسة مع حياة العديد من الناس ممّن لن يستطيعوا الهروب من الموت طالما نحن مستمرين في الجلوس على أيدينا لا نفعل شيئا ً.

إنني أحثّ كلّ قارىء لهذه المقالة أن يتوقف لحظة ويتخيّل نكبة الشعب السّوري، وبالأخصّ الأطفال. هذا ما ستراه: أكثر من 50.000 طفل تحت سنّ ال 15 عاما ً قُتلوا. فلو وقف هؤلاء كتفاً على كتف لشكّلوا صفّا ً طوله 80 ميلا ً، أي حوالي 130 كيلو مترا ً. وهناك مليونان ونصف طفل يضنون في مخيّمات اللآجئين، بما فيهم 306.000 طفل وُلدوا منذ بداية الحرب الأهلية في عام 2011. وثمانية ملايين طفل داخل وخارج البلد في حاجة ماسّة للطعام والرعاية الطبيّة. وأكثر من 15.000 طفل عبروا حدود سوريا بأنفسهم، وكثيرون تُركوا يموتون دون أن يعلموا ماذا حدث لهم ولماذا. وطفل من كلّ ثلاثة أطفال تعرّضوا لعنف ٍ مروّع ضدّ أنفسهم وضدّ عائلاتهم، وأكثر من 2.5 مليون طفل محرومون من التعليم الأساسي.

خذ لحظة ً أخرى وتصوّر أطفالا ً يتم نشلهم من الأنقاض، والقتلى والمصابين بجروح ٍ خطيرة والفاقدين الوعي وآخرون ما زالوا مستيقظين ولكنهم لا يعرفون ما أصابهم ولماذا. لقد تدنّى شأن عدد القتلى من الأطفال والكبار على حدّ سواء إلى مجرّد أرقام، إحصائيّات لا قيمة لها ولم يعد لها صدىً لأننا أصبحنا في هذا العالم مخدّرين بشكل ٍ مريح. وإذا استمرّيت في التخيّل، ترى في مخيلتك أعداد لا تُحصى من الأطفال تنتظر كأكباش الفداء، كأضحية تنتظر الذّبح على مذبح المجتمع الدّولي ذو الإفلاس الأخلاقي الكامل والمطلق.

فماذا حدث لمسؤوليتنا الأخلاقيّة ؟ كيف نستطيع أن نشاهد دمار مدينة حلب المنهجي ونسمح بذبح مئات النساء والأطفال الأبرياء ؟ إنني أذرف الدموع على كلّ طفل وأبكي لكلّ جسد ٍ صغير لا حياة فيه ولم يعلم أبدا ً ماذا كان يجري حوله، أو لماذا وُلد على وجه هذه الأرض.

لربّما أفظع نتيجة كارثيّة للحرب الأهليّة السوريّة هي ضياع جيلين أو ثلاثة من السوريين حتّى الآن. لا تستطيع الكلمات وصف الفظائع والأعمال الوحشية المستعرة في سوريا، ومع ذلك فإنها تُقابل باللآمبالاة والسخافة من قبل المجتمع الدّولي. أنا أستغرب لما حدث في أمريكا، فهل نستطيع الإستمرار في السماح لأنفسنا بأن نبقى صامتين، وإذا كنّا لا ننهض لإيقاف هذا الجنون، فمن سيفعل ذلك ؟

كم من مرّات أخرى ينبغي أن نحاول التوصّل لوقف ٍ لإطلاق النار لتقوم روسيا من جانبها بخرقه مرارا ً وتكرارا ً ؟ إنّ بوتين ديكتاتور فظّ ومخادع ولا ضمير أو سلوك إنساني لديه. وطموحاته في الشرق الأوسط تفوق حياة كلّ مواطن سوري، وهو أخلاقيّا ً فاسد حتّى العظم.

كان ينبغي علينا أن نعلم بأنه لا تصمد أية إتفاقيّة مع روسيا ما دام بوتين يعتقد بأن الوقت يعمل لصالحه وبأن بإمكانه ترسيخ مكاسبه واستغلال الفراغ الذي تركناه وعدم رغبتنا لوضع نهاية للمجزرة باستخدام القوّة. فمنذ فترة قريبة جدّا ً عبّر وزير الخارجيّة، جون كيري، عن إحباطه العميق من نهج إدارة أوباما في حلّ الصراع، وقد أشار بحقّ بأنه إن لم تستند الدوبلماسيّة إلى تهديد حقيقي باستخدام القوّة، فإنه محكوم عليها بالفشل.

وهذا بالضبط السبب الذي جعل بوتين والأسد يشعران أنّ بمقدورهما نقض اتفاقية وقف إطلاق النار الثانية بدون عقاب. وبالفعل، فإن فشل معاقبة الأسد عندما اجتاز الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس باراك أوباما واستخدم الأسلحة الكيميائية في عام 2013 تركته وبوتين بدون ردع لقتل وتشويه الأبرياء، تاركين لا شيء سوى ظلال الجحيم الكامنة وراءهما.

والسؤال الموجه للولايات المتحدة الآن هو: كم من الوقت سنسمح لأنفسنا بالمراقبة من خطّ الهامش ونسمح بالذبح الذي لا يُغفر للرجال والنساء والأطفال الأبرياء بأن يستمرّ بلا هوادة ؟ فإذا كنّا نتطلّع إلى التوصّل لهدنة أخرى أم لا، يجب علينا أوّلا ًإرسال رسالة واضحة ولا لبس فيها لبوتين وللأسد.

يجب على أوباما أن يفرض فورا ً منطقة حظر جوّي بالتعاون الكامل مع تركيا المتحمّسة للقيام بذلك، وأن يأذن بقصف مدارج الأسد وحظائر سلاح الجو لتدمير أكبر قدر ٍ ممكن من طائراته الحربيّة وأن يزوّد الثوار المعتدلين مثل الجيش السوري الحرّ الذي تدعمه الولايات المتحدة منذ اليوم الأول بصواريخ أرض جوّ تُحمل على الكتف لإسقاط الطائرات بدون طيّار والمروحيّات التي تطير على ارتفاع ٍ منخفض لإنهاء إسقاط البراميل المتفجرة التي تقتل بلا تمييز وتدمّر أحياءا ً بكاملها. ستعيق هذه الإجراءات العسكريّة الرّوس من مهاجمة المناطق التي يحتلها الثوّار حيث أنّ بوتين لا يريد بالتأكيد تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة.

قد يبدو هذا وكأننا نشنّ حربا ً بالوكالة ضدّ روسيا. أجل، فليكن، فنحن نشنّ فعليّا ً حربا ً بالوكالة ضد روسيا منذ خمسة أعوام، فنحن ندعم الثوار ضدّ الأسد فيما تساعد روسيا الأسد عسكريّا ً. ومنذ أكثر من عام الآن إنضمت إلى حملته العسكريّة بشكل ٍ علني.

وفي حين أنّ المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ضروريّة ويجب دحر هذا التنظيم، غير أنه ينبغي ألا يكون ذلك على حساب ترك بوتين والأسد يبيدان الثوار بكلّ حرية وفي العمليّة نفسها قتل أعداد لا تُحصى من المدنيين الأبرياء.

وللتأكيد، عدم رغبة أوباما في اتخاذ إجراءات صارمة وقويّة في سوريا في الأعوام الخمسة الماضية قد أدّى إلى تفكّك البلد، الأمر الذي يعتبر امتدادا ً لحرب بوش الكارثيّة في العراق، ولكن فقط بشكل ٍ آخرٍ.

إنّ اتخاذ مثل هذه الإجراءات العسكريّة الحاسمة ما زال متماشيا ً مع عدم رغبة أوباما في إرسال قوات بريّة في صراع ٍ إقليمي آخر لأنّها: أ) لا تعرّض للخطر أرواح العديد من جنودنا، و ب) لا تسبّب أضرارا ً جانبيّة جسيمة. لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي لأن البديل بكلّ بساطة غير وارد ولا مجال للتفكير فيه.

سيكون لبوتين اليد الحرّة تماما ً أن يفعل ما يريد في سوريا وأن يترك الأمر له لبسط نفوذه لدول أخرى في المنطقة، الأمر الذي سيعزّز بشكل ٍ ملموس من مصداقيته كداعم لا يهتزّ لحلفائه ويتعدّى بشكل ٍ خطير على منطقة النفوذ الجيو – إستراتيجي الأمريكيّة بدون عقاب.

وإيران من ناحيتها لن تتردّد في زيادة دعمها العسكري والمادي للأسد وترسيخ وجودها في سوريا وقتل أكبر قدر ٍ ممكن من الثوار “باسم الله”. أضف إلى ذلك، سيتمّ تشجيعها أكثر لتخويف دول الخليج وتكثيف حملتها العسكريّة في اليمن في سعيها للهيمنة على المنطقة.

وبالنسبة للأسد المستمرّ في كسبه أراض ٍ وهيبة واحترام خلال الأشهر الأخيرة نتيجة دعم بوتين الكامل له لن يكون لديه سببا ً للتنازل أو إيجاد حلّ بالتراضي وسيستمرّ في القتال حتّى القضاء على آخر ثائر لكي يضمن بأن يكون جزءا ً أساسيّا ً لأي حلّ مستقبلي للصراع.

وبالرّغم من أنّ روسيا وإيران والأسد مذنبون بارتكابهم جرائم حرب، غير أنّ لديهم للأسف دورا ً يلعبونه في تشكيل مستقبل سوريا. وعلى أية حال، ينبغي عدم الشروع بمفاوضات مع بوتين للوصول إلى هدنة جديدة قبل أن نقوم بمثل هذه الحملة العسكريّة، ويجب أن تكون أية مفاوضات مستقبليّة مشروطة بوقف جميع الأعمال العدائيّة من قبل بوتين والأسد أوّلاً.

إنّ ترك سوريا لنزوات بوتين والأسد والسّماح بذبح شعبها بدون رحمة هو خيانة لقيمنا الأخلاقيّة العزيزة. علينا أن ننهض لوقف الشرّ الذي يديمه بوتين والأسد وخامئني، أو التخلي عن مسؤوليتنا الأخلاقيّة وعن مصداقيتنا تجاه أصدقائنا وحلفائنا.

إنّ تركة الرئيس أوباما على المحكّ. عليه إمّا النهوض لمواجهة التحديّات باتخاذ إجراءات وتدابير عسكرية شجاعة وحاسمة منقذا ً بذلك أرواح أعداد لا تحصى من السوريين، وفي نفس الوقت تمهيد الطريق لخلفه لنهج استراتيجيّة جديدة لإنهاء الحرب الأهليّة من موقف القوّة، أو الإستمرار بدبلوماسيته العبثيّة ومشاهدة التفكّك المنهجي لدولة بأكملها وذبح شعبها بلامبالاة وعدم اكتراث، وبذلك ترك إرثاً مشوّها ً سيلاحقه لبقيّة حياته وما بعد ذلك، وإلحاق ضرر ٍ شديد بمكانة أمريكا الدوليّة وتقويض دورها الدّولي الهامّ والحرج في السعي وراء السّلام والإستقرار.

أريد أن أعتقد بأن أوباما لن يسمح لأمريكا أن تهبط إلى هذا الحدّ في وقت ٍ يستطيع فيه أمثال ترامب الصعود.



أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 20 أكتوبر 2016

اخبار و بيانات

  • مريم الصادق المهدي:نعم مشاركةعبد الرحمن في حكومة الوطني تحدث لبساً في موقف حزب الأمة
  • بيان من منظمة أبناء جبال النوبة فى الخارج (نوب) حول بناء مصنع السيانيد فى كادقلى.....
  • الحركة الشعبية ترحب بإنضمام قيادات من العمل السياسي والصحفي والفني الي عضويتها وتبني مشروعها السياس
  • تقرير وتوصيات المؤتمر العام الرابع للحركة المستقلة بالخارج
  • تصريح صحفي من الحزب الشيوعي السوداني حول بيان الاطباء الشيوعيين
  • حركة جيش تحرير السودان قيادة مناوي / قرارات رئيس الحركة و رئيس الحركة للعام 2016 م
  • ضبط طبيب مزيف يعمل بمستشفى إبراهيم مالك (3) سنوات
  • كشف عن تراجع متطرفين عن أفكارهم الكاروري: كلمة إعدام مخالفة للعقيدة ويجب تعديلها
  • قنيف : السودان مؤهل ليصبح أكبر دولة مصدرة للتمور فى العالم - نجاح زراعة 15 صنفاً عالمياً بالبلاد
  • المراجع: محمد حاتم سليمان منح نفسه سلطة مطلقة أهدرت المال العام
  • كاركاتير اليوم الموافق 19 أكتوبر 2016 للفنان ودابو عن رقصني يا جدع .. الرقاص ورقصة الإنجاز...!!
  • نائبة رئيس حزب الأمة الدكتورة مريم المهدي في حوار الراهن
  • تقرير حول كلمة الدكتورة مريم المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي في ندوة مستقبل السودان بعد الحوار
  • حركة جيش/ تحرير السودان قيادة مناوي تجري تعديلات في نظامها الاساسي و تصدر قرارات في شان عضوية مجلس
  • في حضرة الشاعر كجراي بمنتدى شروق
  • قائمة باعضاء مجلس التحرير الثوري

    اراء و مقالات

  • مبارك عبد الله الفاضل... (دون كيشوت)! بقلم فتحي الضَّو
  • خيباتنا الرياضية ليست بالصدفة , ولكنها تجسيدا لممارسات النظام تجاه الوطن بقلم المثني ابراهيم بحر
  • ياليتنا بأمانة الطيب بقلم عمرالشريف
  • (قنبرة) الشعب..!! بقلم عثمان ميرغني
  • كتائب القذافي..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • (كلام نسوان ) كلام في الفاضي ... !! - بقلم هيثم الفضل
  • دماء لوقا وأحمد .. خانة الوطن لا الديانة بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري
  • العدو يكره الزيتون ويفسد مواسمه بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

    المنبر العام

  • راجل الدكتوره
  • الهندي عز الدين يتقدم باستقالته من إدارة قناة الخضراءالفضائية- قالوا حقت بشه
  • اللبنانية قمر تتهم حفيد جمال عبد الناصر بنشر صور عارية لها
  • يرفض التعهد بقبول نتيجة الانتخابات.. وكلينتون تصفه بـدمية بوتين
  • مخرجات حوار شنو البتعب نفسي فيها بفيديو
  • الجنسية السودانية “للبيع مقال
  • (100) ألف أسرة سودانية تعيش دون عائل بالسعودية
  • السودان.. عشرات الطلاب بـ"حالات هيستيرية"
  • اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ حكم القصاص في الامير تركي بن سعود الكبير
  • الرئيس الامريكي أوباما .. الفشل في حماية أطفال دولة جنوب السودان
  • المهنة : أخ وزير المالية (توجد صورة)
  • ود أبو الى القاع بهذا الرسم المشين .....
  • فى عرس وطنى تحتفل الجالية السودانية بمصر بمخرجات الحوار الوطني …
  • صفعة دولية على وجه «نتانياهو» مقال للكاتب ( احمد علي )
  • في رحاب الله اخي محجوب حفيد أسرة السادة الدواليب
  • تقرير من لجنة أطباء السودان يعيد شبح الإضراب
  • في رحاب الله اخي محجوب حفيد أسرة السادة الدواليب
  • الشّارِعُ أنتِ...
  • صحراءٌ في النافذة
  • إطلاق موقع هوربوست Horpost
  • أكتوبر المنسى فى طرقات مملكة التذكر والضجر .
  • كتاب إسرائيلي يفضح دور "الموساد" في تقسيم السودان
  • زمرة الكيزان تواصل الكذب
  • This guy is a joke
  • خرائط موجودة بمقررات اللغة الإنجليزية المصرية تقول منطقة حلايب وشلاتين سودانية
  • منظمات المجتمع المدني السوداني بمصر وأمتحان الانسانية لمن يهمه الامر
  • "شعبيتي لم تنخفض".. فهمي هويدي مواجهاً انتقادات الشباب ومتحدثاً عن رأيه فيهم

  • Post: #2
    Title: Re: ماذا حدث لأمريكا ؟ بقلم ألون بن مئير
    Author: محمد فضل
    Date: 10-21-2016, 10:03 PM
    Parent: #1

    كاتب المقال اعلاه اكاديمي امريكي رفيع اذا جاز التعبير من اصول اسرائيلية وهذه ليست القضية ولكنه يتناول القضية المركزية الاولي في عالم اليوم ويسرد تفاصيل مخيفة ليس لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية والاخيرة وحرب عالمية حقيقية في نتائجها التي اصابت كل ركن من اركان المعمورة وانتجت فظائع متواصلة وموت وابادة في البر ومن الجو وفي البحر.
    كتب نفس الكاتب من قبل مقال تحليلي نشرت النسخة العربية منه هنا في نفس الموقع وذهب فيه الي درجة اقتراحة تقسيم العراق للخروج من ازمته التي تخطت حدوده الاقليمية المعروفة وانتجت اختلالات استراتيجية مخيفة من بينها "الهلوكوست" السوري الذي يتحدث عنه الكاتب بتفاصيل مرعبة ومؤلمة وحقيقية ولكن بعيدا عن التنصيف وهويات وخلفيات الناس نقول ان الامانة العلمية والاخلاقية تفترض من الناس كل الناس وضع النقاط علي الحروف عندما يتحدثون عما يجري اليوم من حروب وفظائع والعودة الي جذور مايجري اليوم من كوارث تدفع البشرية كلها ثمنها مخاوف وحدود ومطارات ملغومة وارض محروقة بما عليها من بشر وموارد والبقية تاتي اذا استمرت الامور علي نفس الطريقة.
    الامر يتطلب العودة الي قرار الادارة الامريكية في اعقاب احداث سبتمبر الشهيرة وبدايات الالفية الثانية بغزو واحتلال العراق بناء علي معلومات كاذبة ومفبركة علي درجة عالية من الدقة والاتقان تبارت قيادات الدولة الامريكية انذاك في استعراضها في القاعة الرئيسية لمنظمة الامم المتحدة بمنتهي الجرأة وكانها امر منزل من السماء واستمر التحدي السافر للقوانين الدولية والانسانية حتي لحظة الاعلان الرسمي لشن الحرب وخروج السيد كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة المغلوب علي امره يجرجر اذيال الخيبة وكاد ان يدمع وهو يتحدث الي الصحفيين ويبدي اسفه عما حدث.
    العالم منخرط كله اليوم في مواجهة نتائج ذلك الغزو من ارهاب وحروب دينية وطائفية والشعوب تحترق بين مرمي نيران المليشيات الدينية والطائفية شيعية وسنية والبعض يتعامل ويدعم احد تلك الشيع الدينية باعتبارها اخف ضرارا بكثير من الاخري من منظمة "داعش" احد منتجات تلك الحرب .
    العالم وعلي راسه الولايات المتحدة يخوض حروب مدمرة ومكلفة ويتحرك عسكريا فقط ويستعين بمافيات طائفية تتحكم فيها الدولة الايرانية من علي البعد في تلك الحروب بينما الامر يقتضي قيام مؤتمر دولي فوري لاعادة بناء الدولة العراقية ومؤسساتها القومية وعلي راسها الجيش الوطني تشارك فيه قوي الاستنارة والتقدم ومشاركة الخبراء السابقين والمهنيين والغاء نتائج الغزو وعودة حزب البعث الي الحياة السياسية مع بقية القوي السياسية المدنية وحظر الاحزاب والمنظمات الدينية وتفكيك المليشيات المتحاربة شيعية وسنية من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه ولايتوقع احد ان تتبني الادارات الامريكية المتعاقبة الحالية او اللاحقة مثل هذه الدعوات والمعالجات او القيام باختراق حقيقي للازمة يقود الي وقف الحرب العالمية الغير معلنة ولكن يجب ان تتبني قوي السلم والتقدم وكل احرار العالم الدعوة الفورية للمؤتمر الدولي من اجل بناء الدولة القومية في العراق وسوريا واي بلد اخر تعمه الفوضي والحروب الدينية والطائفية.
    sudandailypress.net